التعاون من أجل التغيير

تُعدّ مؤسسة «ليجاتوم» بمقرها في دبي رائدة في مجال العمل الخيري التعاوني ذو العقلية الاستثمارية

من مكافحة الإيبولا وأمراض المناطق المدارية المهملة، إلى تحسين معدلات القراءة والكتابة والحساب، ودعم جهود مكافحة العبودية، وتعزيز المجتمع المدني، فإن مؤسسة «ليجاتوم» قد بنت سمعتها على أسلوب رائد في العمل الخيري يجمع الأموال بشكل تعاوني ويتعقب الأثر مثل ما يتعقب عوائد الاستثمار.

لقد جمعت مبادراتها الرئيسية — صندوق «إند» وصندوق «فريدوم» وصندوق «لومينوس» — أكثر من مليار دولار أمريكي على مدار العقد الماضي لتحسين النتائج الصحية والتعليمية والاقتصادية لملايين الأشخاص حول العالم، والقضاء على الأمراض، ومساعدة الأشخاص المعرضين لخطر الاستغلال، وإعادة الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى الفصول الدراسية.

وعلى الرغم من أن مؤسسة «ليجاتوم» هي من وضعت تصور هذه الصناديق الثلاثة وأسستها في البداية، إلا أنها نجحت في تحفيز التبرعات من الجهات الخيرية الكبرى — بما في ذلك مؤسسة «غيتس»، ومؤسسة «ماكنزي سكوت»، ومؤسسة «محمد بن زايد للإنسانية»، ومؤسسة «صندوق استثمار الأطفال»، ومنظمة اليونيسف، وهيئة المعونة البريطانية — مما أرسى مخططاً استراتيجياً جديداً للعطاء التعاوني.

وشملت الاستثمارات الأخرى: مركز «ليجاتوم» لريادة الأعمال في معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» (الذي أصبح الآن مركز «كوو شاربر»)؛ ومنظمة «جنيف جلوبال» للاستشارات الخيرية؛ ومعهد «بروسبيرتي» (الذي كان يٌعرف سابقاً باسم معهد «ليجاتوم»)، والذي يمول البحوث في القضايا العامة المرتبطة بالازدهار ويجمع العلماء وصانعي السياسات لتعزيزها؛ و14 مليون دولار للمؤسسات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في الصين على مدى 15 عاماً.

"كانت فكرتنا هي جلب عقلية استثمارية إلى العمل الخيري."

آلان ماكورميك، شريك في مؤسسة «ليجاتوم»

في عام 2025، مع خفض ميزانيات المساعدات الحكومية في الوقت الذي تتزايد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير، أعلنت مؤسسة «ليجاتوم» عن صندوق جديد قد يكون أكثر خطواتها جرأة حتى الآن. ويسعى صندوق «ريسيليو»، المصمم لتوجيه المنح الصغيرة إلى منظمات الخطوط الأمامية في مناطق الأزمات، إلى تغيير ما تسميه مؤسسة «ليجاتوم» "بنظام مساعدات مختل وهرمي" قادر على تهميش الجهات الفاعلة المحلية وخلق التبعية.

وأوضح غاي كيف، رئيس مؤسسة «ليجاتوم»، أن أحد المبادئ الحاكمة لعمل مؤسسة «ليجاتوم» الخيري هو "خدمة الناس، وليس إنقاذهم".

وتقع هذه الفكرة في جوهر صندوق «ريسيليو»، الذي قدم خلال فترة احتضان دامت أربع سنوات أكثر من 1,000 منحة صغيرة للمنظمات غير الحكومية الشعبية في كل من السودان وميانمار والصومال وإثيوبيا والفلبين ولبنان، وفي كثير من الحالات وصلت إلى كيانات معزولة عن قنوات المساعدات التقليدية.

وساعدت المنح المالية التي يقدمها صندوق «ريسيليو» في ترميم الخدمات الأساسية والاقتصادية، بدءاً من إصلاح الآبار وتمهيد الطرق وصولاً إلى توزيع البذور والأدوات، مما سمح للمجتمعات المحلية بالإصلاح وإعادة البناء وسط النزاعات والكوارث الطبيعية.

وقال غاي كيف: "إننا نعمم نهجاً شديد التركيز على التمكين المحلي، وننظر إلى ما تفعله المجتمعات المحلية بالفعل من أجل نفسها، ثم نمولها مباشرة؛ وهذا يساعدها على بناء قدراتها والصمود في وجه الصدمات المستقبلية".

صندوق «ريسيليو»

تم إنشاء صندوق «ريسيليو» في عام 2025 لتوجيه المنح الصغيرة إلى منظمات الخطوط الأمامية العاملة في السياقات الإنسانية؛ وتقود الصندوق فانتا توريه.

  • النهج: تقديم منح صغيرة للمجموعات المحلية في مناطق الأزمات لإعادة هيكلة نظام المساعدات الإنسانية وتمكين منظمات الخطوط الأمامية من مساعدة نفسها.
  • الأثر: قدم مشروع تجريبي استمر أربع سنوات 1,000 منحة صغيرة للمنظمات غير الحكومية المحلية، استفاد منها نصف مليون شخص بتمويل لاستعادة الخدمات الأساسية والوظائف الاقتصادية.
  • يشمل شركاء التمويل: مؤسسة «يو بي إس أوبتيموس»، ومؤسسة «فيتول»، ومؤسسة «إيرين إم ستاهيلين»، ومؤسسة «كوادراتشر كلايمت».
  • النطاق الجغرافي المستهدف: السودان، ميانمار، الصومال، إثيوبيا، الفلبين، ولبنان.

