المرحلة الحرجة: لماذا نحتاج إلى حلول جديدة لأزمات اللاجئين

فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ينضم إلى ميساء جلبوط في استوديو الأثر لمناقشة سبل جديدة للاستجابة لأزمة النزوح العالمية.

image title

استمع الآن (بالإنجليزية)

نبذة عن الحلقة

تجاوز عدد النازحين قسراً حول العالم الـ 100 مليون نسمة لأول مرة منذ بدء السجلات بسبب تزايد حالات النزاع والكوارث الطبيعية وعدم الاستقرار الاقتصادي وتفاقم الجوع، وهي أوضاع غالباً ما تسبب بها تغير المناخ أو ساهم في تفاقمها.

وقد ولدت أوكرانيا وحدها أكثر من ستة ملايين تحركاً للاجئين منذ الغزو الروسي لأراضيها في فبراير الماضي، الذي أدت تبعاته على صادرات الحبوب إلى نقصٍ في الغذاء على الصعيد العالمي، وهو ما يهدد بدوره بحدوث اضطرابات واسعة النطاق، وربما المزيد من حركات النزوح.

وعلى خلفيه كل ذلك، بات النظام الإنساني على شفا الانهيار. ومع وجود توقعات بوصول أعداد النازحين حول العالم إلى مليار شخص بحلول عام 2050، أصبحت هناك حاجة ماسة للتفكير في حلول جديدة ومبتكرة لأزمتهم.

فهل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ هل نحن كعالم واحد بحاجة إلى إعادة التفكير في ضميرنا الجماعي فيما يتعلق بحرية التنقل وماذا يعني أن يكون المرء لاجئاً؟ وهل يفي النظام الحالي بالغرض المتوخى منه أم أنه بحاجة إلى إصلاح شامل؟

في حلقة خاصة من استوديو الأثر تم تسجيلها في إطار الاستعداد للاحتفال باليوم العالمي للاجئين، أجرت ميساء جلبوط مقابلات مع فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

Filippo Grandi, UN High Commissioner for Refugees.

فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ضيف ميساء جلبوط في استوديو الأثر.

وفي تعبيره عن الطريقة المشجعة التي استجابت بها الدول الأوروبية لتدفق الأوكرانيين قال غراندي أن ذلك "يثبت أنه من الممكن التعامل مع أزمات النزوح بطريقة عقلانية ومتسقة وتتسم بالكفاءة ... ومن دون الكثير من الدراما السياسية". غير أنه أوضح أنه "يشعر بالقلق" حيال تدفق الموارد نحو أوكرانيا على حساب الأزمات الأخرى في دول مثل بنغلاديش وفنزويلا وأوغندا.

وأضاف غراندي، الذي تولى رئاسة المفوضية في عام 2016، أن فرار أكثر من ستة ملايين شخص من أوكرانيا في غضون بضعة أشهر فقط يجعل "أزمة اللاجئين الكبرى" في أوروبا في عامي 2015/2016 "تبدو صغيرة جداً".

كما دعا أن تكون الاستجابة "الاستثنائية" من القطاع الخاص والأفراد لمساعدة الأوكرانيين "منظمة ومستدامة وموسعة لتصل إلى أجزاء أخرى من العالم".

واستضافت هذه الحلقة من ’استوديو الأثر‘ كذلك ساشا تشانوف، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة ’ريفيوجي بوينت‘ Refuge Point، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في الولايات المتحدة وتدير برامج إعادة توطين اللاجئين وتدعو إلى تغيير السياسات الخاصة بحقوق اللاجئين على مستوى العالم.

وقبل تأسيسه لمنظمة ’ريفيوجي بوينت‘، عمل تشانوف مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في كينيا ومع المنظمة الدولية للهجرة في جميع أنحاء أفريقيا، كما أنه المؤلف المشارك لكتاب Crisis to Calling: Finding Your Moral Center in the Toughest Decisions.

