اللاجئون في مختلف أنحاء المنطقة يستقبلون الشتاء وسط ارتفاع أسعار الوقود والغذاء

مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تطلق نداءً بقيمة 250 مليون دولار لدعم الأسر الأكثر ضعفاً خلال ثلاثة من أبرد أشهر السنة في المنطقة.

تنخفض درجات الحرارة باستمرار إلى ما دون الصفر خلال فصل الشتاء في المناطق الجبلية في شمال إقليم كردستان العراق. وفي العام الماضي، تعرضت هذه المنطقة لأكثر الأمطار والثلوج شدة منذ أكثر من 40 عاماً، مما أدى إلى إغلاق الطرقات وإقفال المدارس وغمرت المياه أماكن الإيواء التي تعيش فيها عشرات الآلاف الأسر النازحة واللاجئة.

ومن المتوقع أن تكون الظروف أكثر قسوة هذا الشتاء، في ظل أسعار الغذاء والوقود التي لا تشهد إلا ارتفاعاً، مما سيضطر الأسر لتحمل أشهر من درجات الحرارة الشديدة البرودة في منازل سيئة التدفئة والحصول على حصص غذائية محدودة. وبالنسبة للعديد من اللاجئين السوريين في العراق، سيكون هذا الشتاء هو الثاني عشر لهم بعيداً عن أوطانهم في مواجهة تقلبات الطقس وقد باتوا أكثر ضعفاً من أي وقت مضى.

كما يكافح ملايين اللاجئين والنازحين في أماكن أخرى في المنطقة. وينطبق ذلك بصفة خاصة على لبنان الذي يعاني من ارتفاع في معدلات التضخم وفقدان فرص العمل نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

في الوقت نفسه، لجأ أكثر من ثلث اللاجئين السوريين الذين يعيشون في المناطق الحضرية في الأردن إلى الاقتراض لتغطية نفقات معيشتهم الأساسية، وهو ارتفاع يزيد عن ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2018، في حين أفادت الأسر اللاجئة في مصر أن فواتيرها المنزلية وتكاليف الوقود تشهد زيادة سنوية بنسبة 7.4 في المئة.

لذلك أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداءً إقليمياً لجمع 250 مليون دولار من أجل توفير الدعم لـ 3.4 مليون شخص من أكثر اللاجئين والنازحين من سوريا والعراق ضعفاً الذين يعيشون في الأردن والعراق ولبنان وسوريا ومصر.

وكان متحدث باسم المفوضية قد حذر من أن "الشتاء القادم سوف يكون أكثر صعوبة مما كان عليه في السنوات الأخيرة". وأضاف أنه "لن يكون أمام العديد من العائلات اللاجئة والنازحة بديل سوى الاختيار بين الطعام والتدفئة، في وقت يكافحون فيه من أجل تدفئة مآويهم، وتأمين الملابس الشتوية، وتحضير لقمة ساخنة".

وسيتم استخدام الأموال التي ستجمعها المفوضية بثلاث طرق: تقديم المساعدات النقدية للأسر لتلبية احتياجاتها الإضافية خلال أشهر الشتاء؛ وتوفير الملابس الشتوية والبطانيات والأغطية العازلة؛ وتوفير المواد اللازمة لتحسين تصريف المياه في المستوطنات غير الرسمية ومساعدة اللاجئين على منع تسرب المياه إلى مآويهم.

وفي أكتوبر من هذا العام، تجاوز عدد النازحين قسراً من منازلهم حول العالم 103 ملايين نسمة - أي ما يعادل واحد في المئة من سكان العالم، وهو أعلى معدل للنازحين منذ بدء عملية التوثيق.

وتعود أسباب هذا النزوح الجماعي في المقام الأول إلى النزاعات (الجديدة والممتدة)، والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان، وتغير المناخ (الأحداث الجوية مثل الفيضانات والجفاف)، غير أن التأثيرات المترتبة على جائحة كوفيد-19 قد أدت أيضاً إلى تفاقم الأوضاع.

وقد تسببت الكوارث الطبيعية الأخيرة، كالفيضانات في الهند وبنغلاديش وباكستان، فضلاً عن الصراع في أوكرانيا، والجفاف في القرن الأفريقي، والأزمات المستمرة في مناطق مثل اليمن وأفغانستان وفنزويلا، إلى وصول ميزانيات المساعدات إلى حدودها القصوى وسط ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد.

ويتم قبول التبرعات لنداء 90 ليلة برد الخاص بالمفوضية من خلال Apple Pay و PayPal وبطاقات الائتمان وغيرها من المنصات أو عبر التحويل المصرفي.-PA

اقرأ المزيد