مع تسجيل هذه الحلقة من استوديو الأثر، كان أكثر من 11,000 فلسطيني قد لقوا حتفهم جرّاء القصف الإسرائيلي، الذي بدأ في 7 أكتوبر، رداً على هجوم حركة حماس على إسرائيل. ومن بين هؤلاء، أكثر من 4,500 طفل و3,000 امرأة، ويُعتقد أنَّ هناك ما يصل إلى 3,000 شخص ما زالوا في عداد المفقودين وربما يكونون محاصرين - أو قد فقدوا أرواحهم- تحت الأنقاض.
ومنذ من أن فتحت مصر جزئياً معبر رفح الحدودي في 21 أكتوبر، وصلت بعض الإغاثة الطارئة، لكنها ليست بأي حال من الأحوال قريبة بما يكفي لسد احتياجات السكان الذين يعتمدون منذ فترة طويلة على المساعدات بعد عقدين من الحصار الإسرائيلي.
وبعد أيام من تسجيل هذه الحلقة، انهار النظام الصحي في غزة وتوقف المسؤولون عن إحصاء الوفيات والإصابات.
ستيف سوسبي، مؤسس ورئيس جمعيَّة إغاثة أطفال فلسطين، كان على بينّةٍ في تقييمه لتأثير القصف الإسرائيلي على أطفال غزة.
ويقول لمضيفة الحلقة ميساء جلبوط أن "الصدمة والعنف اللذين فُرضا على أطفال غزة سيتركان ندبة نفسية دائمة عندهم ... وهذا ليس اضطراب ما بعد الصدمة؛ بل هذا مستمر ومتواصل".
أسس ستيف سوسبي جمعية إغاثة أطفال فلسطين في عام 1991، بعد أن التقى بشاب فلسطيني فقد ساقيه ويده في انفجار قنبلة إسرائيلية في الخليل. وقد أثرت محنة الصبي على ستيف، الذي كان يعمل في ذلك الوقت في فلسطين كصحفي مستقل، ودفعته لجمع التبرعات لمنصور ليتم نقله جواً إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.
وبعد ثلاثة عقود، أصبحت جمعية إغاثة أطفال فلسطين منظمة غير حكومية متعددة الجنسيات لها فروع في 25 دولة. وقد جمعت أكثر من 100 مليون دولار لتحمُّل تكاليف سفر 2,000 طفل إلى الخارج لتلقي العلاج الطبي، ولتنظيم حوالي 800 بعثة طبية لإجراء عملياتٍ جراحية لعشرات الآلاف من الشباب في الضفة الغربية وغزة ولبنان والأردن.
وحتى 7 أكتوبر، كانت جمعية إغاثة أطفال فلسطين تدير وحدة علاج سرطان الأطفال الوحيدة في غزة، والتي افتتحتها في عام 2019 بعد حملة لجمع التبرعات استمرت أربع سنوات. وهذه الجمعية أيضاً مثلها مثل جميع مرافق الرعاية الصحية في غزة تقريباً، أصبحت خارج الخدمة، وقد قُتل العديد من الشباب الذين نقلتهم سابقاً إلى الخارج لتلقي العلاج بسبب الغارات الجوية.
ويقول سوسبي لمضيفته ميساء، رداً على سؤال بخصوص دور العمل الخيري في الاستجابة لاحتياجات أطفال غزة: "إنَّها مسؤولية المؤسسات ألا تغض الطرف عن هذه المأساة بسبب [الحساسيات] السياسية أو لأنها قضية مثيرة للجدل، مع وضع ذلك بين قوسين". ويضيف أن جميع الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية ومنظمات التنمية ووكالات المعونة تحمل "مسؤولية أخلاقية" في دعم المتضررين من أعمال العنف.
"كل ما يرتبط بفلسطين وغزة يجري تسييسه: فالمياه مسيَّسة، الغذاء مسيَّس، التعليم مسيَّس، الرعاية الصحية مسيَّسة... ونتيجة لذلك، من السهل على المانحين أن يبتعدوا عن الدعم ويقولوا إنَّ هذا أمر محفوف بالمخاطر لدرجة قصوى بالنسبة لنا. لكنني أعتقد أن هذا هو الطريق السهل للتعذّر".
تنويه: لقد خططنا لبدء الموسم الرابع ببعض المقابلات حول العمل الخيري من أجل المناخ قبيل استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف (COP28)، لكننا شعرنا أنه لا يمكننا تجاهل الكارثة الإنسانية التي تتكشف فصولها في غزة.
وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، نقوم بتسجيل بعض الحلقات الخاصة حول تأثير الحرب الأخيرة على الأبرياء، لتسليط الضوء على حالة الطوارئ الحالية، ولكن في الوقت نفسه لاستكشاف الدور الذي يمكن - وينبغي - أن تقوم به الجهات الخيرية لمساعدة الفلسطينيين الذي هم بأمس الحاجة لذلك الآن.
تم تسجيل هذه المقابلة مع ستيف سوسبي في 14 نوفمبر 2023.
نبذة عن مقدمة الحلقة
ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز. تابعوا ميساء عبر تويتر MaysaJalbout@