اتجاهات جديدة

بيانات فريدة من نوعها تسلط الضوء على الاتجاهات الناشئة في أوساط الجيل التالي من المانحين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

كشفت دراسة جديدة حول العطاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن الجيل التالي من روّاد العطاء والمانحين في المنطقة يختارون على نحو متزايد التبرع كأفراد خارج نطاق عائلاتهم. ويحمل تقرير البيانات الفريد من نوعه هذا عنوان "جذور متأصلة في التقاليد وتطلعات واعدة نحو المستقبل" وتم إعداده من قبل شراكة زوفيكيان (ZP)، وهي منصة إقليمية للأبحاث والاستثمارات الاجتماعية يقع مقرها في لبنان، بالتعاون مع مبادرة بيرل في دولة الإمارات العربية المتحدة.

واستخدمت الدراسة، المدعومة من قبل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، الأساليب الكمية لاستطلاع آراء 83 فرداً من الجيل التالي من روّاد العطاء والمانحين من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بهدف استكشاف دوافعهم للعطاء فضلاً عن أولوياتهم والتحديات التي يواجهونها على هذا الصعيد.

وفي حديثها خلال حفل إطلاق التقرير في دبي، قالت لين زوفيكيان، المؤسس المشارك لشراكة زوفيكيان: "لقد حاولنا سد النقص الذي تعاني منه منطقة الشرق الأوسط – وبصراحة جميع أنحاء العالم كذلك - فيما يتعلق ببيانات العمل الخيري الذي يضطلع به الجيل التالي من رواد العطاء والمانحين". وأضافت قائلة: "نحن بحاجة إلى فهم أولويات العطاء والتحديات والعقبات التي تعترض المساعي الخيرية".

وقد أعرب 80 بالمئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة بأنهم ينخرطون في العمل الخيري بشكل شخصي ومستقل عن عائلاتهم، وهو عكس الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن العمل الخيري في المنطقة العربية يعتمد في الغالب على المؤسسات الخيرية التابعة للأسر والمكاتب العائلية.

أوضحت زوفيكيان بالقول: "يطمح الكثيرون في مجتمعنا إلى مواصلة تقاليد العطاء التي أرستها عائلاتهم. مع ذلك، فإن ما يقرب من 50 بالمئة منهم يستكشفون طرقاً غير تقليدية للعطاء. ولذلك نود أن نتعمق أكثر في هذا الجانب بإجراء تحليلات نوعية".

"نحن بحاجة إلى فهم أولويات العطاء والتحديات والعقبات التي تعترض المساعي الخيرية".

لين زوفيكيان، المؤسس المشارك لشراكة زوفيكيان

وكان التعليم والرعاية الصحية وتمكين المرأة مجالات الاستثمار ذات الأولوية التي ذكرها المشاركون في الدراسة، الذين كان 65 بالمئة منهم من النساء بينما تراوحت أعمار أكثر من نصفهم بين 35 و44 عاماً.

وكان معظم رواد العطاء والمانحين الذين شملتهم الدراسة من منطقة الخليج وبلاد الشام ومصر، مع مجموعة صغيرة من أمريكا الشمالية وأوروبا. وجاء الجزء الأكبر من الاجابات من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ولبنان (27 بالمئة، و24 بالمئة، و22 بالمئة، على التوالي).

كما جاء أكثر من نصف الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات من خلفيات ريادة الأعمال والأعمال التجارية، وينخرط 50 بالمئة منهم في مجال العمل الخيري منذ ثماني سنوات أو أكثر.

وبرزت النزاهة باعتبارها "قيمة العطاء" الأهم التي ذكرها المشاركون في الدراسة يليها التمكين والتعاطف والاستدامة والشفافية والمساءلة. كما احتل التأثير على المجتمع مرتبة عالية عند سؤال المشاركين عن دوافعهم للعطاء واحتياجات المجتمع عند سؤالهم عن تأثيراته.

كما كشفت البيانات أن القضايا التي حصلت على أقل قدر من الدعم من قبل الجيل التالي من المانحين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي الفنون والثقافة، والبيئة، وحقوق الإنسان، والقضايا الدينية، والمساعدات الدولية، والتنمية الإنسانية، والرفق بالحيوان، والعلوم والتكنولوجيا.

image title
لين زوفيكيان تعرض أهم النتائج الواردة في التقرير خلال فعالية تم تنظيمها في دبي. الصورة: مبادرة بيرل.

علاوة على ذلك، كشف التقرير أن أكثر من ثلثي الجيل التالي من المانحين أعربوا عن عدم رضاهم عن نظام الدعم الحالي لقطاع العمل الخيري. وقام ما يقرب من 40 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع بتوجيه جهودهم الخيرية على المستوى الوطني، في حين ركز خُمسهم على مبادرات العطاء المحلية، وأقل بقليل من الثلث ساندوا القضايا العالمية.

وعلى الرغم من أن العطاء بالنسبة للجيل التالي من رواد العطاء والمانحين الذين شملهم الاستطلاع بدا أمراً شخصياً للغاية وبعيداً عن الأطر العائلية إلا أن 43 بالمئة منهم قالوا أنهم أشركوا أفراد أسرهم في عملية صنع القرار ذات الصلة بعملهم الخيري.

وقالت زوفيكيان، وهي نفسها من الجيل التالي من روّاد العطاء، أن الناس في الشرق الأوسط كانوا لفترة طويلة "يتطلعون إلى الغرب" بحثاً عن "أفضل الممارسات الدولية" في العمل الخيري.

وأضافت قائلة: "هناك وفرة من المساعي الخيرية الرائعة هنا – إنه مزيج جميل ومتناغم من التقاليد والابتكارات التي تحدث في هذه المنطقة". وتساءلت قائلة: "ألم يحن الوقت لأن تشارك هذه المنطقة قصصها مع العالم؟ ألا يجب علينا أن نعطي الأولوية لتعلم المزيد عن أنفسنا ومن ثم توسيع نطاق هذا السرد ومشاركته مع بقية العالم؟"

يذكر أن جمع البيانات قد استغرق نحو ستة أشهر وتم باستخدام دراسة استقصائية كمية عبر الإنترنت، وهي الطريقة الأكثر ملاءمة لإجراء الأبحاث. وتضمنت الدراسة الاستقصائية مزيجاً من الأسئلة المغلقة على مقياس ليكرت من 1 إلى 7 لقياس المواقف والآراء، بالإضافة إلى الأسئلة المفتوحة.

يمكنك تنزيل النسخة الكاملة من التقرير بالضغط على هنا.