جيمي كارتر: التزام بالخدمة مدى الحياة

هذه الحلقة مخصصة للاحتفاء بمسيرة الرئيس كارتر والأثر الاستثنائي الذي تركه في كافة أنحاء العالم خلال العقود التي تلت مغادرته للبيت الأبيض.

image title

في عام 2002، مُنح الرئيس جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام للجهود الذي بذلها في حل النزاعات الدولية والنهوض بحقوق الإنسان وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ومع انتقال الرئيس كارتر، الذي يبلغ من العمر 98 عاماً، إلى منزله لتلقي رعاية نهاية الحياة، تستعرض هذه الحلقة الخاصة من ’استوديو الأثر‘ العقود التي أمضاها في الخدمة العامة وتلقي نظرة فاحصة على إرثه الاستثنائي.

ولد جيمس إيرل كارتر الابن عام 1924 في مدينة بلينز في ولاية جورجيا، وخدم في البحرية الأمريكية قبل أن تدفعه معارضته للفصل العنصري الذي كان سائداً آنذاك إلى الانخراط في ميدان السياسة. وشغل كارتر فيما بعد منصب حاكم ولاية جورجيا بين عامي 1971 و1975، وفي عام 1976 أصبح الرئيس التاسع الثلاثين للولايات المتحدة.

أظهر الرئيس كارتر، وهو من أواخر أبناء جيله من القادة الذين ما زالوا على قيد الحياة، قدرة فريدة على التواصل مع عامة الناس. ويرجع الفضل في ذلك إلى نشأته البسيطة والمتواضعة كنجل مزارع للفول السوداني. وعلى الرغم من ذلك، كان كارتر قادراً على تسخير علاقاته المؤثرة للعمل على القضايا التي أهملها غالبية السياسيين والمؤثرين في المجتمع وعمل على رفع الاهتمام بها على نطاق واسع.

وفي عام 1982، أسس كارتر وزوجته روزالين مركز كارتر ليكون منظمة غير ربحية تهتم بحل النزاعات وإرساء الديمقراطية وتعزيز الصحة. وتتنوع برامج المركز من مراقبة الانتخابات في أمريكا اللاتينية والعمل على حل النزاعات في الشرق الأوسط، إلى المناصرة والتثقيف بشأن الصحة النفسية والعقلية والمبادرات التي تتصدى لأمراض المناطق المدارية المهملة كمرض التراخوما المسبب للعمى وداء دودة غينيا.

كما كان الرئيس كارتر وزوجته روزالين من الداعمين لفترة طويلة جدياً لمنظمة الإسكان الخيرية ’الموئل من أجل الإنسانية‘ Habitat for Humanity.  وكانا حتى وقت قريب جداً، رغم كهولتهما، يمضيان عدة أيام في السنة في التطوع وعلى مر السنين ساعدا بشكل شخصي في بناء وتجديد الآلاف من المنازل.

نستمع في هذه الحلقة إلى أشخاص عمل معهم وآخرين لمس حياتهم، من بينهم حفيده جيسون كارتر، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة مركز كارتر، وكيرتس كولهاس، مدير المؤسسة الخيرية الدولية.

سافر الرئيس كارتر إلى كافة أنحاء أفريقيا لزيارة المصابين بداء دودة غينيا وغيره من الأمراض المدارية المهملة. الصورة: مركز كارتر.

ومن المجالات التي نشط فيها الرئيس كارتر لكنها لم تشتهر بما يكفي على الرغم من أنها قد تكون الأكثر تأثيراً هي جهوده في مكافحة داء دودة غينيا، وهي عبارة عن نوع من الطفيليات ينتقل عن طريق ويسبب معاناة يعجر عنها الوصف للمصابين به.

ويتحدث جيسون كارتر عن إلى "الالتزام الشديد الذي تبناه جده شخصياً للقضاء على دودة غينيا" فيقول: "يعتقد جدي أنه لا يجب أن يمرض الناس لمجرد أنهم فقراء. للناس حقوق ولابد أن يتمتعوا بالكرامة ... وهو يؤمن بأن تحرير الناس من الأمراض التي يمكن الوقاية منها هو أحد تلك الحقوق الأساسية".

وفي ثمانينيات القرن الماضي، عندما أطلق مركز كارتر برنامجه لمكافحة هذا المرض الطفيلي، كان عدد حالات الإصابة بهذا المرض يقدر بأكثر من 3.5 مليون حالة في مختلف أنحاء العالم. غير أن عدد الحالات قد انخفضت حتى العام الماضي إلى 13 حالة فقط في خمس دول (أنغولا وتشاد وإثيوبيا ومالي وجنوب السودان) - وهو انخفاض بنسبة 99.99 بالمئة، مما يجعل داء دودة غينيا الآن في طريقه ليصبح ثاني مرض بشري يتم استئصاله بعد الجدري.

وفي مقابلة مستفيضة تناولت تفاصيل ثلاثة عقود من العمل مع الرئيس كارتر، قال كولهاس لمضيفة الحلقة ميساء جلبوط: "كان من الممكن أن يكون القضاء على آخر حالة لداء دودة غينيا خلال حياته بمثابة تتويج رائع للجهود التي بذلها من أجل ذلك. لكن يبدو أن ذلك لن يتحقق على الأرجح. مع ذلك نحن ملتزمون التزاماً ثابتاً  بتحقيق هذا الهدف في المستقبل القريب جداً".

ويصف كولهاس إرث الرئيس كارتر الخدمة المتفانية ظل مستمراً طوال حياته" قائلاً أنه "أعطى معنى جديد لفترة ما بعد الرئاسة" و"إعاد تعريف الخدمة العامة والشيخوخة".

ويضيف بالقول: "لقد قدم الرئيس كارتر مثالاً قوياً ومُلهماً للغاية على كيفية عيش حياتك بنزاهة وتفانٍ في الخدمة والمسؤولية وكيفية تحقيق أقصى استفادة من كل يوم تعيشه ... لقد أصبحت الطريقة التي عاش بها حياته منارة للكثيرين منا وتوضح لنا كيف يجب نعيش حياتنا أكمل وجه".

قصيدة  The Just 13 poem  أو "آخر 13 حالة " حول داء دودة غينيا التي ظهرت في البودكاست هي من تأليف وأداء وليد جبارة. ويمكنك مشاهدة نسخة فيديو من القصيدة أدناه.

 

نبذة عن مقدمة الحلقة

 

ميساء جلبوط هي قيادية بارزة في مجال التنمية الدولية والعمل الخيري تولت العديد من الأدوار المهمة من بينها الرئيس التنفيذي المؤسس لمؤسسة عبدالله الغرير للتعليم، وهي مبادرة خيرية بقيمة مليار دولار يقع مقرها في دبي، والرئيس التنفيذي المؤسّس لمؤسسة الملكة رانيا. وميساء أيضاً باحثة زائرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة ولاية أريزونا وزميلة غير مقيمة في معهد بروكينغز. تابعوا ميساء عبر تويتر MaysaJalbout@

اقرأ المزيد