تحفيز الأفكار الجديدة

ثمانية مشاريع للتأثير الاجتماعي تتنافس في نهائيات مسابقة لاستكشاف حلول مبتكرة للتحديات المجتمعية.

إمام افتراضي مزود بالذكاء الاصطناعي، وأداة للترجمة عبر الإنترنت تقدِّم ترجمة بشرية، وتطبيق للهاتف المحمول يقدم الدعم النفسي المراعي للحساسيات الثقافية، ومنصة لإدارة أموال الوقف، ومكتبة موارد لخدمة المسلمين الجدد والراغبين باعتناق الإسلام: ما هذه إلا بعض الأمثلة على المشاريع الناشئة ذات التأثير الاجتماعي التي نجحت في الوصول إلى الجولة النهائية من جائزة ’سبارك كونتينيوم‘ Continuum Spark الجديدة المدعومة من العمل الخيري الاستثماري والتي تسعى لتطوير ابتكارات ثورية من شأنها الارتقاء بحياة المسلمين في جميع أنحاء العالم.

ففي شهر نوفمبر ستقام في قطر نهائيات النسخة الافتتاحية من جائزة ’سبارك كونتينيوم‘، وهي مبادرة أطلقتها ’كوليكتيف كونتينيوم‘ Collective Continuum، وهي مجموعة من المستثمرين المؤثرين المهتمين بتقديم التمويل الأولي للشركات والمشاريع الناشئة التي تركز على معالجة القضايا التي تتمحور حول الإنسانية، وذلك خلال فعاليات قمة ’جي إم دبليو الدوحة‘ GMW Doha، الحدث الدولي للتواصل الذي تنظمه الشبكة العالمية للعمل الإسلامي.

وسيشارك ثمانية من مؤسسي المشاريع الناشئة في مسابقة طرح الأفكار هذه التي تستضيفها مؤسسة قطر ويتم تنظيمها على غرار البرنامج التلفزيوني المعروف ’شارك تانك‘ Shark Tank. وسيحصل الفائز على استثمار بقيمة 100,000 دولار في حين سيحصل ثلاثة من المتسابقين الموهوبين على خدمات تطوير العلامة التجارية والاستشارات والتوجيه بقيمة 50,000 دولار.

ووصف عظيم كيدواي، الذي ابتكر فكرة الجائزة لمساعدة المشاريع الاجتماعية الناشئة على تأمين رأس المال الصبور، أهمية الاستفادة من روح المبادرة داخل المجتمعات المسلمة وربطها بالاستثمار المؤثر الذي غالباً ما يكون الحصول عليه أمراً صعباً، حيث قال: "لقد كان الشيء المهم جداً بالنسبة لي عند استحداث هذه الجائزة هو البحث عن طريقة للاستفادة من روح المبادرة النابضة بالحياة داخل المجتمعات المسلمة ومن ثم توصيلها بمبادرات الاستثمار المؤثر."

"الشيء الذي كان بالغ الأهمية عندي، وقت استحداث هذه الجائزة هو البحث عن طريقة للاستفادة من روح المبادرة النابضة بالحياة داخل المجتمعات المسلمة ومن ثم ربطها بمبادرات الاستثمار المؤثر."

عظيم كيدواي، رئيس قسم الشراكات لدى ’كوليكتيف كونتينيوم‘

وأعرب كيدواي، وهو عضو مجلس الإدارة ورئيس قسم الشراكات لدى ’كوليكتيف كونتينيوم‘، عن أسفه لغياب العمل الخيري الاستثماري والاستثمارات المؤثرة عن دوائر التمويل الإسلامي.

وأوضح كيدواي في حديث مع ’زمن العطاء‘ أن "هناك مبادرات جديرة بالثناء تتعلق بتوزيع الزكاة، والتمويل البالغ الصغر والتبرعات الخيرية"، غير أن المشاريع والابتكارات في إطار التأثير "غائبة بالفعل" عن العمل الخيري الإسلامي.

وسلط كيدواي الضوء على التحديات التي تواجهها نماذج الأعمال التي تركّز في المقام الأول على التأثير، والتي غالباً ما تكافح من أجل تأمين التمويل بسبب عدم قدرتها على تحقيق العوائد المرتفعة والسريعة التي يحبذها رأس المال الاستثماري.

وأضاف كيدواي، متذكراً بداياته في هذا المجال وكيف تمكّن من أن يصبح رائد أعمال اجتماعي بفضل لقائه صدفه بأحد الداعمين الذي وثق بأفكاره، أن الفكرة وراء ’كوليكتيف كونتينيوم‘ هي توجيه الأموال نحو الابتكارات ذات التأثير الاجتماعي.

من هنا جاء إطلاق جائزة سبارك بهدف تغيير الخطاب المتعلق بتمويل المؤسسات الاجتماعية وبيان أهمية الاستثمار المؤثر والعمل الخيري الاستثماري، بحسب كيدواي.

وللتأهل لجائزة ’سبارك كونتينيوم‘ لا بد أن تستوفي الأفكار المقدمة معايير محددة وهي أن تكون قائمة على التكنولوجيا، وقابلة للتطوير، ومستدامة مالياً، وقادرة على إحداث تأثير اجتماعي كبير على الإنسانية فضلاً عن قدرتها على تقريب الناس من الله عَزَّ وجَلّ.

