منزل مقابل كل منزل

شركة إماراتية للتطوير العقاري تتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين ومؤسسة القلب الكبير لبناء منازل جديدة للاجئين في كينيا.

كاكوما هو مخيم شاسع للاجئين في شمال غرب كينيا يأوي نحو 200,000 لاجئ من جميع أنحاء شرق أفريقيا، لاسيما جنوب السودان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وبوروندي.

تم افتتاح هذا المخيم في عام 1992 وما يزال العديد من المقيمين فيه منذ مدة طويلة يسكنون في منازل من الطوب الطيني. غير أن الوافدين الجدد إلى المخيم يضطرون للعيش معاً في خيام مصنوعة من الأغطية البلاستيكية والخيزران في أجواء شديدة الحرارة إلى أن تتمكن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من العثور على مساكن أكثر استدامة لهم.

وتعاطفاً مع 30,000 لاجئ من العالقين على قوائم الانتظار للحصول على لمنازل واستجابةً لمحنتهم، أطلقت شركة أرادَ للتطوير العقاري التي في دولة الإمارات العربية المتحدة بالشراكة مع مؤسسة القلب الكبير في الشارقة مبادرة لبناء منازل جديدة وغيرها من البنى التحتية في المخيم.

وفي عام 2022، ساهمت مؤسسة أرادَ للأعمال الإنسانية، ذراع المسؤولية الاجتماعية للشركة، بما يزيد قليلاً عن مليون دولار لدفع تكلفة بناء 407 منازل جديدة لـ 2,000 لاجئ وتوفير موارد المياه النظيفة لـ 43,000 شخص غيرهم.

وفي هذا العام، أعلنت شركة أرادَ أنها ستقدم تبرعاً لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين مقابل كل منزل جديد تقوم ببيعه ضمن شروع مسار الجديد التابع لها في الشارقة خلال شهر رمضان المبارك. وستقوم المفوضية بدورها بتقديم هذه الأموال إلى عائلة لاجئة في كاكوما من أجل الحصول على المواد التي تحتاج إليها لبناء منازلها الخاص.

ستشرف مؤسسة رياح السلام اليابانية، وهي منظمة غير حكومية، على بناء المنازل، ومن جانبهم سيقدم موظفو المفوضية التدريب لدعم اللاجئين وضمان توافق جودة البناء مع المعايير.

وتقول روزا بيرو، مديرة تطوير الأعمال في شركة أرادَ أن "من شأن هذا النهج أن يكفل المساءلة ويساعد الحاصلين على المساعدات على تعلم مهارات إدارة المشاريع، فضلاً عن منحهم شعوراً بالاعتزاز بمنازلهم الجديدة".

image title image title
في شهر مارس، زار سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة ورئيس مجلس إدارة شركة أرادَ للتطوير العقاري، كينيا لتدشين مشروع "منزل مقابل كل منزل". الصورة: أرادَ

"من شأن هذا النهج أن يكفل المساءلة ويساعد الحاصلين على المساعدات على تعلم مهارات إدارة المشاريع، فضلاً عن منحهم شعوراً بالاعتزاز بمنازلهم الجديدة".

روزا بيرو، أرادَ

وعلى الرغم من أن العدد النهائي للمنازل التي سيتم بناؤها في كينيا سيعتمد على عدد الوحدات التي ستبيعها أرادَ في الشارقة، إلا أن الشركة التزمت بالمساهمة في بناء 350 منزلاً جديداً على الأقل للاجئين.

وتعتبر مؤسسة القلب الكبير، التي أسستها وترأسها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة صاحب السمو حاكم إمارة الشارقة، واحدة من أكبر المؤسسات الخيرية في منطقة الخليج، إذ تقوم بدعم وتنفيذ العديد من المشاريع لمساعدة أربعة ملايين لاجئ وغيرهم من المحتاجين وتمكينهم في أكثر من 25 دولة حول العالم.

وقد تم اختيار الشيخة جواهر أول مناصرة بارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2013 وقد شاركت شخصياً في العديد من المبادرات الخاصة باللاجئين مثل إطلاق "حملة القلب الكبير للأطفال اللاجئين السوريين" والمساهمة بأكثر من 23 مليون دولار لدعم اللاجئين والنازحين داخلياً من سوريا والعراق والصومال ولاجئي الروهينجا من ميانمار.

وقبل ذلك، ساهمت الشيخة جواهر في جمع أكثر من 22 مليون دولار للاجئين الفلسطينيين في عام 2007 و6.3 مليون دولار للنازحين بسبب الحرب في لبنان في عام 2006.

وقد تأسست شركة أرادَ عام 2017 من قبل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود وتم إطلاق مؤسسة أرادَ للأعمال الإنسانية في عام 2020.

وتشمل الأنشطة الخيرية التي قامت بها المؤسسة: التبرع بمبلغ 545,000 دولار لمساعدة الأسر المتضررة من الزلزال في تركيا وسوريا، وتقديم 2,000 صندوق من المساعدات الغذائية للمتضررين من انفجار مرفأ بيروت في عام 2020؛ وتقديم دراسية لصالح 50 طالباً في الشارقة؛ والتبرع بطرود من المنتجات الغذائية الطازجة لسكان الإمارات العربية المتحدة خلال شهر رمضان في عام 2021؛ ودعم جهود الإغاثة خلال جائحة كوفيد-19 في الهند والإمارات.-PA