أبوظبي تدعم صندوق بقيادة الأمم المتحدة لمكافحة سوء التغذية المزمن

ولي عهد أبوظبي يتبرع بـ 2.5 مليون دولار لـ"يونيتلايف"، وهي شراكة تقودها الأمم المتحدة لتحفيز دعم برامج التغذية على مستوى العالم.

تلقى صندوق الأمم المتحدة الاستئماني "يونيتلايف" الذي يسعى لمكافحة سوء التغذية المزمن تمويلاً بقيمة 2.5 مليون دولار من مبادرة بلوغ الميل الأخير في أبو ظبي، وهي صندوق شارك في تأسيسه ولي عهد الإمارة.

وقد تم إنشاء صندوق "يونيتلايف" من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية، بالشراكة مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والحكومة الفرنسية، بهدف استرعاء الانتباه وجذب التمويل للتصدي لمشكلة سوء التغذية التي تؤثر على ما يقدر بنحو 149 مليون طفل في جميع أنحاء العالم.

ويسعى صندوق "يونيتلايف" الذي تم تأسيسه عام 2017 قبل أن يتم أطلاقه رسمياً في يونيو 2021، للاستفادة من أليات التمويل المبتكرة والشراكات عبر القطاعات لتمويل النظم الغذائية المستدامة والتشجيع على تبني الأساليب الزراعية المراعية للمناخ.

كما سيتم وضع النساء، اللائي عادة ما يتحملن مسؤولية زراعة الأغذية والطهي وإطعام أسرهن، فضلاً تولي مهمة التثقيف داخل المنزل، في صميم البرامج التي يدعمها الصندوق.

وفي حديثه خلال فعالية إطلاق الصندوق، أفاد جان إيف لودريان، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، أنه لم يتم إحراز ما يكفي من التقدم لحل مشكلة الجوع المزمن، حيث قال: "لا تزال قضية انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية إحدى أكبر التحديات التي نشهدها خلال القرن الحالي".

ويظهر سوء التغذية المزمن عندما لا يحصل الأطفال على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها خلال أول ألف يوم من حياتهم. وقد تترتب على ذلك عواقب قد تستمر على مدى حياة الأطفال وتؤثر على نموهم البدني وتطورهم الإدراكي وأجهزتهم المناعية.

كما يرتبط سوء التغذية المزمن بنحو 45 في المئة من الوفيات التي تحدث بين الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم.

وفي أفريقيا، حيث يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية المزمن، تصل نسبة استنزاف الناتج المحلي الإجمالي إلى 16 في المئة في أشد الدول تأثراً بسوء التغذية في القارة.

فضلاً عن ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى تزايد عبء سوء التغذية بسبب حالات التعطيل والاضطرابات الكبيرة التي أحدثتها في إمدادات الغذاء والأنظمة الصحية وأنظمة الحماية الاجتماعية. على ضوء ذلك، من المتوقع أن يعاني 2.6 مليون طفل إضافي من سوء التغذية المزمن بحلول عام 2022، وفقاً لصندوق "يونيتلايف" نقلاً عن بيانات صادرة عن اليونيسيف.

وكان أول برنامج تابع لصندوق "يونيتلايف" قد بدأ نشاطه أواخر عام 2020 في منطقة زيندر في جنوب النيجر، حيث يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية المزمن. ويهدف هذا البرنامج إلى توسيع نطاقه من أجل تقديم الدعم لـ 280,000 شخص - نصفهم من النساء والفتيات - بحلول مارس 2022.

وسيقوم المشروع الذي تبلغ تكلفته $500,000 دولار وتديره منظمة ’غول‘ GOAL غير الحكومية الدولية بتوسيع برامج توزيع الحبوب المدعمة بيولوجياً على المزارعات صاحبات الحيازات الصغيرة؛ وإقامة أنظمة الري بالطاقة الشمسية لمزارع الخضروات التي تشرف عليها النساء؛ وزيادة إمدادات الحليب الطازج؛ وتوفير فرص الوصول إلى نظام بنوك الماعز المحلية.

وجاءت الأموال التي تبرعت بها أبوظبي من مبادرة بلوغ الميل الأخير، وهي مجموعة من البرامج الصحية العالمية الممولة من ولي عهد الإمارة تعمل على القضاء على الأمراض.

ومن بين الجهات المانحة الأخرى مصرف ’إيكوبانك‘ EcoBank، ومجموعة ’أونومو‘ONOMO الفندقية التي تتخذ من أفريقيا مقراً لها، و’أونلي بانك‘OnlyOne ، وهو مصرف رقمي فرنسي أفاد أنه سيتبرع بمبلغ 0.60 يورو (حوالي 0.71 دولار) عن كل عميل لديه.

من جهته، قال أدي أييمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة ’إيكوبانك‘ التي تقدم الدعم  لصندوق "يونيتلايف" من خلال حملات التوعية وجمع التبرعات بين موظفيها وعملائها: "إن الأمر يتعلق بمنح الأطفال أفضل انطلاقة لهم في الحياة. فالتغذية الجيدة هي أساس النمو الجسدي والإدراكي وهي تساعد للخروج من دوامة الفقر والتمكن من عيش حياة منتجة والحصول على دخل لائق".

ومن المقرر أيضاً الكشف عن شراكة جديدة مع مجموعة ماجد الفطيم التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، ستشمل جمع التبرعات ضمن شبكة مراكز التسوق التابعة للمجموعة في وقت لاحق من هذا العام، كما أفاد متحدث باسم صندوق "يونيتلايف" في حديث مع "زمن العطاء". - PA