وعلى غرار سابقاتها، تم أيضاً احتضان ثالث أداة خيرية لمؤسسة «ليجاتوم»، وهو صندوق «لومينوس»، من خلال سلسلة من البرامج التجريبية التي تشرف عليها منظمة «جنيف جلوبال»، ولكن هذه المرة بالشراكة مع مؤسسة «ستروم»، وهي منظمة نرويجية غير حكومية، تدعم الأطفال في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من خلال مبادرة «مدارس سبيد».
ويوفر برنامج «مدارس سبيد» فرصة ثانية للأطفال الذين تركوا التعليم، حيث يجمع بين منهجية تعليمية تركز على الطفل وقائمة على النشاط لإعادة تاركي التعليم إلى المسار الصحيح بوجه السرعة، مع دعم شامل مثل وجبات الطعام المدرسية وتدريب الأسر على فهم أهمية التعليم.
وحرصاً على توسيع نطاق النموذج، بدأت مؤسسة «ليجاتوم» العمل في إثيوبيا، حيث كان ما يقدر بنحو 60 في المئة من الأطفال في عمر المرحلة الابتدائية خارج المدرسة في عام 2010. ومع نتائج مبكرة مشجعة، أنشأت مؤسسة «ليجاتوم» صندوق «لومينوس»، وعينوا كيتلين بارون رئيسة تنفيذية له.
وتمتلك بارون، التي كانت تعمل في جنوب إفريقيا مع مؤسسة «مايكل وسوزان ديل»، ذكريات لا تُنسى عن زيارة مبكرة لمدرسة في ريف إثيوبيا للاطلاع على البرنامج التجريبي.
وتتذكر قائلة: "لقد سافرنا مسافة طويلة إلى منطقة نائية للغاية، بعيدة كل البعد عن تغطية شبكات الهاتف المحمول أو شبكة الكهرباء، حتى وصلنا إلى هذا الفصل الدراسي الصغير ذي جدران طينية وسقف مصنوع من الصفيح. وكان مصدر الضوء الوحيد في الداخل هو ما يتسلل من الباب، ولكن الغرفة كانت مليئة بمجموعة من المواد التعليمية المصنوعة يدوياً، ومجموعة من الأطفال يتفاعلون مع بعضهم البعض بفرح وسعادة".
وتضيف بارون أنها "وقعت في حب المشروع من النظرة الأولى"؛ وبعد عقد من الزمان، لا تزال على رأس صندوق «لومينوس»، الذي ما زال يعمل في إثيوبيا، بالإضافة إلى غانا، ولبنان، وليبيريا، وغامبيا.
وفي وقت سابق من هذا العام، نشرت بارون «منهج لومينوس»، وهو دليل عملي للمعلمين وصانعي السياسات وصناع التغيير لمساعدة الأطفال على التعلم — حتى في أصعب الظروف — بالاعتماد على نتائج 10 سنوات من البرامج.
وهناك الكثير من البيانات التي يمكن مشاركتها؛ إذ لا يكتفي صندوق «لومينوس» بتشغيل لوحة معلومات في الوقت الفعلي لتتبع تقدم جميع طلابها فحسب، بل قام أيضا بتفويض أكثر من 30 تجربة عشوائية مضبوطة.
من بين هذه التجارب، هناك واحدة أجريت في عام 2022 قد وجدت أن طلاب صندوق «لومينوس» في ليبيريا يستطيعون قراءة أربعة أضعاف عدد الكلمات في الدقيقة وإكمال ضعف عدد مسائل الجمع والطرح مقارنة بالأطفال في المجموعات الضابطة.
حتى الآن، مكّن صندوق «لومينوس» ما يقرب من 400 ألف طفل من الفئات الضعيفة وغير الملتحقين بالمدارس؛ وبشكل عام، تبلغ احتمالية إكمال طلاب صندوق «لومينوس» للمرحلة الابتدائية ضعف أقرانهم، ولا يزال ثلاثة أرباع المشاركين في برنامج «سيكوند شانس» في الفصول الدراسية النظامية بعد 12 شهراً.
كما كشفت دراسة طولية نُشرت في عام 2017 من قبل جامعة «ساسكس»، والتي تناولت أثار صندوق «لومينوس» في إثيوبيا، عن نتائج استثنائية.
ومن خلال تتبع تقدم 625 من خريجي برنامج «سيكوند شانس» الذين انتقلوا إلى التعليم الحكومي بعد تدخل صندوق «لومينوس»، ومقارنتهم بمجموعة ضابطة تضم 1,250 طالباً في المدارس الحكومية، وجدت الدراسة أن أطفال برنامج «سيكوند شانس» أكملوا المدرسة الابتدائية بمعدل ضعف طلاب المدارس الحكومية.
في الوقت نفسه، كان 75 في المئة من أطفال برنامج «سيكوند شانس» لا يزالون في المدارس الرسمية بعد ست سنوات، مقارنة بـ 63 في المئة من طلاب المدارس الحكومية. كما تفوق أطفال برنامج «سيكوند شانس» على طلاب المدارس الحكومية بمعدل 10 في المئة في الرياضيات واللغة الإنجليزية واللغة المحلية (سيداما)، وكان لديهم تطلعات أعلى لمستقبلهم الأكاديمي والوظيفي من أقرانهم.