"[نريد] خدمة الناس، وليس إنقاذهم."

غاي كيف، رئيس مؤسسة «ليجاتوم»

عيّن صندوق «ريسيليو»، الذي يبلغ رأس ماله 40 مليون دولار أمريكي، فانتا توريه مؤخراً كرئيسة تنفيذية، وهي المديرة السابقة لصندوق «غيرلس فيرست»، وهذا بدعم من مؤسسة «ليجاتوم»، ومؤسسة «يو بي إس اوبتيموس»، ومؤسسة «فيتول»، ومؤسسة «إيرين إم ستاهيلين»، ومؤسسة «كوادراتشر كلايميت».

وبالنسبة لآلان ماكورميك، أحد الشركاء المؤسسين لمؤسسة «ليجاتوم»، هذه تمثل مجرد بداية.

وقال في مقابلة مع منصة «فيلانثروبي إيج» بمكتب «ليجاتوم بلازا» ذي الجدران الزجاجية الواقع في مركز دبي المالي العالمي: "تتمثل رؤيتنا في أن يصبح صندوق «ريسيليو» مشروعاً بقيمة مليار دولار".

وأضاف: "تتوفر الموارد التي يمكن تعبئتها لتحقيق أثر دائم وطويل المدى، وأعتقد أن هذا سيساعد في تغيير وتحويل كيفية تقديم المساعدات الإنسانية".

وتلتزم شيخة غويال، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة «فيتول» بمقرها في سويسرا — وهي أحد الجهات المانحة الرئيسية لصندوق «ريسيليو» — بنفس القدر من وعد التغيير والتحويل.

وقالت: "من خلال تضافر جهودنا، يمكننا الوصول إلى المزيد من الموارد، وجذب استثمارات جديدة، وإحداث تغيير حقيقي للمجتمعات المحلية".

وأضافت: "إننا نؤمن أنه يمكننا معاً المساعدة في بناء عالم يتم فيه تقديم مساعدات بسرعة وفعالية ومتجذرة في التمكين والكرامة".

السؤال البديهي هو كيف أصبحت مؤسسة استثمارية بمقرها في دبي، والتي لم يسمع بها سوى عدد قليل جداً من الناس، لاعبة رئيسية في النظام البيئي للعمل الخيري العالمي، حيث تدير ملايين الدولارات في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية والمساعدات الإنسانية؟

تبدأ القصة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وحينها كان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد فاز للتو بولاية ثالثة تاريخية، وكان جورج دبليو بوش قد عاد لرئاسة ثانية في البيت الأبيض. وكانت أسعار النفط متقلبة على خلفية الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، وكانت الأسواق الناشئة تشهد ازدهاراً، ولم يكن الانهيار المالي العالمي قد حدث بعد.

ولم تكن مؤسسة «بيل وميليندا غيتس» — كما كانت معروفة آنذاك — قد بدأت عملياتها إلا منذ فترة وجيزة، وكانت تُدخل ببطء لغة الأعمال التجارية في مساحة العطاء. ولكن بشكل عام، كان النظام البيئي الخيري لا يزال يهيمن عليه القوى التقليدية مثل مؤسسة «فورد» ومؤسسة «روكفلر» وصندوق «جيه بول جيتي».

وكان العطاء يتم عادة بشكل هرمي إلا باستثناءات قليلة، حيث يذهب الجزء الأكبر من المنح إلى المنظمات غير الحكومية والجامعات والمؤسسات الثقافية القائمة.

وهيمنت الأهداف الإنمائية للألفية وحملات تخفيف عبء الديون على جدول أعمال التنمية، وكان تمويل المساعدات الحكومية يتزايد عاماً بعد عام؛ ويرجع ذلك جزئياً إلى الأجندات الأمنية ما بعد أحداث 11 سبتمبر.

في عام 2006، قام رجل الأعمال النيوزيلندي كريستوفر تشاندلر بتصفية شركة «سيفرين جلوبال»، وهي شركة استثمارية كان يديرها مع شقيقه من موناكو، وذلك لأجل إنشاء مؤسسة «ليجاتوم» بمقر في دبي، وانطلق في مهمة للقيام بالمزيد من الأعمال الخيرية. 

وسعى منذ البداية إلى تطبيق أفضل ممارسات الاستثمار على مبادراته الخيرية، وقياس الناتج (الذي اعتبره عوائد) بعناية مثل المدخلات. ولكن بدلاً من توجيه مبالغ كبيرة إلى المنظمات الكبرى كما كان يفعل معظم أقرانه في ذلك الوقت، أراد تشاندلر اختبار الأطروحة القائلة بأن رأس المال الخيري يمكن (ويجب) نشره في منظمات الخطوط الأمامية، حتى في المناطق الهشة والمتأثرة بالنزاع.