وقد لعبت ’لونش غود‘ Launch Good، وهي منصة تمويل جماعي تركّز على المجتمعات المسلمة، دوراً في الترويج لهذه المسابقة التي حظيت باهتمام كبير، إذ حصلت على أكثر من 500 إشعار للتعبير عن الاهتمام و330 طلباً رسمياً للمشاركة من 28 دولة من مختلف أنحاء العالم. وجاء أكثر من ثلث هذه الطلبات (38 بالمئة) من مؤسسات غير ربحية ناشئة و44 بالمئة من المؤسسين من النساء.

وتنوعت المشاركات من الأفكار البسيطة والعفوية إلى المفاهيم المتطورة التي وضعت في حيِّز الاستخدام مسبقاً وحازت على جوائز. وتدير هذه المبادرات وتنفذها مجموعة متنوعة من المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الاجتماعية والشركات الربحية والمتطوعين.

وتضمنت عملية التحكيم سلسلة من المراحل بدءًا باختيار لجنة التحكيم لـ 50 مشاركة من المشاركات الـ 330 التي تقدمت للمسابقة ومن ثم إعداد قائمة مختصرة مكونة من 20 مشاركة وانتهاءً باختيار ثمانية متنافسين للمشاركة في التصفيات النهائية، وهم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وإندونيسيا وكندا وكازاخستان، بناءً على مقابلات مع خبراء الصناعة وتصويت الجمهور.

وعبّر كيدواي، وهو أيضاً أحد أمناء مؤسسة الزكاة الوطنية، عن إعجابه بالاستجابة الرائعة التي حظيت بها المسابقة على الرغم من أنها ما تزال في مرحلتها التجريبية مشيراً إلى أن ذلك يُظهر الشغف بالابتكار والحاجة المُلحة للتمويل داخل المجتمعات المُسلمة على مستوى العالم.

وبينما من المقرر أن يتم الإعلان عن الفائز بجائزة ’سبارك كونتينيوم‘ في 17 نوفمبر في الدوحة، بدأ كيدواي من الآن يتطلع إلى جائزة العام المقبل حيث قال: "[تعتبر جائزة هذا العام] نسخة تجريبية وهي ومحاولتنا الأولى وقد استثمرنا فيها أموالنا الخاصة. لكننا نتطلع لأن يتضمن الإصدار التالي جائزة استثمار بقيمة مليون دولار."

تعرف على المتأهلين الثمانية

فهرس المصطلحات

زكاة المال: يجِب على كل مسلم بالغ يملك ثروة تزيد عن مبلغ معين أن يدفع 2.5 بالمئة من تلك الثروة زكاة عما يملك.

الوقف: هو امتناع المسلم عن التصرف بملك له واستثماره وتحويل ريعه إلى صدقة مستدامة ومستمرة يخرجها لدعم القضايا الدينية أو التعليمية أو الخيرية.

الصدقة الجارية (أو العطاء المستمر): هي أي شكل من أشكال الإحسان المستمر الذي ينفع مستحقيه.

الشريعة الإسلامية: هي النظام القانوني للإسلام المستمد من القرآن الكريم والحديث الشريف (سنة النبي محمد ﷺ التي جسدتها أقواله وأفعاله). إنها بمثابة مدونة أخلاقية وقانونية شاملة تنظم مختلف جوانب حياة المسلم، لا سيما المسائل الدينية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية.

الإمام (هو أي شخص يؤم جماعة من المسلمين)إمام المسجد هو الشيخ الذي يؤم الناس في كل صلاة من الصلوات الخمس في المسجد، ويلقي خطبة الجمعة، ويكون قدوة للمجتمع، ويقدم الوعظ الديني للناس.

المفتي (أو العالم بدين الإسلام)هو الخبير الشرعي المسلم المخول بالحكم في الأمور الدينية.

الحلال: يشير المفهوم إلى أي شيء مباح أو مشروع في الإسلام. وفيما يتعلق بالطعام، فهو المعيار لتقييم كل ما يؤكل الذي قررته الشريعة الإسلامية.

القِبلة: هو الاتجاه الثابت نحو الكعبة (بيت الله الحرام في مكة المكرمة) وإليها يتوجه المسلمون في الصلاة.

القرآن الكريم: هو الكتاب المقدس لدين الإسلام.

الشهادتين: بنطقهما يعلن الإنسان اعتناقه للإسلام، ونص الشهادتين هو: "أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أنَّ محمداً رسول الله". وهي الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة وتعبر عن قبول المسلم الكامل للإسلام والتزامه الكامل به. وأول ما يجب أن يفعله المرء لدى اعتناق الإسلام هو نطق الشهادتين.

الحديث: ما ينسب إلى النبي محمد ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو وصف. ويعتبر المسلمون الحديث مصدراً رئيسياً للقانون الديني والتوجيه الأخلاقي.

السنّة: العادات والممارسات التي كان النبي محمد ﷺ يقوم بها، ويعتقد المسلمون أنها نموذج يتوجب عليهم اتباعه والالتزام به. وتعتبر السنّة موثقة في الحديث.

