مبادرة زراعية في غزة تحصد مليون دولار

الإعلان عن الفائزين بجائزة زايد للاستدامة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP28.

منصة للزراعة الحضرية في غزة تتصدى لانعدام الأمن الغذائي وتدر الدخل على النساء الرياديات في القطاع، ومستشفى عائم يقدم الرعاية الطبية للجزر الإندونيسية النائية، وشركة صغيرة في ناميبيا توظّف الغابات العشبية البحرية في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون: ما هذه إلا بعض المشاركات الفائزة في النسخة الأخيرة من جائزة زايد للاستدامة السنوية، التي أطلقت عام 2008 وتحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، تقديراً لمساهماته في مجالات الاستدامة والعمل الإنساني.

وقد حصلت المشاركات الفائزة في خمس فئات هي العمل المناخي والغذاء والصحة والطاقة والمياه على مليون دولار لكل منها، في حين حصلت ست مدارس ثانوية من جميع أنحاء العالم على 150 ألف دولار لجهودها في تعزيز الاستدامة داخل مجتمعاتها.

أطلقت المنظمة الفائزة عن فئة الغذاء، وهي منتدى غزة للزراعة الحضرية (GUPAP)، عام 2013 لتعزيز الأمن الغذائي في غزة وتقليل اعتماد القطاع على الواردات والمساعدات.

والمنتدى عبارة عن منظمة تعاونية تضم أكثر من 80 عضواً من الجهات الفاعلة الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمنظمات النسائية وأصحاب المشاريع الزراعية والشركات الصغيرة والمتوسطة، يقوم بتوفير التدريب وبناء القدرات لمساعدة الأسر المزارعة على تحسين إنتاجيتها. ويتضمن ذلك توفير مواد مثل الأسمدة والأسوار، إلى جانب دعم تسويق المنتجات للوصول إلى أسواق أوسع.

ويتبنى المنتدى منهجية التسويق التضامني بقيادة المجتمع (CLSM) مع التركيز على التمكين بدلاً من الاعتماد على المساعدات. وقد ساهم المشروع حتى الآن في خلق فرص عمل لـ 200 امرأة وإتاحة المنتجات المزروعة محلياً لأكثر من 7,000 شخص.

"سيساعد هذا التمويل في توسيع نطاق الحلول المبتكرة وتحقيق تقدم تحولي في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أنحاء الجنوب العالمي".

سلطان الجابر، مدير عام جائزة زايد للاستدامة ورئيس مؤتمر الأطراف (COP28).

وقد تم الكشف عن الفائزين بالجوائز خلال حفل أقيم خلال مؤتمر الأطراف (COP28)، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

من جهته، أشاد سلطان الجابر، مدير عام جائزة زايد للاستدامة ورئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، بالفائزين وأكد على التزام دولة الإمارات بالتصدي لتغير المناخ وتمكين المجتمعات الضعيفة.

وأوضح الجابر بالقول: "سيساعد هذا التمويل في توسيع نطاق الحلول المبتكرة وتحقيق تقدم تحولي في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أنحاء الجنوب العالمي" مضيفاً أن "الجائزة لا تستلهم إرث الشيخ زايد في العمل الإنساني فحسب، بل تعزز أيضاً انتشار رؤيته على نطاق عالمي".

وقد بلغ إجمالي قيمة الجوائز لهذا العام 5.9 مليون دولار، وهو ارتفاع ملحوظ من 3.6 مليون دولار التي تم تقديمها في النسخة السابقة، ما يعزز مكانة الجائزة كواحدة من أهم الجوائز الخيرية في المنطقة.

وتهدف الجائزة، التي عقدت على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية وتركز على دول الجنوب العالمي، إلى تكريم التميّز ومساعدة الفائزين في توسيع مشاريعهم لتعزيز تأثيرها على المجتمعات والبيئة.

بدوره، قال أحمد الصوراني، المؤسس المشارك لمنتدى غزة للزراعة الحضرية: "سيمكننا الفوز بهذه الجائزة من الوصول إلى المزيد من الأسر المحتاجة، وتوفير الأمن الغذائي والأمل لها". وأضاف أنه "من المهم أن تتضافر الجهود لتعزيز مرونة النظم الغذائية واستدامتها في المجتمعات التي تعاني من الأزمات والحروب الطويلة الأمد".