بعد فترة وجيزة من تأسيس مؤسسة «ليجاتوم»، صادف ماكورميك، وهو جالس في المقر الأول للشركة في برج المؤتمرات — وهو جزء من مركز التجارة العالمي في دبي — مقالاً في صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن بيل غيتس. لكن لم تكن كلمات مؤسس مايكروسوفت هي التي لفتت انتباه ماكورميك، بل كان عالم الطفيليات المقتبس معه.

في تلك المقالة، أوضح الدكتور آلان فينويك أن أمراض المناطق المدارية المهملة — وهي التهابات طفيلية وفيروسية يمكن الوقاية منها بسهولة والتي تسبب العمى والتشويه، وتحرم الأطفال من التعليم، والبالغين من العمل، وتُبقي المجتمعات حبيسة الفقر — يمكن مكافحتها على نطاق واسع بتكلفة زهيدة.

انطلاقاً من فكرة أن مؤسسة «ليجاتوم» يمكنها تحقيق أثر كبير باستثمار متواضع، اتصل ماكورميك بدكتور فينويك لمعرفة المزيد، وبعد بضعة أيام وجد رجل الأعمال نفسه على متن طائرة من دبي إلى لندن لحضور اجتماع من شأنه أن يُحدث تحويل جذري على عدة مستويات.

ويتذكر ماكورميك قائلاً: "كان يوم جمعة حاراً ورطباً في لندن. ومن المطار، ركبت قطاراً إلى بادينغتون، ثم توجهت إلى إمبريال كوليدج، حيث وجدت فينويك في غرفة ضيقة مليئة بالخرائط الموضوعة على الطاولات".

وأظهرت تلك الخرائط، التي مولت مؤسسة «غيتس» إعدادها، انتشار أمراض المناطق المدارية المهملة في جميع أنحاء أفريقيا. وشرح فينويك ما كانت آنذاك استراتيجية جديدة نسبياً تُعرف باسم الإدارة الشاملة للأدوية — وهي تجميع لكل التدخلات لجعل عملية التوزيع أكثر كفاءة وتقليل أعباء حالات أمراض المناطق المدارية المهملة — كما أعطى تقديراً للتكلفة اللازمة لتطبيقها على نطاق واسع.

ويقول ماكورميك: "عندما أخبرني أنه يمكننا علاج الناس ووقف انتقال العدوى مقابل أقل من 50 سنتاً للشخص الواحد، لم يحتاج الأمر إلى تفكير بالمرة. وبما أننا كنا نعمل بالفعل في بوروندي ورواندا من خلال شركة «جنيف جلوبال»، لذا خصصنا 10 ملايين دولار أمريكي لاختبار نظرية فينويك في هذين البلدين".

كانت مؤسسة «ليجاتوم» تُدير أعمالها الخيرية عبر منظمة «جنيف جلوبال»، وهي شركة استشارية أنشأتها شركة «سيفرين جلوبال» قبل بضع سنوات لإدارة استثماراتها الاجتماعية.

وكان فريق المستشارين التابع لمنظمة «جنيف جلوبال»، والتي تتخذ من باولي بفيلادلفيا مقراً لها — ومن بينهم الشاب غاي كيف، الذي انضم بعد إدارة مشاريع إنسانية لمنظمة إنقاذ الطفولة الدولية في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط — قد بدأ منذ فترة في تقديم منح صغيرة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لبرامج التعليم والصحة المجتمعية.

"عندما أخبرني أنه يمكننا علاج الناس ووقف انتقال العدوى مقابل أقل من 50 سنتاً للشخص الواحد، لم يحتاج الأمر إلى تفكير بالمرة."

آلان ماكورميك، شريك في مؤسسة «ليجاتوم»

صندوق «إند»

تأسس صندوق «إند» في عام 2012 لمعالجة أمراض المناطق المدارية المهملة؛ وسلمت إلين أغلر، الرئيسة التنفيذية المؤسسة، زمام القيادة إلى الدكتور سولومون زيوودو في عام 2024.

  • النهج: تعبئة الموارد لدعم الجهود التي تقودها الدول للسيطرة على ستة أمراض مدارية مهملة والقضاء عليها: الديدان المعوية، والبلهارسيا، وداء الفيلاريات اللمفاوي، والعمى النهري، والتراخوما، وداء الليشمانيات الحشوي.
  • الأثر: 2.12 مليار علاج بقيمة 3.78 مليار دولار أمريكي؛ تم تدريب ما يقرب من 8 ملايين عامل صحي، وإجراء 181,000 عملية جراحية.
  • يشمل شركاء التمويل: مؤسسة «غيتس»، ومؤسسة «محمد بن زايد للإنسانية»، ومؤسسة «الأنصاري»، ومؤسسة «صندوق استثمار الأطفال»، ومؤسسة «دبي العطاء»، ومؤسسة «ماكنزي سكوت»، ومؤسسة «الوليد للإنسانية»، ومؤسسة «دلتا فيلانثروبيس».
  • النطاق الجغرافي المستهدف: أفريقيا واليمن.
  • المبلغ الذي تم جمعه والتعهد به: 553 مليون دولار أمريكي.

انطلاقاً من الإيمان بإمكانية إنهاء معاناة ملايين من أفقر الناس في العالم، صممت منظمة «جنيف جلوبال» استجابة بتمويل من مؤسسة «ليجاتوم» للجمع بين الأطباء وشركات الأدوية ومنظمات التوزيع والمجتمعات المحلية وإدارات الصحة الحكومية والمدارس.