الحيض: خروج الدم من رحم المرأة في كل شهر. وحيض المرأة المسلمة هو فترة طمثها.

إمام ايه آي

المؤسس: آرثر موراتوف

مقر الشركة: أستانا، كازاخستان

المشكلة: محدودية الوصول إلى العلماء المسلمين مثل الأئمة أو المفتين.

الحل: مصدر توليدي للذكاء الاصطناعي يوفر الوصول إلى معلومات عن الإسلام، مصدرها القرآن والحديث والمواقع الانترنت الموثوقة.

 

 

إمام ايه آي (Imam AI) هو تطبيق للذكاء الاصطناعي التوليدي يؤدي مهمة إمام افتراضي لمساعدتك بشكل شخصي على هاتفك. ويلبي التطبيق احتياجات أي شخص مهتم بالتعرف على الإسلام أو التعمق في فهم الدين.

يضم التطبيق بين ميزاته العديدة أسئلة شائعة حول القرآن الكريم، وجلسات الصلاة الافتراضية بإمامة الإمام، والتذكير بأوقات الصلاة، وبوصلة للقبلة، وخاصية البحث عن المطاعم الحلال، وتخصيص الإشعارات، ووظيفة الدردشة مع إمام افتراضي.

ويستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي لتوفير معلومات من قاعدة بيانات تضم 50,000 حديث نبوي والقرآن الكريم ومواقع انترنت موثوقة بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والكازاخستانية والروسية.

وقد يواجه الناس صعوبة في الوصول إلى العلماء المسلمين مثل الأئمة أو المفتين وبالتحديد في المناطق التي لا تحتوي الكثير من المساجد. وقد أدى هذا الأمر، فضلاً عن صعوبة تحديد مصادر المعلومات الموثوقة عبر الإنترنت، إلى إطلاق تطبيق إمام ايه آي.

وعن هذه الصعوبات يقول آرثر موراتوف، مؤسس التطبيق: "لقد لاحظنا وجود فجوة وهي أن العديد من الأشخاص، المنهمكين في خضم الحياة الحديثة، يواجهون صعوبة في طلب مشورة فورية وموثوقة تخص دينهم (الإسلام) والحصول عليها"، ويضيف موراتوف أن الفكرة هي "جعل التوجيه الإسلامي متاحاً للجميع وفي أي مكان".

وقد وصل عدد مرات تنزيل التطبيق، الذي لا يزال مطروحاً في مرحلة تجريبية ومجاني الاستخدام، لأكثر من 4,400 تنزيل وتلقى تقييمات ومراجعات من المستخدمين في 20 دولة.

مع ذلك يقول موراتوف أن "استشارة الشيخ أو المفتي ليست أمراً نادر الحدوث بالنسبة للمسلمين بل تشكل وجهاً جميلاً من رحلة التعلم المستمر الذي يعيشها المسلم وهو يسعى لفهم دينه بشكل صحيح في رحلته نحو الإيمان الراسخ".

أمَّا المرحلة الثانية من تطوير التطبيق فستركِّز على ضمان موثوقية المعلومات التي يولدها الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير دليل إرشادات للمستخدمين حول الممارسات الإسلامية المعاصرة مثل الاستثمارات الحلال، ومبادئ الخدمات المصرفية الإسلامية، والسفر الحلال.

ويقول موراتوف: "نأمل أن نجعل تطبيق إمام ايه آي مصدراً أكثر تنوعاً وإثراءً للمستخدمين الذين يبحثون عن التوجيه والإرشاد في مختلف جوانب الحياة الإسلامية الحديثة".

روح كير

المؤسسون: عمر خان، هميرة جلبي

مقر الشركة: تورونتو، كندا

المشكلة: نقص الدعم النفسي للمسلمين.

الحل: منصة تقدِّم العلاج عبر الإنترنت تتماشى مع القيم الإسلامية.

تم إطلاق روح كير (Ruh Care) في عام 2021، وهو عبارة عن تطبيق للاهتمام بالصحة النفسية عبر توفير الدعم الذي يتماشى مع تعاليم الإسلام ويراعي الحساسية الثقافية للمسلمين عبر منصة علاج عبر الإنترنت.

لم يكن تركيز المجتمع العالمي على الصحة النفسية أكثر إلحاحاً مما هو عليه الآن. فالتأثير الثلاثي لجائحة كوفيد-19، والقلق إزاء الاثار المترتبة على تغير المناخ، والصراع الجيوسياسي المستمر، قد أحدث أثراً هائلاً على الناس من جميع الأعمار والخلفيات.

وتشيرُ الدراسات إلى أن المسلمين يميلون إلى طلب المساعدة في مجال الصحة النفسية بشكل أقل من غيرهم من الجماعات البشرية، ويرجع ذلك إلى الوصمة التي تحيط بالمرض النفسي داخل المجتمعات المسلمة فضلاً عن الافتقار إلى خدمات الرعاية الصحية النفسية التي تتناسب لغوياً وثقافياً مع من يعتنقون الإسلام.

أطلق عمر خان، روح كير التي تُدار بوصفها مؤسسة اجتماعية، بعد كفاحه أثناء الجائحة للعثور على جهة تقدِّم دعماً للصحة النفسية يمكنه التواصل معه على المستوى الروحي.

