في زيارة قمت بها مؤخراً إلى سوريا، رأيت آلاف العائلات تعود إلى مجتمعاتها، من داخل البلاد ومن الدول المجاورة. وهؤلاء أناسٌ مفعمون بالأفكار والآمال بعد أكثر من عقد من الصراع والنزوح والبؤس.
ولكن من اللامعقول هو أنه لا توجد أي مساعدة ملموسة لمعاونة الناس على إعادة بناء حياتهم ومنازلهم وسبل عيشهم بعد سنوات من الاستثمارات الضخمة في جهود الإغاثة الطارئة، وذلك حينما كانت العودة ليست أكثر من مجرد حلم بعيد المنال. ولذا، فإنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يخذل السوريين الآن، ليس مع اقتراب التعافي.
في جميع أنحاء البلاد، يمتد الدمار على مد البصر.
إنني التقيتُ بعائلات قد عادت من مخيمات النازحين فلم تجد شيئاً متبقياً من منازلها: لا جدران أو أبواب، لا كهرباء، لا مياه نظيفة، لا مدارس، ولا وظيفة تُُمكّنها من دفع تكاليف أي إصلاحات.
وبعضهم يعود ليجدوا منازلهم محتلة، ويجدون أنفسهم بدون آليات قانونية لاستعادة ما هو حقهم. وإنني التقيت بأطفال يتعلمون في فصول دراسية ذات أسقف وجدران متداعية، وهذا نتيجة لأضرار ناجمة عن سنوات الحرب.
هذه ليست طريقة للعودة، وهذه ليست طريقة لإعادة بناء سوريا؛ خاصة وأن هذه هي اللحظة التي كنا نتوق إليها جميعاً، أي اللحظة التي نتمكن فيها من دعم السوريين بالاستثمارات اللازمة للعودة بكرامة ولإعادة بناء حياتهم.