واستخدمت الخرائط المذكورة آنفاً لضمان توزيع الأدوية بشكل شامل في جميع أنحاء رواندا وبوروندي، وتخفيف المعاناة وكسر سلاسل انتقال العدوى.

نتيجة لهذه البرامج التجريبية، تم علاج 9.7 مليون شخص في غضون أربع سنوات فقط؛ وفي بوروندي، انخفض معدل انتشار داء البلهارسيا، وهو عدوى تسببها دودة طفيلية، من 12 في المئة في عام 2007 إلى 1.4 في المئة في عام 2012.

وبناء على هذه النتائج وعلى ما يمكن تحقيقه من إنجازات أخرى، قررت مؤسسة «ليجاتوم» في عام 2012 إنشاء كيان خيري مستقل يركز فقط على مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة.

كانت الإجراءات القانونية لتأسيس صندوق «إند» لا تزال قيد الانتهاء عندما أدى لقاء بالصدفة في بهو فندق رواندي بين ماكورميك وبيل كامبل، الذي كان في ذلك الوقت فاعل خير صاعد، إلى انضمام المصرفي السابق في بنك «جي بي مورغان» كرئيس مجلس إدارة مؤسس.

ويتذكر ماكورميك قائلاً: "لم يكن لدينا فريق في تلك المرحلة. ولكن بيل راهن حقاً على ما كانت آنذاك مجرد فكرة سيئة التشكيل... وسرعان ما تواصل مع مؤسسة «غيتس»، التي قدمت بدورها مليوني دولار أمريكي. وفجأة بدأت عجلة التضامن تدور".

وانضمت إلين أغلر إلى صندوق «إند» كرئيسة تنفيذية مؤسسة بعد بضعة أشهر، وسرعان ما وضعت المنظمة في دائرة الضوء عندما أقنعت مؤسسة «ليجاتوم» بجمع الأموال لتعويض أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي تم سحبها من برنامج مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة في مالي بعد انقلاب عسكري.

وكان ذلك مثالاً في الوقت المناسب على مدى مرونة العمل الخيري الخاص، مقارنةً بالعمليات البيروقراطية التي ينطوي عليها تخصيص المساعدات الحكومية.

وقال ماكورميك: "لقد أعطتنا مالي زخماً كبيراً، وأصبح الناس منجذبين إلى ما كنا نفعله"، مشيراً إلى أن المانحين استلهموا أيضاً الطريقة التي اختارها صندوق «إند»، وهي طريقة غير معتادة بالنسبة للعمل الخيري في ذلك الوقت، حيث اختار العمل عن كثب مع الحكومات والمنظمات المجتمعية من أجل إحداث تغيير على مستوى النظام من شأنه أن يدوم لفترة أطول من دورات المنح التقليدية قصيرة المدى.

"الشيء الفريد في نهج مؤسسة «ليجاتوم» في العمل الخيري هو إدراكها أن تمويلها ليس سوى عنصر واحد مطلوب في نظام بيئي متكامل لحل معضلة. وإنهم لا يركزون فقط على مشروع واحد وهدف واحد، بل يطبقون منظوراً شاملاً للنظام بأكمله، ثم يوظفون الخبراء ويمولون الجهات الفاعلة المحلية."

إلين أغلر، الرئيسة التنفيذية المؤسسة لصندوق «إند» من 2012 إلى 2024

منذ تلك الأيام الأولى، توسع صندوق «إند» من فريق صغير يعمل من مكتب مشترك في نيويورك ليصبح منظمة عالمية حقيقية ذات مراكز في لندن ونيروبي.

وبقيادة الدكتور سولمون زيوودو منذ عام 2024، يظل نطاق الجهات المانحة له متنوعاً مثل مجلس إدارته، الذي ترأسه حالياً فاعلة الخير الزيمبابوية تسيستي ماسيوا، وهي مانحة رئيسية لمبادرات الصحة العامة من خلال مؤسسة «دلتا فيلانثروبيس» ومؤسسة «هايرلايف».

ويواصل الصندوق العمل على زيادة الموارد وتقديم الدعم التقني للشركاء المحليين الذين يقدمون العلاج، ويجرون العمليات الجراحية، ويوسعون نطاق الحصول على المياه النظيفة، ويعملون مع المجتمعات المحلية لبناء تغيير مستدام للقضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة.

وأشار زيوودو إلى أن "الاستثمار برؤية من مؤسسة «ليجاتوم» في صندوق «إند» قد حقق نتائج هائلة على مدار السنوات الخمس عشرة الماضية. ونأمل أن نبني على هذا الإرث والثقة مع شركائنا في مجتمع أمراض المناطق المدارية المهملة عبر جميع أنحاء أفريقيا لبلوغ وتجاوز الهدف العالمي لمنظمة الصحة العالمية المتمثل في القضاء على مرض واحد على الأقل في 100 دولة بحلول عام 2030".

علاوة على ذلك، يُعدّ صندوق «إند» من أبرز الداعمين للسرد القصصي الكريم.

على سبيل المثال، هناك معرض «إعادة تأطير الإهمال»، وهو معرضاً فنياً وتصويرياً وثائقياً من تنسيق المصورة الإثيوبية عايدة مولونيه، ويتناول كيفية عيش الناس مع الأمراض ورؤيتهم لها.