ومن المؤسف أن القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، الذي بدأ في 7 أكتوبر رداً على هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، قد أدى إلى تدمير العديد من المزارع التي يقدم المنتدى الدعم لها، كما قال الصوراني في إحدى المقابلات، موضحاً أن إنتاجية المزارع التي لا تزال قادرة على العمل محدودة جداً.-PA

الفائزون الخمسة

عن فئة الغذاء، فاز منتدى غزة للزراعة الحضرية (GUPAP)، وهي منظمة غير ربحية فلسطينية تقدّم الدعم الفني وفرص إدرار الدخل للأسر المزارعة في المناطق الحضرية، لا سيما رائدات الأعمال في القطاع الزراعي، وتعزز الأمن الغذائي للمجتمعات المحيطة من خلال تسهيل الوصول المستدام إلى المنتجات المحلية، مما يقلل من اعتماد هذه المجتمعات على الواردات والمساعدات الغذائية.

-عن فئة العمل المناخي التي تم استحداثها مؤخراً فازت منظمة ’كيلب بلو‘ Kelp Blue التي تقوم بزراعة الغابات العشبية البحرية في المياه العميقة قبالة سواحل ناميبيا ونيوزيلندا وألاسكا للحد من فائض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز التنوع البيولوجي للمحيطات من خلال توفير الغذاء والمأوى للأنواع البيولوجية التي تعيش تحت سطح الماء.

عن فئة الصحة، فازت مؤسسة الأطباء للرعاية doctorSHARE من إندونيسيا التي يقوم المستشفى العائم التابع لها منذ عام 2013 بالإبحار إلى الجزر الإندونيسية النائية لإجراء الفحوصات والعمليات الجراحية في المجتمعات التي تعاني من محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية بسبب القيود الجغرافية أو المالية.

عن فئة المياه فازت المنظمة غير الربحية الفرنسية ’الماء والحياة‘ Eau et Vie لتوفيرها المياه النظيفة لأكثر من 52,000 شخص في المناطق الحضرية الفقيرة والأحياء العشوائية في بنجلاديش والفلبين منذ عام 2008. ومن خلال عملها وفق نهج التضامن والعمل الاجتماعي، فإن المنظمة تكفل وصول إمدادات المياه المنخفضة التكلفة إلى الصنابير المنزلية.

عن فئة الطاقة فازت ’إغنايت باور‘ Ignite Power، وهي عمل تجاري صغير الحجم في رواندا يوفّر إمدادات الكهرباء المستدامة والميسورة التكلفة باستخدام نموذج الدفعات الدورية (go-you-as-pay) للميل الأخير والقرى الريفية في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء.

تعرّف على الفائزين عن فئة المدارس الثانوية

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: اقترح طلاب المدرسة الدولية في المغرب خطة لبناء منشأة لتحويل الأعشاب البحرية والطحالب إلى منتجات غذائية صالحة للأكل وأسمدة عضوية وغاز حيوي، مما يوفر مصدراً مستداماً للغذاء والطاقة لمدرستهم.

الأمريكيتان: اقترح طلاب مدرسة الحرية للأداء العالي في البيرو استخدام نظام المعالجة النباتية الذي يعتمد على النباتات لتحسين جودة المياه لمنطقة يبلغ عدد سكانها 35,000 نسمة.

أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: تخطط أكاديمية جواني إبراهيم دان هاجا في نيجيريا لبناء وحدات تجفيف تعمل بالطاقة الشمسية لتجفيف المحاصيل والتخلص من الرطوبة. ويهدف هذا المشروع إلى مساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على الحد من خسائر ما بعد الحصاد وتعزيز دخلهم.

أوروبا وآسيا الوسطى: اقترح طلاب كلية نورثفليت للتكنولوجيا في المملكة المتحدة إنشاء برنامج لريادة الأعمال يتم خلاله إدارة مزارع النحل المدرسية. وتهدف هذه المبادرة إلى إنتاج منتجات العسل والشمع، مما يدر دخلاً للطلاب.

جنوب آسيا: يخطط مجمع كورت التعليمي في باكستان، وهو مدرسة للأيتام في كشمير، لإنشاء حديقة مدرسية لتشجيع الزراعة العضوية والحفاظ على المياه في مدرستهم والمناطق المحيطة بها.

شرق آسيا والمحيط الهادئ: يخطط طلاب مدرسة بكين 35 الثانوية لتركيب ألواح شمسية أو أغشية زجاجية مفرغة على نوافذ المدرسة، مما سيساعد في عزل الحرارة والصوت، وفي الوقت نفسه، توليد الكهرباء لمدرستهم.

اقرأ المزيد