ويقول خان، المقيم في تورونتو، والذي كان يعمل لدى شركة آي بي إم: "هناك ارتفاع عالمي في نسبة من يحتاجون إلى الدعم في مجال الصحة النفسية في مجتمعنا، وهناك أيضاً زيادة في اللجوء لطلب الرعاية الصحية عن بُعد، وانفتاح متزايد على البحث عن رعاية صحية نفسية مهنية ... لذا فإن الوقت الراهن هو أفضل توقيت لطرح حلّنا".

وتوفر منصة روح دليلاً عالمياً لمقدمي الرعاية الصحية النفسية للمسلمين، وتؤمن كذلك الوصول إلى العلاج عن طريق الفيديو أو بالهاتف عبر الإنترنت للمسلمين سواء كانوا أزواجاً أو أطفالاً في سن الثامنة وما فوق.

وتتيح المنصة للمستخدمين خيارات عديدة من بينها البحث عن المعالج الخاص بهم من خلال دليل الملفات الشخصية الذي يحوي أكثر من 570 معالجاً مسلماً موجودين في 16 دولة، أو تعبئة نموذج يقوم بعدها بالمطابقة بين ما يحتاجونه مع مهارات الممارس المناسب في غضون 48 ساعة. وقد تلقت المنصة، التي لا تزال في مرحلة الإطلاق التجريبي، 130 طلباً من المرضى لربطهم بمعالجين مختصين بحالاتهم.

ويقول خان: "نأمل أن نتمكن حقاً من جعل الرعاية الصحية النفسية الاستثنائية متاحة لمجتمعنا المسلم والتي ترتكز أيضاً على قيمنا الإسلامية".

ترجملي

المؤسسون: عاطف جاويد، عزيز الغنيم، سارة الحاج حسن

مقر الشركة: ولاية بنسلفانيا، الولايات المتحدة

المشكلة: يواجه اللاجئون حواجز لغوية عندما يريدون استخدام الخدمات.

الحل: تقديم خدمات الترجمة التحريرية والفورية التطوعية لهم عند الطلب لمساعدتهم بما يحتاجون إليه عند الاستقرار في بلدان جديدة.

 

 

ترجملي (Tarjimly) هي منظمة غير ربحية يقع مقرها في الولايات المتحدة، وحائزة على جوائز عديدة عما قدمته لتحسين حياة اللاجئين والمهاجرين من خلال مساعدتهم على تخطي العوائق اللغوية التي يواجهونها. ويعمل تطبيق ترجملي للأجهزة المحمولة المدعوم بالذكاء الاصطناعي على ربط اللاجئين بشبكة مكونة من 55,000 مترجم تحريري وفوري متطوع لتقديم الدعم لهم بأكثر من 175 لغة.

وقد تم إطلاق منظمة ترجملي في عام 2017 استجابة للاحتياجات التي فرضتها أزمة اللاجئين السوريين وما سُمّي وقتها بقانون حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، وهو مرسوم تنفيذي يحد من دخول الأشخاص الذين ينتمون إلى عدة دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.

ووفقاً للأمم المتحدة، هناك أكثر من 35 مليون لاجئ على مستوى العالم، يواجه عدد كبير منهم صعوبات لغوية تحول دون حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها.

ويستخدم اللاجئون والمنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية التي تقدم الدعم لهم تطبيق ترجملي الذي يقوم بترجمة الوثائق وتوفير المصادر القانونية والطبية ومصادر الصحة النفسية.

ويقول عاطف جاويد، أحد مؤسسي ترجملي أن "44 بالمئة من اللاجئين لا يستطيعون التواصل في البلدان المضيفة، أو مع الأشخاص الذين يحاولون مساعدتهم، بسبب الحواجز اللغوية". ويضيف خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن "75 بالمئة من مقدمي الخدمات الاجتماعية أبلغوا عن ضعف إمكانية الوصول إلى الترجمة الفورية. وهذا يؤدي للأسف إلى الحرمان من الخدمات، والتمييز في تقديمها، ووقوع الأخطاء والارتباك، مما يؤدي إلى نتائج سلبية في نهاية المطاف".

وينبع شغف جاويد من تجربته الشخصية لأنه ينحدر بالأصل من عائلة كانت لاجئة وكانت جدته تعتمد عليه ليترجم لها بعد أن انتقلت من الهند إلى باكستان أثناء التقسيم ومن ثم انتقلت إلى المملكة المتحدة قبل أن ينتهي بها المطاف في الولايات المتحدة.

ويقول عاطف البالغ من العمر 30 عاماً: "كانت جدتي السبب الذي دفعني للتطوع في مخيمات اللاجئين في اليونان وتركيا.... وهناك، التقيت بنساء مثلها ينتمين إلى 20 دولة مختلفة، جميعهنَّ يكافحن من أجل التواصل فقط. وعندها أيقنت أن اللغة هي الأساس لكل احتياجات الإنسان."

وبتوفيرها خدمات لغوية مجانية، فإنَّ ترجملي تختصر وقت الاستجابة الإنسانية وتعزز المساواة في الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعوض النقص في المترجمين التحريريين والفوريين.