أما فيلم «جامعو الذباب» فهو فيلم وثائقي قصير حائز على جوائز، ويسرد قصة حول مجموعة من الرجال في السنغال وعن جهودهم للقبض اليدوي للذباب الذي ينقل أمراضاً منهكة مثل داء كلابية الذنب (العمى النهري).

 

ويُعدّ هذا النشر للأصوات الأصلية أمراً بالغ الأهمية لمؤسسة «ليجاتوم».

وأوضح ماكورميك: "لطالما كان من صميم عمل صندوق «إند» أن تحل البلدان مشاكلها الخاصة بنفسها".

وأضاف: "يمكننا أن نكون محفزين ونخدم الآخرين، ولكن يجب أن تكون البرامج التي نستثمر فيها مملوكة في نهاية المطاف لحكومات البلدان نفسها".

وقالت إلين أغلر، التي تنحت العام الماضي عن منصبها في صندوق «إند» بعد 12 عاماً كرئيسة تنفيذية، لمنصة «فيلانثروبي إيج»: "الشيء الفريد في نهج مؤسسة «ليجاتوم» في العمل الخيري هو إدراكها أن تمويلها ليس سوى عنصر واحد مطلوب في نظام بيئي متكامل لحل معضلة. وإنهم لا يركزون فقط على مشروع واحد وهدف واحد، بل يطبقون منظوراً شاملاً للنظام بأكمله، ثم يوظفون الخبراء ويمولون الجهات الفاعلة المحلية".

بينما كان صندوق «إند» يتشكل، ويلفت مجتمع الصحة العامة إلى طرق عمل جديدة، كانت منظمة «جنيف جلوبال» تواصل خلف الكواليس في تقديم منح صغيرة لدعم منظمات الخطوط الأمامية، والتي كان العديد منها يشارك في مكافحة العبودية الحديثة.

وتم إنشاء شراكات، على سبيل المثال، مع منظمات غير حكومية محلية في الهند ونيبال وباكستان لتفكيك أنظمة عبودية الديون في مصانع الطوب والقطاع الزراعي. كما دعمت برامج مجتمعية للتحرير وإعادة التأهيل ومجموعات المناصرة القانونية في غرب أفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وتمسكاً بأطروحة أن تمويل المنظمات الشعبية هو أفضل طريقة لحل المشكلات وإيجاد حلول دائمة، قدمت مؤسسة «ليجاتوم» منحاً لحوالي 40 منظمة غير حكومية تعمل في هذا القطاع على مدى أربع سنوات. وكانت النتائج إيجابية، إلا أنها مجزأة ومتفرقة.

وقال ماكورميك: "إنها مساحة فوضوية ومجال معقد؛ إذ تتنافس الجهات الفاعلة على التمويل، لذا فإن التعاون نادر الحدوث. وعندما قمنا بتحليل الأرقام، وجدنا أننا كنا الممول الرئيسي لهذه المنظمات غير الحكومية الصغيرة — على الرغم من إنفاقنا لبضعة ملايين من الدولارات فقط سنوياً. ولقد اعتبرنا ذلك أمراً مروعاً".

لذلك، كما فعلت مع أمراض المناطق المدارية المهملة، قررت مؤسسة «ليجاتوم» في عام 2014 إنشاء آلية لمعالجة العبودية الحديثة ودعم العالقين في شبكتها، وهو ما فعلته بالفعل — هذه المرة بالشراكة مع مؤسستين خيريتين أخريين: مؤسسة «ووك فري»، وهي منظمة مناهضة للعبودية أنشأها قطب التعدين الأسترالي وفاعل الخير أندرو فورست وأسرته؛ ومؤسسة «هيومانتي يونيتد»، وهي مؤسسة خيرية تركز على المناصرة تابعة لمؤسس شركة «إي باي» بيير أومديار وزوجته بام.

صندوق «فريدوم»

تم إطلاق صندوق «فريدوم» في عام 2014، برئاسة نيك غرونو كمدير تنفيذي، للتصدي للعبودية الحديثة والاتجار بالبشر، ودعم المجتمعات المتضررة.

  • التركيز: العبودية الحديثة والاتجار بالبشر.
  • النهج: تمويل المنظمات الشعبية عبر ممرات الاتجار لدعم الناجين، والحد من نقاط الضعف داخل المجتمعات المستغلة عادة، وزيادة الوعي ودعم التقاضي ضد الشركات.
  • الأثر: التأثير على حياة 1.7 مليون شخص؛ تحرير 34 ألف شخص؛ بدء 45 ألف مشروع صغير ومتوسط.
  • يشمل شركاء التمويل: مؤسسة «هيومانيتي يونايتد»، ومؤسسة «ووك فري»، ومؤسسة «ماكنزي سكوت»، ومؤسسة «يو بي إس أوبتيموس».
  • النطاق الجغرافي المستهدف: آسيا والمحيط الهادئ، بنغلاديش، البرازيل، إثيوبيا، إندونيسيا، كينيا، ونيبال.
  • المبلغ الذي تم جمعه والتعهد به: 314 مليون دولار أمريكي.

"كانت مؤسسة «ليجاتوم» من أوائل المستثمرين الكبار في الصناديق التعاونية."

