البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة غيتس يطلقان صندوقاً لمكافحة الفقر بقيمة 2.5 مليار دولار

يهدف الصندوق إلى مساعدة المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً في الدول المسلمة من خلال المنح والقروض الميسرة.

أعلن البنك الإسلامي للتنمية، بالشراكة مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، عن إطلاق صندوق متوافق مع الشريعة الإسلامية بقيمة 2.5 مليار دولار بهدف توفير القروض لمساعدة البرامج العالمية التي تُعنى بالصحة والزراعة، بالإضافة إلى تنمية البنى التحتية لمساعدة المجتمعات الأكثر تهميشاً. 

وقد تم الإعلان عن التعاون بين المؤسستين خلال حفل أقيم في جدة بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس البنك الإسلامي للتنمية، وهو مؤسسة متعددة الأطراف. وألقى بيل غيتس، المؤسس المشارك لمؤسسة غيتس، كلمة خلال الحفل قال فيها أنه سيتم دفع الفوائد على القروض الميسرة من صندوق بقيمة 500 مليون دولار يشارك به مزيج من المانحين يضمون وكالات المعونة الحكومية، ورواد العطاء، والقطاع الخاص. وأضاف بأن مؤسسة غيتس ستتعهد بتقديم 20 بالمئة من إجمالي قيمة الصندوق. 

وقال غيتس: "سوف يوفر هذا المرفق مورداً جديداً هائلاً من التمويل المتوافق مع الشريعة والخالي من التكاليف للفئات الأكثر حاجة له". وأضاف بأنه "ابتكار تاريخي في مجال التمويل التنموي". 

وقد قام البنك الإسلامي للتنمية على مدى الأربع عقودٍ الماضية بتمويل ما يقارب من 8,000 برنامج بقيمة إجمالية تعدت الـ 100 مليار دولار. وفي عام 2012 عقد البنك الذي يتخذ من جدة مقراً له شراكة مع مؤسسة غيتس بهدف إنشاء صندوق مشترك بقيمة 227 مليون دولار لتمويل جهود مكافحة شلل الأطفال في باكستان. وفي كلمته خلال الحفل في جدة، ناشد غيتس الوفود المشاركة بضرورة المساهمة في توسيع نطاق حملات التلقيح، خاصة بين الأطفال، في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية والتي يبلغ عددها 56 دولة. 

ويعد شلل الأطفال أحد أهم اهتمامات مؤسسة غيتس، والمرض الذي لا يزال مستوطناً في ثلاث دول فقط – هي باكستان وأفغانستان ونيجيريا – وجميعها دول أعضاء في البنك الإسلامي للتنمية. كما ظهر المرض مجدداً في شمال سوريا والعراق، حيث اعتمد البنك مبلغ مليون دولار لحملات المكافحة. وتجدر الإشارة إلى أنه ليس بمقدور الأمم المتحدة تمويل مثل هذه الأنشطة لأن تلك المناطق تعد خارج سيطرة الأجهزة الحكومية.  

وعلّق غيتس قائلاً: "إذا سئلت عن أكبر أولوية في عمل المؤسسة لقلت أنها القضاء على هذا المرض المروع". وأضاف: "من خلال انتاج لقاحات جديدة وتوسيع نطاق تغطيتها، سوف نساعد أعداداً أكبر من الأطفال على الحفاظ على صحتهم لكي يكبروا ويعيشوا حياةً منتجة". 

وكان البنك الإسلامي للتنمية قد تشارك العام الماضي مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" الذي أنشأته مؤسسة غيتس لتسريع عملية إنتاج لقاحات الأطفال، مع تركيز أولي على الإسهال والالتهاب الرئوي. ويخطط التحالف لتلقيح ما يزيد عن 400 مليون طفل في ما لا يقل عن 29 بلداً عضواً في البنك بحلول عام 2020. – PA