ولا تعد خدمات الترجمة الحالية عبر الإنترنت متقدمة بما يكفي لأداء هذا الدور في مساعدة اللاجئين، ولذلك تتطلع ترجملي إلى سد هذه الفجوة من خلال نشر خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين سرعة وجودة وخبرة المترجمين المتطوعين لديها.

"لقد قمنا بشكل أساسي بدمج حلين مؤثِّرين معاً: هما المجتمع والتكنولوجيا. لقد اتحنا الفرصة لثلاثة مليارات شخص ثنائي اللغة في العالم للعمل كمتطوعين لمساعدة هؤلاء اللاجئين البالغ عددهم 35 مليون شخص".

ويبلغ عدد المترجمين المتطوعين المسجلين لدى ترجملي حتى الآن 55,000 مترجم ويقترب عدد جلسات الترجمة التي قدَّمها التطبيق من تجاوز الـ 100,000 جلسة ومن المتوقع أن تصل إلى مليون جلسة بحلول عام 2025. وفي السنوات الخمس الماضية، ساعد ترجملي أكثر من 360,000 لاجئ بتوفير خدمات الترجمة لهم.

وتحصل المنظَّمة على تمويلها في الغالب من العقود مع المنظمات غير الحكومية، وحققت في عام 2023 إيرادات بقيمة 250,000 دولار. ومن بين الشركاء الآخرين للمنظمة تحالف مساعدة اللاجئين، وبلاكروك، وهيوليت باكرد إنتربرايز، وبوينغ، ومؤسسة يو بي إس الخيرية.

وقد نالت ترجملي في عام 2022 جائزة الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، كما حصل جاويد على جائزة إليفيت Elevate لعام 2023.

دين ديفيلوبرز

المؤسسون: تحسين عمر، منتصر سيد، الأمين شهيدول، إبراهيم جاويد، عمر غورا

مقر الشركة: لندن، المملكة المتحدة

المشكلة: نقص المصادر المتاحة لأصحاب المشاريع التكنولوجية المسلمين الذين يتطلعون إلى معالجة القضايا العالمية.

الحل: مجتمع وشبكة توفر لأصحاب المشاريع المسلمين المهتمين بمجال التكنولوجيا من أجل الخير إمكانية الوصول إلى المصادر والخبرات والإرشاد والتمويل.

 

 

تقوم دين ديفيلوبرز (Deen Developers) منذ إطلاقها في عام 2019 بتقديم حلول لقضايا المجتمع بشكل مباشر من خلال تشجيع المسلمين المهرة على المساهمة بعمل خيري خارج وظائفهم اليومية. وتجمع المنظمة غير ربحية المسجلة في المملكة المتحدة بين المؤسسين وخبراء التكنولوجيا والمبدعين من أجل الصالح الاجتماعي وإحداث تأثير إيجابي في العالم.

ويقول تحسين عمر، أحد مؤسسي شركة دين ديفيلوبرز: "تتمثل رؤيتنا في رعاية مجتمع من المواهب التي تتعاون فيما بينها وتسخِّر التكنولوجيا لحل مشاكل العالم الحقيقي". ويضيف عمر أن "التوقيت مناسب لأننا مسلمون من الجيل الثاني والثالث في الغرب، ونتمتع بمزايا وفرص لم تكن متاحة لآبائنا وأجدادنا عندما كانوا يؤسسون لحياتهم هنا".

وتقوم دين ديفيلوبرز، وهي منظمة غير حكومية تديرها مجموعة من المتطوعين، بتنظيم هاكاثون (وهو عبارة عن مسابقات لحل المشكلات بالتعاون مع الرواد في هذا المجال) وبناء أثونات athons (نوع من العمل المشترك يقوم به مجموعة من الملتزمين بالفعل بحل مشكلة ما).

وتدير المجموعة أيضاً برنامج فورج Forge، وهو برنامج تسريع مدته 12 أسبوعاً لمؤسسي الشركات المسلمين يقوم بتقديم المنح والإرشاد وورش العمل وفرص التواصل والوصول إلى المستثمرين، ويستضيف منصة تسمى نوتيس Notice، حيث يمكن لأعضاء المجتمع الإعلان عن القضايا التي تتطلب دعماً تقنياً ومهارات تقنية ولأصحاب المواهب التطوع بوقتهم.

ويستأنف عمر حديثه قائلاً: "إنَّ ريادة الأعمال مجال مهم بالتأكيد، والمسلمون لا يشكلون سوى 3 بالمئة من المؤسسين، لذلك نحن فخورون أيما فخر بعملنا في فورج".

وفي كل عام تختار دين ديفيلوبرز مبادرة واحدة لتكون "أهمَّ إنجاز" وتتلقى موارد تخصصها للمساعدة في طرح هذا المنتج في السوق.

في الوقت الرّاهن، تمتلك دين ديفيلوبرز أكثر من 10,000 عضو في مجتمعها، وقد استضافت 20 فعالية بالحضور الشخصي، وقدمت الدعم لـ 18 شركة ناشئة. وتحصل دين ديفيلوبرز على المنح من المؤسسات الخيرية والشركاء وتقوم الشركات برعاية بعض اجتماعاتها وفعالياتها.

