منصة جديدة تسلّط الضوء على العطاء في العالم العربي

'مشروع انسبايرد' هو عبارة عن محتوىً لم يسبق له مثيل يضم مقابلات حصرية في مقاطع فيديو ودراسات حالة حول بعض أبرز روّاد العطاء وأهم المبادرات التي تقوم بها المنظمات غير الربحية في العالم العربي.

ما الذي يلهم الإنسان على العطاء الكبير، وما يدفعه لأن يصبح رائد عطاء اجتماعي؟ كيف يختار رائد العطاء القضية أو القضايا التي يرغب بدعمها دون غيرها؟ كيف يقيّم رواد العطاء مدى نجاحهم في مساعيهم، وكيف يقيسون أثر أعمالهم؟

يسعى 'مشروع انسبايرد' إلى الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها من خلال تقديم مجموعة حصرية من مقابلات مصورة في مقاطع فيديو ودراسات حالة لم يسبق لها مثيل، تم إنتاجها ضمن لقاءات مع نخبة من قادة العطاء وأبرز المؤسسات الإنسانية والمنظمات غير الربحية في العالم العربي.

'مشروع انسبايرد'، الذي ساهمت في إطلاقه مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم ومجلة زمن العطاء، بدعم من مجموعة بريدج سبان ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، يشارك جمهوره نظرة شخصية معمقة لقادة فكر العطاء، والعديد من الدروس والعبر وأفضل الممارسات من منظور كبار المانحين وحصيلة خبراتهم. 

تشمل قائمة رواد العطاء الذين تركوا بصمتهم على منصة 'مشروع انسبايرد' عبدالعزيز الغرير، ورجاء عيسى القرق، وكمال الأزعر، وعمر القطان، ومنيب المصري، وسميح ساويرس، وخالد الزياني

بعض رواد العطاء هؤلاء تحدثوا عن أعمالهم وتجربتهم في العلن لأول مرة – حول عطائهم وكيف يقيّمون أثر هذا العطاء، فضلاً عن معتقداتهم وأهدافهم والدروس التي تعلّموها خلال رحلتهم الإنسانية الطويلة.

يقدم 'مشروع انسبايرد' أيضاً مقالات أو دراسات حالة حول مبادرات العطاء المميزة، يكشف فيها عن النهج الذي تتبعه في مواجهة التحديات وتحقيق أهدافها وإحداث الأثر في مجالات تشمل الجوع، والحد من الفقر، والصحة العامة. كما يشمل محتوى المنصة أعمال المنظمات البارزة في المنطقة مثل صندوق الشفاء، وهو أول مشروع في العطاء التعاوني يقام في العالم العربي، ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، وهو مختبر البحوث العالمي، وبنك الطعام المصري، ومؤسسة الفنار التي تنتهج أسلوب العمل الخيري الاستثماري.

تقدم الدراسات المفصّلة للحالة هذه للقارئ خلاصة التجارب والدروس العملية التي مرت بها المنظمات غير الربحية خلال سعيها إلى تحسين مستوى حياة الفئات الهشة في مجتمعات منطقة الشرق الأوسط، كما تقدم البراهين على قدرة العطاء الاستراتيجي في إحداث الأثر الملموس. 

أشاد عبدالعزيز الغرير، رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، بمنصة 'مشروع انسبايرد'، مشيراً إلى أهميتها كمورد ثمين للمحتوى ومصدر إلهام لجميع المانحين لكي يفكروا بنهج استراتيجي. 

وقال: "إن نهجنا التعاوني في العطاء يشجع على تبادل الخبرات والدروس والقيم. ولا شك أن الدراسات الممتازة للحالة هذه توضح بشكل جليّ كيف يمكن للمقاربات المدروسة والذكية في العطاء أن تؤدي إلى مستويات عالية من النجاح في تحقيق النتائج المرجوة. 

وأضاف قائلاً: "العطاء الاستراتيجي هو ليس بالمفهوم الجديد في العالم العربي. وأنا واثق من أن المعارف والخبرات المتوفرة لدى نظرائي في ريادة العطاء العربي سوف تُلهم بالمزيد من العطاء، باستخدام نهج العطاء المبني على ممارسات الأعمال التجارية الناجحة". 

كما علّق روبرت روزن، مدير عام الشراكات الخيرية في مؤسسة بيل وميليندا غيتس، قائلاً: "يعد مشروع انسبايرد مبادرة رائعة تسلّط الضوء على بعض أهم المبادرات غير الربحية والخيرية التي تحدث الأثر في المنطقة من أجل زيادة الوعي حول جهودها والفئات التي تسعى لخدمتها". 

وأضاف قائلاً: "تلقي المنصة الضوء أيضاً على أبرز رواد العطاء في منطقة الشرق الأوسط، وتمكّنهم من مشاركة نجاحاتهم والانتكاسات التي صادفتهم والعبر التي تعلموها خلال رحلتهم في العطاء، ما يلهم الآخرين على العطاء بشكل أكثر فعالية". 

وأفاد روزن بأنه يأمل أن يشكل 'مشروع انسبايرد' صوتاً مؤثراً في الحوار حول دور العطاء الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط. كما علّق بقوله: "غالباً ما تكون الأصوات من المنطقة غائبة في أوساط الحوار العالمي حول ريادة العطاء". 

يعمل عمر القطان، وهو أحد رواد العطاء الذين شاركوا تجربتهم مع المنصة، على دعم الفنون والثقافة في فلسطين وعرب الشتات من خلال مؤسسة عبد المحسن القطان. وقد عبّر عن رأيه قائلاً: "هناك فائدة عظيمة من خلال تبادل الخبرات والتعلم بين النظراء في مجال العطاء. أنا أومن حقيقةً بأن هناك الكثير مما يمكن اكتسابه من خلال منصة للحوار المفتوح حول الأساليب الصالحة وغير الصالحة، وكيف يمكننا أن نكمّل بعضنا البعض فيما نفعله". 

وأضاف: "أنا حقاً فخور بأعمال المؤسسة، وآمل من خلال المشاركة في هذا المشروع أن نتمكن من إلهام رواد عطاء آخرين في المنطقة وخارجها". 

أما خالد الزياني، رئيس مجلس أمناء مؤسسة راشد الزياني الخيرية التي تتخذ من البحرين قاعدة لها، فأفاد بأنه يأمل في أن تدفع المنصة بحوار جديد بين المعنيين حول دور ريادة العطاء في العالم العربي.

وقال: "رغبت بمشاركة تجارب مؤسستنا، أملاً في إلهام الآخرين بدعم وتمكين أولئك الذين هم بحاجة للمساعدة. التعاون الوثيق هو جزء مهم من عمل الخير، لكن مع الأسف ما نراه يحدث في المنطقة هو تكرار مستمر لذات أسلوب العمل – لأننا نفتقر للنقاش المفتوح حول من يعمل ماذا وأين". – PA

قم بزيارة موقع 'مشروع انسبايرد' للاطلاع على المزيد حول دور ريادة العطاء في دعم التغيير الإيجابي المستدام في العالم العربي وخارجه.

اقرأ المزيد