ويقول تشانوف أن النظام الإنساني العالمي "غير ملائم للغرض الذي أنشئ من أجله"، مؤكداً على أن آراء اللاجئين واحتياجاتهم يجب أن تحتل مكانة أكثر أهمية في برامج المعونة. وأضاف خلال مقابلته مع ميساء قائلاً: "إننا بحاجة إلى إيجاد طرق لتمكين اللاجئين من الوقوف على أقدامهم ودعم أنفسهم بأنفسهم والمساهمة في مجتمعاتهم"، موضحاً أنه لا بد أن تكون عمليات الاستجابة للأزمات الإنسانية طويلة الأجل لتعكس المدة الزمنية التي ينزح خلالها الأشخاص في العادة.

ومن المنظمات التي تسعى للمساعدة في إيجاد حلول طويلة الأجل منظمة ’مواهب بلا حدود‘ Talent Beyond Boundaries، وهي منظمة غير ربحية تسعى للتوفيق بين اللاجئين من أصحاب المهارات وفرص العمل في الدول الجديدة.

ومنذ إطلاقها في عام 2016، وجدت منظمة ’مواهب بلا حدود‘ حلولاً دائمة في مجال العمل لمئات اللاجئين في شركات القطاعين الخاص والعام في أستراليا وكندا والمملكة المتحدة، ولديها خطط للتوسع في البرتغال وإيرلندا وبلجيكا والولايات المتحدة ونيوزيلندا.

وتوضح ستيف كزينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة ’مواهب بلا حدود‘ في حوارها مع ميساء كيف تعمل منظمتها مع الحكومات والشركات الخاصة لدعم حركة اليد العاملة من اللاجئين وسد الفجوات في المواهب على مستوى العالم.

ويستضيف هذا البودكاست أيضاً شاباً وشابة لمشاركة المستمعين تجربتهما في العيش كلاجئين. كما يقدمان وجهات نظرهما حول النظام العالمي المصمم لمساعدة اللاجئين لكنه في الكثير من الحالات يجعل حياتهم أكثر صعوبة.

آمنة أبو زهير هي مديرة مشروع الرصد والتقييم في ’ستي‘ Sitti، وهي مؤسسة اجتماعية توظف لاجئات من مخيم جرش في الأردن من أجل صنع الصابون الذي يتم بيعه فيما بعد لتجار التجزئة على مستوى العالم. وآمنة البالغة من العمر 29 عاماً هي أيضاً مديرة قطرية في مركز الآمال لتدريب وتعليم الفتيات Hopes for Women in Education، وهي منظمة لتبادل اللغات والتعليم وتمكين المرأة، كما أنها عضو في اللجنة التوجيهية لمبادرة الاعتماد على الذات للاجئين Refugee Self-Reliance Initiative وهي تحالف عالمي لأصحاب المصلحة المتعددين من أجل تعزيز فرص اللاجئين للاعتماد على الذات وتحقيق نوعية حياة أفضل.

Jean Marie Ishimwe

يرى جان ماري إيشيموي الذي قضى حياته كلها كلاجئ في كينيا أنه ينبغي أن يتاح للاجئين فرصة أكبر للتعبير عن الحلول التي يرونها مناسبة لمشاكلهم.

أما اللاجئ الرواندي جان ماري إيشيموي البالغ من العمر 25 عاماً فهو رئيس منظمة يقودها اللاجئون تُعرف باسم ’مجتمع أصوات الشباب‘ Youth Voices Community التي تركز على إعطاء صوت للاجئين والشباب المستضعفين في نيروبي في كينيا. وإيشيموي هو أيضاً مؤسس مؤسسة اجتماعية يقودها اللاجئون تسمى ’ناويزا‘ Nawezaa، التي تستخدم وسائل الإعلام والإرشاد والتوجيه والتكنولوجيا لإحداث تأثير في مجتمعات اللاجئين.

هذه الحلقة من استوديو الأثر تقدم لكم من قبل ’زمن العطاء‘ وميساء جلبوط. تفضلوا بزيارتنا على مواقع التواصل الاجتماعي @PhilanthropyAge.

نبذة عن مقدمة الحلقة


ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز. تابعوا ميساء عبر تويتر @MaysaJalbout

اقرأ المزيد