في وقت سابق من هذا الصيف، كنت قد عدت إلى ولاية هلمند—وهو مكان أعرفه جيداً؛ في عام 2009، كنت أقود القوات البريطانية هناك خلال فترة العنف الشديد. ولقد قُتل أربعة وستون من جنودي، وأصيب عدة مئات آخرون، بينما عدد الأرواح الأفغانية التي أزهقت خلال تلك الفترة هو غير معروف، ولكنه بالتأكيد يصل قدره إلى الآلاف.
وبالنسبة للعديد من الجنود البريطانيين، فإن حملة هلمند تُثير مشاعر مختلطة للغاية. ولقد تم نشرنا هنالك لحماية الشعب الأفغاني، وليس للقتل—وبالرغم من ذلك كان القتل بلا هوادة. ومع ذلك، فإنني أفتخر بحقيقة أنه خلال فترة وجودنا هناك، بدأت الأمور في التغيير للأحسن. وانخفضت الخسائر في الأرواح؛ وللحظة ما، بدا السلام في متناول اليد.
وعندما عدت من جولتي الأولى في هلمند، دعاني رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون لحضور أول اجتماع له لمجلس الأمن القومي. وكان من ضمن جدول الأعمال: قضية البقاء في هلمند أو الانسحاب. ولقد جادل بعض كبار السياسيين لأجل المغادرة. ولكن حثثتُ أنا وجنرال آخر على توخي الحذر—إذ كنا نعتقد أنه يجب علينا سيطرة أعصابنا والبقاء في هلمند. وفي النهاية اختار كاميرون مساراً وسطاً، وحدد عام 2014 كموعد للخروج. وتم تحديد التاريخ، ولكن كما أشارت جماعة طالبان مازحة: "لديكم الساعات، ولدينا الوقت".