نيك غرونو، الرئيس التنفيذي لصندوق «فريدوم»

منذ عام 2014، عمل صندوق «فريدوم» مع 288 منظمة، ووصل إلى 1.6 مليون شخص. وتتراوح البرامج بين دعم الناجين وتثقيف الفئات المعرضة للعمل القسري والاتجار بالبشر، إلى تمويل الدعاوى القضائية الاستراتيجية ضد الشركات المتورطة في العبودية الحديثة والدعوة إلى العمل الجماعي وحقوق العمل بين منتجي الأغذية البحرية والصيادين.

إن صندوق «فريدوم»، الذي يشمل من بين المانحين له مؤسسة «ستاردست» ومؤسسة «لودز» ومؤسسة «ماكنزي سكوت» والوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي، يُعدّ هو أيضاً داعماً رئيسياً للبحوث، سواء لعرض أثره الخاص أو لتبادل أفضل الممارسات مع الآخرين في هذا القطاع.

وفي خطة استراتيجية تم إصدارها حديثاً، التزم الصندوق بحلول عام 2030 بالتأثير بشكل مباشر على حياة 2.5 مليون فرد ممن يعيشون في أوضاع استعباد أو معرضين لخطرها — وقد دعم ما لا يقل عن 500 شريك في الخطوط الأمامية، بما في ذلك 200 منظمة يقودها ناجون من العبودية.

وأشاد نيك غرونو، الرئيس التنفيذي لصندوق «فريدوم»، الذي يشغل هذا المنصب منذ إطلاق الصندوق، بجهود مؤسسة «ليجاتوم» "لالتزامها العميق بالتعاون" في جميع برامجها وعلى مستوى مجلس الإدارة والجهات المانحة.

ولكنه اعترف بأن التعاون "ليس سهلاً دائماً". كما اعترف بأن "الجهات المانحة تحب التحدث عن التعاون — ولكن نادراً ما تتعاون فيما بينها لأن ذلك يعني التخلي عن السيطرة".

وأضاف: "مع ذلك، إذا تم التعاون بشكل جيد، فإنه يحقق أثراً هائلاً من خلال الجمع بين الموارد والخبرات".

وقال: "كانت مؤسسة «ليجاتوم» من أوائل المستثمرين الكبار في الصناديق التعاونية؛ ولقد فعلوا ذلك قبل وقت طويل من أن يصبح شائعاً — ويثبت نجاح صناديقهم قوة هذا النموذج".

وأشار إلى أن إحدى أبرز سمات مجلس إدارة صندوق «فريدوم» هي تنوع وجهات النظر والأيديولوجيات المتحدة حول مهمتنا لمكافحة العبودية الحديثة، وقال: "لقد عزز هذا المنظمة حقاً لأنه يمكّننا من العمل عبر مختلف وجهات النظر في وقت يسوده الكثير من الانقسام والاستقطاب".

image title

وعلى غرار سابقاتها، تم أيضاً احتضان ثالث أداة خيرية لمؤسسة «ليجاتوم»، وهو صندوق «لومينوس»، من خلال سلسلة من البرامج التجريبية التي تشرف عليها منظمة «جنيف جلوبال»، ولكن هذه المرة بالشراكة مع مؤسسة «ستروم»، وهي منظمة نرويجية غير حكومية، تدعم الأطفال في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من خلال مبادرة «مدارس سبيد».

ويوفر برنامج «مدارس سبيد» فرصة ثانية للأطفال الذين تركوا التعليم، حيث يجمع بين منهجية تعليمية تركز على الطفل وقائمة على النشاط لإعادة تاركي التعليم إلى المسار الصحيح بوجه السرعة، مع دعم شامل مثل وجبات الطعام المدرسية وتدريب الأسر على فهم أهمية التعليم.

وحرصاً على توسيع نطاق النموذج، بدأت مؤسسة «ليجاتوم» العمل في إثيوبيا، حيث كان ما يقدر بنحو 60 في المئة من الأطفال في عمر المرحلة الابتدائية خارج المدرسة في عام 2010. ومع نتائج مبكرة مشجعة، أنشأت مؤسسة «ليجاتوم» صندوق «لومينوس»، وعينوا كيتلين بارون رئيسة تنفيذية له.

وتمتلك بارون، التي كانت تعمل في جنوب إفريقيا مع مؤسسة «مايكل وسوزان ديل»، ذكريات لا تُنسى عن زيارة مبكرة لمدرسة في ريف إثيوبيا للاطلاع على البرنامج التجريبي.

وتتذكر قائلة: "لقد سافرنا مسافة طويلة إلى منطقة نائية للغاية، بعيدة كل البعد عن تغطية شبكات الهاتف المحمول أو شبكة الكهرباء، حتى وصلنا إلى هذا الفصل الدراسي الصغير ذي جدران طينية وسقف مصنوع من الصفيح. وكان مصدر الضوء الوحيد في الداخل هو ما يتسلل من الباب، ولكن الغرفة كانت مليئة بمجموعة من المواد التعليمية المصنوعة يدوياً، ومجموعة من الأطفال يتفاعلون مع بعضهم البعض بفرح وسعادة".

وتضيف بارون أنها "وقعت في حب المشروع من النظرة الأولى"؛ وبعد عقد من الزمان، لا تزال على رأس صندوق «لومينوس»، الذي ما زال يعمل في إثيوبيا، بالإضافة إلى غانا، ولبنان، وليبيريا، وغامبيا.

وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت بارون «منهج لومينوس»، وهو دليل عملي للمعلمين وصانعي السياسات وصناع التغيير لمساعدة الأطفال على التعلم — حتى في أصعب الظروف — بالاعتماد على نتائج 10 سنوات من البرامج.

وهناك الكثير من البيانات التي يمكن مشاركتها؛ إذ لا يكتفي صندوق «لومينوس» بتشغيل لوحة معلومات في الوقت الفعلي لتتبع تقدم جميع طلابها فحسب، بل قام أيضا بتفويض أكثر من 30 تجربة عشوائية مضبوطة.

من بين هذه التجارب، هناك واحدة أجريت في عام 2022 قد وجدت أن طلاب صندوق «لومينوس» في ليبيريا يستطيعون قراءة أربعة أضعاف عدد الكلمات في الدقيقة وإكمال ضعف عدد مسائل الجمع والطرح مقارنة بالأطفال في المجموعات الضابطة.

حتى الآن، مكّن صندوق «لومينوس» ما يقرب من 400 ألف طفل من الفئات الضعيفة وغير الملتحقين بالمدارس؛ وبشكل عام، تبلغ احتمالية إكمال طلاب صندوق «لومينوس» للمرحلة الابتدائية ضعف أقرانهم، ولا يزال ثلاثة أرباع المشاركين في برنامج «سيكوند شانس» في الفصول الدراسية النظامية بعد 12 شهراً.

كما كشفت دراسة طولية نُشرت في عام 2017 من قبل جامعة «ساسكس»، والتي تناولت أثار صندوق «لومينوس» في إثيوبيا، عن نتائج استثنائية.

ومن خلال تتبع تقدم 625 من خريجي برنامج «سيكوند شانس» الذين انتقلوا إلى التعليم الحكومي بعد تدخل صندوق «لومينوس»، ومقارنتهم بمجموعة ضابطة تضم 1,250 طالباً في المدارس الحكومية، وجدت الدراسة أن أطفال برنامج «سيكوند شانس» أكملوا المدرسة الابتدائية بمعدل ضعف طلاب المدارس الحكومية.

في الوقت نفسه، كان 75 في المئة من أطفال برنامج «سيكوند شانس» لا يزالون في المدارس الرسمية بعد ست سنوات، مقارنة بـ 63 في المئة من طلاب المدارس الحكومية. كما تفوق أطفال برنامج «سيكوند شانس» على طلاب المدارس الحكومية بمعدل 10 في المئة في الرياضيات واللغة الإنجليزية واللغة المحلية (سيداما)، وكان لديهم تطلعات أعلى لمستقبلهم الأكاديمي والوظيفي من أقرانهم.

صندوق «لومينوس»

تم إطلاق صندوق «لومينوس» في عام 2015 لتقديم فصول دراسية تكميلية للأطفال الذين تركوا الدراسة؛ وقادت كيتلين بارون الصندوق منذ إنشائه.

  • النهج: منهجية التدريس القائمة على اللعب، وتطوير المناهج الدراسية، وتدريب المعلمين، ووجبات مدرسية، والأنظمة الحكومية.
  • الأثر: إعادة 377 ألف طفل إلى المدرسة؛ 90 في المئة من طلاب صندوق «لومينوس» ينتقلون إلى المدارس النظامية؛ تدريب 13,400 معلم؛ 406 ألف مستفيد غير مباشر؛ 2,042 فصل دراسي متأثر.
  • يشمل شركاء التمويل: شبكة مؤسسة «يو بي إس أوبتيموس»، ومؤسسة «كارتييه فيلانثروبي»، ومؤسسة «غيتس»، ومؤسسة «فيتول»، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة «ريبل وركس».
  • النطاق الجغرافي المستهدف: إثيوبيا، غانا، لبنان، ليبيريا، وغامبيا.
  • المبلغ الذي تم جمعه والتعهد به: 111 مليون دولار أمريكي.

قالت كيتلين بارون إن صندوق «لومينوس» يتطلع إلى التوسع في منطقة جغرافية جديدة العام المقبل، مستخدمةً نموذجها المجرب جيداً في تطوير المناهج الدراسية والأساليب التربوية، مدعوماً بتدريب المعلمين ودعم إدارات التعليم الحكومية لترسيخ الممارسات الجيدة في الأنظمة الوطنية.

وأشار غاي كيف قائلاً: "إذا استطعت أن تتعلم القراءة، يمكنك أن تقرأ لتتعلم؛ وبالتالي، فإن هذه التدخلات تتجمع بمرور الوقت لتغير مسار حياة الطفل".

وقد مكّن نجاح مؤسسة «ليجاتوم» مع صندوق «لومينوس» من جذب المزيد من الجهات المانحة، بما في ذلك مؤسسة «كارتييه فيلانثروبي»، ومؤسسة «ليغو»، ومؤسسة «مولاغو»، والعديد من المؤسسات الأخرى.

وقال توم هول، الرئيس التنفيذي لشبكة مؤسسة «يو بي إس اوبتيموس»، التي تبرعت لأربعة من صناديق مؤسسة «ليجاتوم»، إن النهج التعاوني قد "وطد الفعالية من خلال تعزيز التنسيق، والحد من التجزئة وازدواجية الجهود، والحفاظ على تركيز واضح على تحقيق نتائج هادفة".

