دحض أسطورة ’اللاجئ الجيد‘

عند الحديث عن الهجرة وما يرتبط بها من سياسات، يتعرض اللاجئون إما لتشويه صورتهم ووصفهم بالدخلاء أو - في حالات نادرة - تبجيلهم بسبب ما حققوه من نجاحات وإنجازات. لكن كيف يُشكل هذا التمييز بين اللاجئين "الجيدين" و"السيئين" السياسات والتصورات السائدة؟ وما هو تأثيرها على الأشخاص الذين يتم النظر إليهم من خلالها؟

image title

استمع الآن (بالإنجليزية)

يحتل اللاجئون مساحة استثنائية في الخطاب الإعلامي في الغرب. وفي ظل مناخ سياسي معادٍ لهم بصورة متزايدة، يتم تصويرهم على أنهم متطفلون على الاقتصاد، وسط دعوات بسياسات أشد قسوة لإبعادهم. مع ذلك، هناك أيضاً من يحتفي بهم ويرى أنهم قد أبلوا بلاءً حسناً وجلبوا الخير إينما حلوا.

وفي هذه الازدواجية، يعتبر اللاجئون "الجيدون" أولئك الذين تغلبوا على الصعاب وتفوقوا في ربوع الدول التي استضافتهم، فأصبحوا جراحين أو أكاديميين أو حتى أبطالاً أولمبيين. وبات ينظر لهؤلاء على أنهم نماذج للاندماج ويتم الاحتفاء بالنجاحات التي حققوها والثناء على الجهود التي بذلوها. في المقابل، هناك المهاجرون "السيئون" الذين يُنظر إليهم كأشخاص غير مستحقين، ويتعرضون لوابل من الانتقادات بسبب حصولهم على الوظائف والمزايا وإخفاقهم في الاندماج.

ولمناقشة تأثير هذا الخطاب المستقطب على المفاهيم السائدة تجاه اللاجئين ورسم السياسات المتعلقة بهم، ينضم إلى مقدمة الحلقة ميساء جلبوط، وهي نفسها لاجئة سابقة، الكاتبين والمناصرين لحقوق اللاجئين عبد الله عليم وزارلاش حليمزاي.

هناك نحو 3.7 مليون طفل لاجئ خارج مقاعد الدراسة، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. الصورة: غيتي إميجيز.

غادر عبد الله الصومال التي مزقتها الحرب عندما كان طفلاً صغيراً، وبعد فترة وجيزة من الإقامة من دون وثائق في دولة أفريقية مجاورة، مُنح حق اللجوء في أستراليا وفي وقت لاحق حصل على جنسيتها. وعبد الله الذي وصل سابقاً للتصفيات النهائية لجائزة "أفضل استرالي" والحائز على جائزة الملكة إليزابيث للقادة الشباب، يقيم حالياً في جنيف، حيث يعمل في المنتدى الاقتصادي العالمي، ويشرف على ’مختبرات دافوس‘ The Davos Lab ومجتمع ’المؤثرين العالميين لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط‘ Africa and Middle East Global Shapers.

أما زارلاش فولدت في كابول التي وقعت تحت الاحتلال السوفييتي عام 1982 وغادرتها عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها. وبعد أربع سنوات من السفر براً، استقرت أسرتها في المملكة المتحدة، وأصبحت زارلاش الآن مواطنة فيها. وفي عام 2016، شاركت زارلاش في تأسيس مبادرة دعم اللاجئين الناجين من الصدمات Refugee Trauma Initiative لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لطالبي اللجوء واللاجئين الذين يصلون إلى اليونان. وفي عام 2018، تم اختيارها لزمالة مؤسسة أوباما الخيرية.

ومن خلال مشاركة تجاربهما الشخصية مع اللجوء والنضال من أجل العيش بهوية جديدة، يقدم عبد الله وزارلاش نظرة عامة على رحلة قام بها الملايين لكن لا يفهمها سوى القليل من الناس. كما يناقشان السمية المرتبطة بصفة "اللاجئ الجيد" ويقدمان اقتراحات عملية حول ما يمكن أن يقدمه صانعو السياسات والأفراد من أجل جلب التغيير.

هذه الحلقة من استوديو الأثر تقدم لكم من قبل ’زمن العطاء‘ وميساء جلبوط. تفضلوا بزيارتنا على مواقع التواصل الاجتماعي @PhilanthropyAge.

نبذة عن مقدمة الحلقة


ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز في واشنطن العاصمة. تابعوا ميساء عبر تويتر @MaysaJalbout.

اقرأ المزيد