اللـــحـــظـــة

التاريخ: 11 نوفمبر 2017

شن الحرب على الأمراض المنسية

أبوظبي تكشف النقاب عن صندوق بقيمة 100 مليون دولار للقضاء على أمراض الفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

انضم ولي عهد أبوظبي إلى مؤسسة بيل وميليندا غيتس لإطلاق صندوق بقيمة 100 مليون دولار بهدف القضاء على مرضين يتسببان في العمى والتشوهات لملايين البشر من أفقر سكان العالم.

وفي إطار هذا التعاون، تعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 20 مليون دولار للصندوق الجديد بينما تعهدت مؤسسة غيتس بتقديم ما يصل إلى 20 مليون دولار من أجل تكثيف الجهود الرامية للقضاء على داء كلابية الذنب، المعروف بالعمى النهري، وداء الفيلاريات اللمفي في دول الشرق الأوسط وأفريقيا. وسيقوم الصندوق بجمع المزيد من الأموال من مجموعة من المانحين على مدى الأشهر المقبلة.

وستتم إدارة الصندوق الجديد الذي تبلغ مدته 10 سنوات من قبل صندوق إنهاء الأمراض المهملة End Fund، وهو عبارة عن منصة خيرية خاصة تستهدف الأمراض المدارية المهملة وتحصل على الدعم من قبل شركات الأدوية مثل شركة ’جلاكسو سميث كلاين‘ GlaxoSmithKline وشركة ’إم إس دي‘ MSD  وشركة ’ميرك‘ Merck التي تقدم التبرعات العينية.

وتؤكد هذه الأنباء على المكانة التي يتبوؤها ولي عهد أبوظبي كلاعب رئيسي في مجال الصحة العالمية، حيث قدم الدعم على مدى سنين طويلة لمكافحة الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال وداء دودة غينيا، التي يعتقد خبراء الصحة أن العالم بات قاب قوسين أو أدنى من استئصالها.

كما قدم الشيخ محمد نحو 250 مليون دولار لتمويل مكافحة هذه الأمراض وغيرها منذ عام 2010، وتبرع العام الماضي بمبلغ 5 ملايين دولار لحملة مكافحة الملاريا.

"إنها وسيلة ناجحة لسد الفجوة في التمويل، وجذب مانحين جدد وزيادة أعداد رواد العطاء وصنّاع السياسات والعاملين في مجال الصحة الذين يحشدون جهودهم للتصدي لهذه الأمراض".

إيلين أغلر، الرئيس التنفيذي لصندوق إنهاء الأمراض المهملة.

وتمثل هذه الشراكة الجديدة أيضاً فرصة للقضاء على مرض يهدد حاسة البصر لدى أكثر من 120 مليون شخص، وفقاً للرئيس التنفيذي لصندوق إنهاء الأمراض المهملة، إيلين أغلر.

وأضافت أغلر في حديث مع ’زمن العطاء‘: "إنها وسيلة ناجحة لسد الفجوة في التمويل، وجذب مانحين جدد وزيادة أعداد رواد العطاء وصنّاع السياسات والعاملين في مجال الصحة الذين يحشدون جهودهم للتصدي لهذه الأمراض".

وأوضحت أغلر أن "هذا الصندوق لا يتعلق بكتابة شيك، بل بجلب التأثير والقدرة على جمع الجهات الفاعلة والتفكير الاستراتيجي وتعزيز القدرات العلمية من أجل القضاء على هذه الأمراض - والوصول بالعالم إلى خط النهاية في رحلة اجتثاثها".

يذكر أن الأمراض المدارية المهملة (NTDs)، بما في ذلك العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي، تؤثر على أكثر من 1.5 مليار شخص من أفقر سكان العالم، لا سيما في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، نحو 900 مليون منهم من الأطفال.

ويُعد العمى النهري، وهو عدوى تنتقل عن طريق لدغات الذباب الأسود، ثاني أكثر الأمراض المعدية المسببة للعمى في العالم. ويتوطن هذا المرض في 29 دولة ويعتقد أنه يصيب نحو 18 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، 99 بالمئة منهم في أفريقيا.

أما داء الفيلاريات اللمفي المعروف بداء الفيل بسبب الأعراض التي يسببها، فهو مرض ينتقل عن طريق البعوض ويصيب أكثر من 120 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ومن بين هؤلاء يعاني أكثر من 40 مليون شخص من العجز أو التشوهات الناتجة عن المرض.

ويمكن معالجة جميع الأمراض المدارية المهملة من خلال العلاج الدوائي على نطاق جماهيري. ويعالج عقار ’إيفرمكتين‘ Ivermectin، الذي ستتبرع به شركة ’إم إس دي‘ من خلال برنامج ’ميكتيزان‘ Mectizan Donation Program كل من العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي. وستتبرع شركة ’جلاكسو سميث كلاين‘ بعامل التخلص من الديدان ’ألبيندازول‘ albendazole لمكافحة داء الفيلاريات اللمفي.

وقالت أغلر أن صندوق بلوغ الميل الأخير الذي تدعمه أبوظبي سيلعب دوراً حاسماً في تسريع وتيرة الجهود الرامية لتحرير الدول من وطأة هذه الأمراض الموهنة.

وأنهت حديثها بالقول: "نحن بحاجة إلى نقاط مضيئة وقيادات في جميع أنحاء العالم. هذه المبادرة هي ما نحتاج إليه الآن لبث الطاقة والزخم والرؤية والتخطيط الاستراتيجي من أجل القضاء على هذه الأمراض". —PA