ومؤخراً، استثمرت مؤسسة «ليجاتوم» في فئة الأسهم العليا لصندوق «نتائج أهداف التنمية المستدامة» التابع لمؤسسة «يو بي إس اوبتيموس»، والذي حقق في وقت سابق من هذا العام هدف الاشتراكات البالغ 100 مليون دولار أمريكي، مما يوفر تمويلاً قائماً على النتائج لمجموعة من التدخلات الصحية والتعليمية والبيئية والتوظيف في إفريقيا.

ولاحظت بارون قائلة: "كان هناك الكثير من الحديث عن العمل الخيري التعاوني في السنوات الأخيرة، لكن مؤسسة «ليجاتوم» كانت تعمل في هذا المجال منذ عقود. وكانوا حقاً رواداً في هذا المجال، ولا أعتقد أنهم يحصلون على التقدير الكافي للنجاح الذي حققوه".

"يجب أن تكون الحياة رحلة تحول، وليست رحلة تراكم."

آلان ماكورميك، شريك في مؤسسة «ليجاتوم»

صندوق «الوصول إلى الميل الأخير»

صندوق «الوصول إلى الميل الأخير» هو تحالف عالمي من الدول والجهات المانحة والشركاء الذين يعملون على تسريع القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في إفريقيا واليمن. وتأسس في عام 2017 من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة «غيتس»، وكان يديره في البداية صندوق «إند» واستهدف سبع دول. وقد لعب دورا رئيسياً في أن تصبح النيجر أول دولة أفريقية تقضي على انتقال العمى النهري. وفي عام 2023، أعلن المؤسسون عن توسيع نطاق صندوق «الوصول إلى الميل الأخير» ليصبح برنامجاً طموحاً على مستوى القارة، مدعوماً بتحالف متنوع من الدول والجهات المانحة وشركاء الصحة العالمية.

تشير عشرات الدراسات، التي تقيّم العمل الخيري في مؤسسة «ليجاتوم»، إلى تحقيق تغيير تحويلي للأشخاص والمنظمات التي تدعمها؛ إلا أن مفهوم التحول هذا لا يقل أهمية بالنسبة لقيادة مؤسسة «ليجاتوم» وشركائها الممولين.

وأوضح ماكورميك قائلاً: "نحن مدفوعين بشكل كبير بالبيانات ونحب جداول البيانات، وهذا مرتبط بالانضباط، وهو أمر مهم؛ ولكن في الواقع، يكمن السحر الحقيقي في الخروج ورؤية العمل والتفاعل معه عاطفياً، ولذا فإننا ننظم رحلات ميدانية وزيارات تعليمية منتظمة".

وأشار ماكورميك قائلاً: "يجب أن تكون الحياة رحلة تحول، وليست رحلة تراكم. وإذا أردت أن يتحول قلبي، فأنا بحاجة إلى أن أكون كريماً وأن أشارك في رعاية وحب الآخر".

وأشادت إلين أغلر، الرئيسة التنفيذية السابقة لصندوق «إند»، بوعي مؤسسة «ليجاتوم» بالقوة التحويلية للعمل الخيري، وأشارت إلى كيفية استخدامها لهذه القوة بنجاح لبناء علاقات متينة مع الجهات المانحة لها.

وقالت: "إذا تمكنتم من جلب فاعلي الخير في هذه المسيرة وإنشاء مجتمع متكامل حول العطاء، فسيؤدي ذلك إلى تعاون يتجاوز مجرد الإستراتيجيات. إذ يتعلق الأمر بالحب العميق والارتباط الروحي، ومشاطرة الناس لأسمى تطلعاتهم لأنفسهم وأبنائهم والكوكب. ولا شك البتة في أن خلق هذا الشعور بالانتماء الجماعي هو شيء جميل للغاية".

الاستثمار في القيادة

تُعد القيادة الجيدة قيمة أساسية في مؤسسة «ليجاتوم»، وقد استثمرت المؤسسة بكثافة في قيادتها الداخلية والخارجية من خلال التدريب على العلاقات، والاجتماعات السنوية للقيادة، وورش العمل. ووصفت إلين أغلر، الرئيسة التنفيذية السابقة لصندوق «إند»، استثمار مؤسسة «ليجاتوم» في القيادة بأنه جزء من "سر نجاحها". وأوضحت قائلة: "إنهم يخلقون مجتمعاً حقيقياً من القادة، ويستثمرون حقاً في رؤسائهم التنفيذيين". وأضاف نيك غرونو، الرئيس التنفيذي لصندوق «فريدوم»: "تماماً كما هو الحال مع الاستثمار المالي، عليك التأكد من أن القيادة ملاءمة، وهذه هي الطريقة التي اتبعتها مؤسسة «ليجاتوم» في أعمالها الخيرية". ووفقاً لكيتلين بارون، تم تمكين الرؤساء التنفيذيين للصناديق بطريقة "نادرة للغاية" في القطاع غير الربحي، وقالت: "لقد وضعوا أهدافاً عالية، وهم على استعداد لتحديك بتوقعات عالية، لكنهم يمنحونك المساحة والدعم اللازمين لتحقيق الأهداف والتوقعات".