نيو بيجينينجز 

المؤسسون:  بلال براون، روميلا بانديوبادياي، عمران رحيم، سارة أكرويد

مقر الشركة: مانشستر، المملكة المتحدة

المشكلة: نقص المعلومات والموارد التعليمية والمساحات المخصصة للمسلمين الجدد أو للمسلمين عامة عن دينهم.

الحل: الوصول إلى مصادر معلومات عبر الإنترنت وخدمات الرفاه الاجتماعي حصرياً للمسلمين الجدد ومن اعتنقوا الإسلام ومجتمع المسلمين الأوسع.

 

 

تقوم مبادرة نيو بيجينينجز (New Beginnings)، التي تم إطلاقها في المملكة المتحدة عام 2020، بتقديم الدعم التعليمي والاجتماعي للمسلمين الجدد وأسرهم، ومن يعتنقون الإسلام منذ مدة طويلة، والمهتمين بالتعرُّف على الإسلام واستكشافه للمرة الأولى. وتتنوع أشكال الدعم هذه من إقامة الدورات التدريبية عبر الإنترنت إلى الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي مجموعات المناقشة الشخصية وعلى شبكة الإنترنت عموماً.

ويمكن أن يشكّل اعتناق الإسلام العديد من التحديات، لا سيما عندما يعيش المرء خارج المجتمعات ذات الأغلبية المُسلمة التي قد يساء فيها فهم الأحكام والممارسات الإسلامية. وعلى الرغم من أننا نعيش في عالم يتوفر فيه كم هائل من المعلومات، إلا أن المسلمين الجدد يجدون صعوبة في الوصول إلى الموارد التعليمية الدقيقة وخدمات الدعم التي يحتاجون إليها.

وهنا تستعيد روميلا بانديوبادياي، إحدى مؤسسي منظمة نيو بيجينينجز، من ذاكرتها الصعوبات التي واجهتها لدى اعتناق الإسلام قبل 20 عاماً بالقول: "سيقدِّم لك الجميع النصيحة، وستختلف هذه النصائح كثيراً". وتضيف قائلة: "لقد وجدت صعوبة بالغة في فهم الأمور ... ولم يكن لدي مجتمع من حولي يرشدني. لقد كنت مثل سمكة صغيرة في المحيط، أحاول أن أجد طريقي".

وبما استلهمته بانديوبادياي من تجربتها الشخصية، أرادت أن تنشئ مساحة آمنة للمسلمين الجدد أو الراغبين باعتناق الإسلام ليتمكنوا من طرح الأسئلة والحصول على نصائح شخصية خاصة بهم، بدلاً من نصيحة واحدة تناسب الجميع.

بدوره، يقول بلال براون، المدير الإداري وأحد المؤسسين المشاركين للمنظمة، أنَّ الفكرة كانت إنشاء خدمة "شاملة تلبي جميع احتياجات الأشخاص المهتمين بالإسلام، أو الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام للتو". ويضيف براون المقيم في المملكة المتحدة: "نأمل أن يتم تكرار هذا النموذج في مناطق أخرى وأن يكون نموذجاً قياسياً لدعم من يعتنقون الإسلام والاهتمام بهم".

وفي العام 2022، قامت منظمة نيو بيجينينجز، والمسجلة كمؤسسة خيرية في المملكة المتحدة، بمساعدة 199 شخصاً على نطق الشهادتين، وسجلت ما يقرب من 850 فرداً في دوراتها، 20 بالمئة منهم لم يكونوا قد اعتنقوا الإسلام بعد. ويُقدِّم متطوعون خدمات الدعم مجاناً ويتم دفع تكاليفها عن طريق التبرعات والتمويل الجماعي.

قَلْبُ  

المؤسسون: ويندي داليانا، أرجون سومارلان

مقر الشركة: جاكرتا، إندونيسيا 

المشكلة: قلة الدعم النفسي للمسلمين، والوصمة المرتبطة بطلب المساعدة. 

الحل: الوصول إلى المصادر الدينية عند الحاجة لتلقي الرعاية الذاتية واليقظة الذهنية والسلام الروحي.

 

أُطلِق تطبيق قَلْبُ (Qalboo) للهاتف المحمول عام 2022 في إندونيسيا، الدولة التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، من أجل مساعدة المسلمين الذين يبحثون عن الدعم العاطفي أو النفسي أو الروحي في تعزيز رفاههم.

يمكن أن يشكل طلب الدعم بخصوص الصحة النفسية تحدياً في الثقافة الإسلامية فهذا الموضوع قد لا تتم مناقشته بأريحية وصراحة في بعض المجتمعات المسلمة. ويمكن أن تؤدي هذه الوصمة التي ترافق طلب الدعم عند من يحتاجه إلى توليد مشاعر العزلة والإحراج والإنكار في ظل حرص الناس على الحفاظ على سمعة أسرهم. نتيجة لذلك، يواجه الكثير من المسلمين معوقات تحول دون حصولهم على المساعدة التي يحتاجون إليها. وحتى بالنسبة لأولئك الذين يختارون طلب المساعدة، فإن الموارد المتاحة قد لا تتوافق دائماً مع القيم الإسلامية.

