الدراجة تقود عجلة التقدم

الطرق الريفية الوعرة التي تتميز بها أفريقيا لا تشكل عائقاً أمام الدراجة المتينة الجديدة التي تساعد الطلاب وصغار المزارعين في رحلتهم اليومية نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

تعيش جورجينا ستيمبيكو في مقاطعة تشونغوي في زامبيا وتعتمد على إنتاج الألبان لتأمين قوتها واحتياجاتها اليومية، حالها حال 80 مزارعاً آخر من صغار المزارعين الذين يزوّدون الحليب إلى جمعية بالابانا التعاونية للألبان. فهي تقطع مسافة 12 كيلومتراً كل يوم من مزرعتها إلى الجمعية عبر طريق ترابية وعرة. وبغياب وسائل نقل موثوقة يمكن الاعتماد عليها كانت الرحلة طويلة ومتعبة، كما أن كمية الحليب التي يمكن نقلها سيراً على الأقدام تبقى محدودة؛ لكن لم يتوفر حينها حل آخر.

أما اليوم، فقد اختلف الحال بفضل توفر نوع من الدراجات الهوائية المتينة والمصممة لنقل الحاجيات الثقيلة التي تسمى "بافالو". هذه الدراجات قادرة على حمل ما يزيد عن 100 كيلوغرام، وهو ما ساعد ستيمبيكو في اختصار وقت الرحلة وبيع المزيد من الحليب، ما مكنها من زيادة مدخولها بشكل ملحوظ. 

وعن ذلك، تقول ستيمبيكو: "منذ أن حصلت على الدراجة الهوائية، لم أخفق أبداً في نقل الحليب إلى التعاونية، ولا ليوم واحد". 

تحت شعار "مصممة خصيصاً لحمولات كبيرة على الطرق الصعبة" بدأ إنتاج هذه الدراجات ذات الطراز القديم من قبل شركة تابعة لمنظمة الإغاثة العالمية للدراجات (World Bicycle Relief) وهي مؤسسة غير حكومية يتمحور عملها حول الدراجات. والغرض من إنتاج هذه الدراجات هو تسهيل أمور الفئات ذات الدخل المتدني في أفريقيا ومساعدتها على الوصول إلى الأسواق والمدارس ومرافق الرعاية الصحية والأماكن الأخرى التي يحتاجون للذهاب إليها. 

ويقول ديف نيساندر، رئيس منظمة الإغاثة العالمية للدراجات: "حرصنا على أن تمتاز هذه الدراجات بتصميم قوي وقادر على التحمل، إذ يصبح عمر الدراجات الاعتيادية قصيراً عندما تستخدم على طرق أفريقيا الوعرة". 

ويضيف قائلاً: "عندما جئنا إلى زامبيا لأول مرة وجدنا أن الدراجات المحلية لا تخدم المستخدم النهائي. لقد أطلقنا عليها اسم 'أشياء على شكل دراجة'. قمنا بعدها بالعمل مع مصنع في آسيا للخروج بتصميم ومواصفات خاصة لتتناسب بالفعل مع ظروف أفريقيا".

image title
image title
image title
image title
image title
image title
image title

يعمل فريق مختص يتألف من 100 موظف محلي على تجميع الدراجات من القطع المستوردة في ستة مصانع في أفريقيا. وتُباع الدراجات بسعر 160 دولاراً للمستخدم النهائي بموجب أقساط أو تباع بالجملة لمنظمات غير حكومية ومؤسسات خيرية أخرى. وتُعاد أية أرباح يتم تحقيقها إلى المنظمة لتمويل أعمالها. 

وقد استلهت المنظمة مسيرة تعاون مثمرة مع جمعية بالابانا التعاونية للألبان منذ عام 2009 بهدف توفير الدراجات لصغار المزارعين في زامبيا من أجل نقل بضائعهم. ويقول نيساندر: "كان الأمر يعتمد كلياً على الطلب. في بادئ الأمر كنا نسلّم الدراجات إلى برنامج رعاية صحية مموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) يركز على فيروس نقص المناعة المكتسبة والأيدز. وما أن بدأنا بذلك حتى توالت علينا الطلبات من المزارعين وغيرهم من الأفراد والمنظمات غير الحكومية ممن يرغبون بالحصول على دراجاتنا". 

كان لدراجتنا أثر كبير في حياة الناس، فعلى مدى أربعة أعوام، اشترى مزارعو جمعية بالابانا التعاونية للألبان 281 دراجة. وحسب قولهم، فإن ذلك أثمر عن زيادة كميات الحليب التي يسلمونها للجمعية بنسبة 25 بالمئة، وارتفاع كميات الحليب الإجمالية بنسبة 23 بالمئة. 

ويستكمل نيسواندر حديثه قائلاً: "بالرغم من أن سعر دراجتنا أكثر بضعفين من سعر الدراجة الاعتيادية التي يمكن شراؤها من المتجر، إلا أن الطلب كان قوياً جداً".

ويضيف: "أتذكر في إحدى المرات أن منظمة غير حكومية اشترت دراجات أخرى بسبب قيود متعلقة بميزانيتها، لكن المتطوعين في المنظمة رفضوا تلك الدراجات، قائلين 'هذه ليست دراجات بافالو، نحن لا نريدها'". – PA