العمل من أجل إحداث الأثر 

رائد العطاء الإماراتي عبد العزيز الغرير يتحدث عن قوة العمل الخيري الإسلامي وأهمية بناء الشراكات والتعاون.

ما هو العطاء الإسلامي؟

الزكاة هي ركن من أركان الإسلام ووسيلة لتوزيع الثروة. ففي كل عام، يتوجب على جميع المسلمين التبرع بنسبة 2.5 في المئة من مجموع ثروتهم للفقراء على شكل زكاة. أما الصدقة فهي تقديم أموال بشكل طوعي لعمل الخير ولتلبية احتياج محدد.

لا يعد "العمل من أجل إحداث الأثر" مجرد شعار بل إنه السبيل الوحيد لإحراز أي تقدم حقيقي. فالعالم يدعو للعمل على نطاق عالمي ومن واجبنا كرواد عطاء العمل بحس من الاستعجال والتصميم من أجل التصدي للقضايا الملحة في عصرنا الحالي.

يمكننا معاً - من خلال التمسك بالرحمة والتفاني والابتكار - وهي القيم التي تعرّف روح العمل الخيري الإسلامي - أن نتبنى حلولاً عملية تساعدنا على رسم مستقبل أفضل لشبابنا ومجتمعاتنا.

وهناك الكثير من الإحصاءات القاتمة التي تشير إلى أن رفاه ملايين من البشر بات على المحك في ظل مكافحتهم للبقاء على قيد الحياة بينما يحلمون في التمتع بمستقبل مزدهر مثلنا تماماً.

ولذلك عندما نرى شباباً مستضعفين سواء في مجتمعاتنا أو في أجزاء أخرى من العالم، يصبح من واجبنا التكاتف معاً لحشد الموارد وتطوير الحلول من أجل تمكين هؤلاء الشباب ومساعدتهم على ضمان مستقبل أفضل.

من دون التعليم، يصبح من المستحيل التغلب على العديد من الأزمات الإنسانية التي تواجه عالمنا اليوم. فعدم توفر التعليم أو عدم إمكانية الحصول عليه لا يعد مأساة لهؤلاء الأفراد وعائلاتهم فقط بل هو أيضاً فرصة ضائعة لمجتمعنا العالمي للاستفادة من موهبة هذه العقول الشابة وإبداعاتها.

تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحديات خطيرة، فهي تسجّل واحداً من أعلى معدلات البطالة بين الشباب دون سن 25 عاماً على مستوى العالم، كما أنها موطن لأكثر من 16 مليون لاجئ ونازح.

لا يمكننا تجاهل هذه الحقيقة من حولنا، ولكن في حال طبقت مبادئ العقيدة الإسلامية على نحو فعّال وبالشكل الصحيح، فسيؤدي ذلك إلى استدامة طويلة الأمد من شأنها أن تمنح (الناس) فرصة ثمينة للتمتع بالاستقلال المالي والاكتفاء الذاتي.

من دون التعليم، يصبح من المستحيل التغلب على العديد من الأزمات الإنسانية التي تواجه عالمنا اليوم.

عبد العزيز الغرير

image title image title
إن تعليم الشباب أمر أساسي لمساعدتهم على بناء مستقبلهم. الصور: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / مؤسسة عبدالله الغرير.

صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين

يدعم صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين برامج التعليم ذات الأثر العالي للاجئين من الشباب في الأردن ولبنان والشباب العرب المتأثرين بالحروب والكوارث في بلدانهم، والذين يقيمون مؤقتاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، ليتمكنوا من الحصول على التعليم الثانوي والمهني والعالي. ومنذ إطلاقها عام 2018، نجحت المبادرة، التي تديرها مؤسسة عبدالله الغرير وشركاؤها، في دعم أكثر من 62,000 شاب أو طالب، لتتجاوز بذلك العدد المستهدف عند انطلاقها والبالغ 20,000 لاجئ.

لقد قمت بإطلاق صندوق تعليم اللاجئين في عام 2018 ليكون برنامجاً يمتد لثلاث سنوات. لكننا نعلم جميعاً أن الأزمة لم تنته، وهذا ما دفعني لتمديد البرنامج لثلاث سنوات أخرى. واليوم، دخل الصندوق في شراكة مع نحو 20 منظمة وقد نجحنا في المساهمة في توفير التعليم والدعم لأكثر من 62,000 شخص من اللاجئين والشباب المستضعفين ليستكملوا تعليمهم ويحصلوا على شهادات في المراحل اللاحقة للثانوية.

كما نجح النهج الذي اتبعناه في الاستفادة من نحو ضعف الموارد التي تم الاستثمار بها في البداية، وقد تترجم ذلك في مساعدة عدد أكبر من الأشخاص مما كان مخططاً له عند انطلاق الصندوق في عام 2018 بنسبة 300 في المائة. لقد تمكنا من تخطي هدفنا الأولي من خلال اكتساب المعرفة والتكيّف وعقد الشراكات الشاملة والاستراتيجية.

إن العمل الخيري الإسلامي يقوم على المسؤولية المشتركة، كما أن الزكاة أمر واجب على كل مسلم. بالعمل معاً كمسلمين، يمكننا تحقيق أقصى قدر ممكن من التأثير في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى الوحدة.

كما يمكن للعمل الخيري الإسلامي العمل على سد الفجوة الآخذة في الاتساع وضمان تحقيق نتائج أفضل، وتبني أفضل الممارسات التي يمكن للآخرين التعلم منها كنموذج ناجح للتنمية المستدامة وذي تأثير طويل الأمد على مجتمعنا. ولن نتمكن من تحقيق ذلك ما لم يكن لدينا تنسيق فعّال وقياس متين [للنتائج] ومستويات عالية من الشفافية والمساءلة. وعلينا أن نكون مصرّين في البحث عن حلول. وتبقى إقامة الشراكات هي وسيلة لا بد أن ننتهجها لإحداث فرق.

دعونا نتأمل في إمكاناتنا وواجبنا بأن نقدم أفضل ما عندنا وأن نعقد العزم على تحسين ذاتنا وأدائنا لتحقيق المزيد من الانجازات وتقديم المزيد من الدعم حيث تشتد الحاجة إليه. فهذه هي قوة العمل الخيري الإسلامي.-PA