وعن ذلك تقول ويندي داليانا، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمنصة قَلْبُ، التي استلهمت إطلاق التطبيق بعد تعمقها في الإسلام، الذي ساعدها في رحلة العلاج النفسي: "96 بالمئة من المسلمين سمعوا المثل القائل: "إذا كانت صحتك النفسية ليست على ما يرام، فإنَّ إيمانك ضعيف".

وتضيف داليانا المستشارة الإدارية السابقة والبالغة من العمر 27 عاماً : "كان السبب وراء ابتكارنا لتطبيق قَلْبُ أننا وجدنا أن هناك تطبيقات للعناية بالصحة النفسية تلبي احتياجات 2.3 مليار إنسان مسيحي على مستوى العالم، مثل Hallow وGlorify، ولكن لا يوجد مثل هذا الحل لمساعدة أمة يبلغ عددها 1.8 مليار مسلم".

اشتقَّ اسم التطبيق من الكلمة العربية "قَلْب" وتم استخدامها مجازياً للتعبير عن المشاعر العميقة أو المودة أو التعلُّق بشخصٍ ما أو بشيءٍ ما.

ويجمع تطبيق قَلْبُ ما بين القيم الدينية المستمدة من القرآن الكريم والسنّة النبوية لتوجيه المسلم في حياته اليومية مع تقديم إرشاد للحفاظ على الصحة النفسية والروحية.

وتشمل ميزات التطبيق منتدى لمشاركة المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الناس وطرح الأسئلة على الخبراء؛ وفرص الحصول على الاستشارة من علماء النفس المسلمين؛ وإمكانية الوصول إلى الفعاليات والندوات عبر الإنترنت حول تحسين الصحة؛ ودردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تجيب على الأسئلة المبنية على قواعد الإسلام؛ ومسابقات إسلامية؛ وطلبات لتدوين التأملات القرآنية؛ وتمارين اليقظة الذهنية؛ ومصادر تعليمية حول الصحة النفسية؛ وموارد تثقيفية للمقبلين على الزواج؛ وإشعارات مخصصة للطقوس اليومية مثل أوقات الصلاة.

ولدى التطبيق حالياً 12,500 مستخدم، من بينهم 8,000 مستخدم نشط شهرياً.

وتقول داليانا أن "الفوز بهذه المسابقة سيمكننا من توسيع نطاق تأثيرنا والوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص ... كما ستلعب الجائزة المالية دوراً مهماً في مواصلة تطوير منصتنا وتحسينها، وتوسيع قاعدة مستخدمينا، والاستثمار في التكنولوجيا والموارد المتقدمة".

وَقْفْ اِنْجِن

المؤسسون: ريحان أحمد، سلطان كريم، عمير شكور، عمر مشتاق

مقر الشركة: سيدني، أستراليا

المشكلة: انخفاض المساهمات الوقفية بسبب نقص المعرفة بين المستثمرين الشباب.

الحل: منصة لإدارة أموال الوقف لمساعدة الأوقاف على النمو بموجب أحكام الشريعة الإسلامية.


الوقف هو مفهوم التبرعات الخيرية المستمرة بموجب الشريعة الإسلامية. وعبر التاريخ، تم توظيف الأوقاف لتمويل التعليم ودور الأيتام وتوفير الأموال للمساعدات الطارئة أثناء الأزمات أو الكوارث.

إلّا أن المساهمات الوقفية قد انخفضت في السنوات الأخيرة لأسباب معقدة وتختلف من مكانٍ لآخر، ولكن في حالات كثيرة يكون الانخفاض مدفوعاً بنقص المعرفة حول الوقف وكيفية إدارته في المجتمع الحديث، فضلاً عن التطبيق القانوني المحدود للوقف خارج نطاق الشريعة الإسلامية. نتيجة لذلك، فإن بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية التي اعتمدت تقليدياً على الأوقاف في عملها باتت تواجه صعوبات كبيرة.

وَقْفْ انجِن (Waqf Engine) التي تم إطلاقها في منتصف عام 2023 هي عبارة عن شركة ناشئة لإدارة الثروات تعمل على تسهيل التبرعات الوقفية وتمكين الجمعيات الخيرية أيضاً من الحصول على مصدر دخل مستدام من أجل تقليل اعتمادها على التبرعات.

وتتوافق هذه الخدمة مع أحكام الشريعة الإسلامية وتدمج مبادئ الوقف التقليدية مع استراتيجيات الاستثمار الحديثة لتحقيق عوائد أعلى من الصناديق المتاحة للجمهور. ويمكّن ذلك المؤسسات الخيرية والأفراد من تنمية أموال الوقف الخاصة بهم وتحقيق دخل مستدام.

ويصف ريحان أحمد، المؤسس المشارك لوَقْفْ انجِن هذه المبادرة بأنّها "منصة حاضنة للوقف تركز على توليد سيولة عالية وعوائد مرتفعة للجمعيات الخيرية من أي نمط وبأيّ حجم" مضيفاً أن المنصة "تسمح للجمعيات الخيرية بإنشاء صناديق دائمة مخصصة للقضايا التي تشعر بأنها تستحق أن يخصص لها وقف أكثر. وهذا ما نسميه صدقة جارية مضاعفة؛ وهذه الصدقة الجارية من شأنها أن تولِّد المزيد من الصدقات الجارية.

وتمكِّن وَقْفْ انجِن أي منظمة أو فرد من إنشاء صندوق وقفي بمبلغ لا يتجاوز 1,000 دولار. كما أنها تسهل الإقراض بين الأوقاف وتعمل على أتمتة التقارير الضريبية والزكاة (الفريضة عند المسلمين) بحيث تظل المؤسسة الخيرية متوافقة مع كل من اللوائح الحكومية والإسلامية.

وتعمل وَقْفْ انجِن حالياً مع ثلاث مؤسسات إسلامية لبدء استثمارها الوقفي وهي: مؤسسة خيرية للمساعدات الإنسانية، ومؤسسة اجتماعية تساعد الشباب في مجال الصحة النفسية، ومعهد للتعليم الإسلامي.

طاهرة  

المؤسس: فرزانة سالك

مقر الشركة: المملكة المتحدة

المشكلة: عدم كفاية المعلومات المتاحة للنساء المسلمات لتتبع فترة الحيض مع الالتزام بما تقتضيه هذه الفترة من أحكام شرعية.

الحل: مورد يعين النساء المسلمات على إدارة صحتهنَّ خلال فترة الحيض ومنع الحمل يتضمَّن الأحكام الشرعية الخاصة بهذه الحالات.

طاهِرة (Taahirah) هو مصدر جديد لمساعدة النساء المسلمات على العناية بصحتهن خلال فترة الحيض بما يضمن تطبيقهن للأحكام الشرعية.

أثناء الدورة الشهرية، تعتبر المرأة المسلمة أنّها ليست على طهارة، وتعرف هذه الفترة باسم "الحيض". ويتضمن القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة أحكاماً لا بد للنساء المسلمات من اتباعها أثناء الحيض وبعده. و"طاهِرة" هو اسم للفتيات مستمد من القرآن الكريم ويحمل إحالة ضمنية ويعني "طاهرة بالمعنى الجسدي" أو "طاهرة بالمعنى الروحي".

ويجب على المرأة المسلمة أن تعرف بالضبط وقت دخولها في الحيض ومتى تنتهي منه، لأنَّ ذلك يحدد متى تكون جاهزة لأداء أركان الإسلام. وتكون المرأة المسلمة ملزمة بقضاء الفروض التي تفوتها أثناء فترة الحيض خلال فترة زمنية معينة.

ولا يعد تتبع فترة الحيض وأحكامها الشرعية في الإسلام بالأمر السهل بينما لا يلقى نقاش هذا الموضوع على العلن ترحيباً اجتماعياً، مما يجعل من الصعب على النساء طلب المعلومات والدعم بكل أريحية متى أردن ذلك.

وسيشمل تطبيق طاهِرة الذي لا يزال قيد التطوير الميزات التالية: تتبع الدورة الشهرية؛ وتذكير بالفروض الدينية؛ وإعدادات قابلة للتخصيص بحسب المراحل مختلفة من حياة المرأة (منع الحمل، والحيض، وما بعد الولادة)؛ وإمكانية حصول النساء على المعارف المتعلقة بهذه الجوانب من خلال المقالات والدورات عبر الإنترنت؛ وإتاحة الفرصة لهن لطرح الأسئلة على عالمات مسلمات متخصصات.

وتقول فرزانة سالِك، مؤسسة التطبيق والحاصلة على شهادة في الحقوق من جامعة كامبريدج وتستعد حالياً لاجتياز الامتحان الخاص بممارسة مهنة المحاماة بعد حصولها على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد: "يعتبر طاهِرة أكثر من مجرد تطبيق. إنه مجتمع تنشط فيه المحادثات المفتوحة، ويتم عبره تبادل المعارف. ويبقى التمكين هو الأساس الذي ننطلق منه".

وقد قامت سالِك، البالغة من العمر 22 عاماً والمقيمة في لندن، بتسجيل طاهِرة كشركة ذات مسؤولية محدودة في المملكة المتحدة وتقوم حالياً بتمويلها بنفسها. لكنها تأمل بتحقيق إيرادات من التطبيق لتحافظ على استدامة شركتها وتتمكن في المستقبل من دعم الجمعيات الخيرية التي تهتم بالفتيات مثل ’فريدوم فور غيرلز‘ Freedom4Girlsوَ’بيريد بوفيرتي‘ PeriodPoverty.uk.

وفي حديث مع ’زمن العطاء‘ تقول سالك "إن الفوز بهذه المسابقة سيغير قواعد اللعبة، ليس فقط بالنسبة لشركة طاهرة، بل للنساء المسلمات في جميع أنحاء العالم". وتضيف أنه "في الوقت الذي تلبي فيه تطبيقات إدارة الدورة الشهرية المعروفة احتياجات 48 مليون مستخدمة، فإن تطبيق طاهرة يسد فجوة بالغة الأهمية وهي تمكين المرأة المسلمة من العناية بصحتها أثناء الدورة الشهرية بما يتماشى مع الأحكام الشرعية".