عاملات مصانع الألبسة يصبحن خريجات جامعيات

نظرة داخل الجامعة التي توفر للشابات اللامعات من الفئات الفقيرة في قارة آسيا فرصاً لحياة أفضل وأكثر إنجازاً.

كانت سابينا ياسمين الأولى بين أخواتها التي تكمل دراستها الثانوية، لكن بعد أن تزوجت أخواتها الثلاث الأكبر منها سناً انتقلت إلى ابنة الثامنة عشرة مسؤولية كسب العيش لإعالة أسرتها في بنغلاديش.

وفي عام 2016 سارت ياسمين على خطى أخواتها بالتحاقها بالعمل في مصنع للملابس في العاصمة داكا، حيث كانت تتلقى أجراً شهرياً قدره 110 دولارات لقاء 10 ساعات من العمل يومياً، ستة أيام في الأسبوع. وكان العمل في المعمل مرهق وشاق للغاية، يتطلب منها تصنيف وتخزين الملابس وتغيير الإبر في ماكينات الخياطة. وهكذا بدأ حلم ياسمين بمتابعة تحصيلها العلمي يتلاشى.

وتقول ياسمين: "لم ترغب أخواتي برؤيتي أعمل في ذلك المعمل لأنهن كن يعلمن تماماً مدى صعوبة العمل فيه. كان عملاً مرهقاً جسدياً وعقلياً. لقد عانيت كثيراً هناك، سواء بسبب ضغط العمل أو الإساءة اللفظية التي كنت أتعرض لها".

لكن بوادر الأمل بأن الأمور قد تتغير إلى الأحسن ظهرت من خلال ورشة عمل نظمتها الجامعة الآسيوية للمرأة (AUW) في المعمل، حيث علمت ياسمين بالمبادرة الأولى من نوعها التي توفر للنساء الأقل حظاً فرصة الالتحاق بالدراسة الجامعية بدون دفع رسوم.

وعن تلك الفرصة تعلق ياسمين، قائلة: "ألهمني كثيراً حديث إحدى خريجات الجامعة خلال جلسة العرض – سواء الطلاقة التي تحدثت بها باللغة الإنجليزية أو ثقتها بنفسها. وقلت في نفسي، 'يجب أن أصبح مثلها'". وتضيف: "كانت فرصة مذهلة".

image title

تم افتتاح الجامعة الآسيوية للمرأة في عام 2008 في محافظة تشيتاغونغ في بنغلاديش بهدف توفير التعليم الجامعي للشابات اللامعات. تقبل الجامعة الطالبات بناءً فقط على كفاءتهن وحماسهن، سواء كنّ قادرات على دفع الأقساط أم لا. تبحث الجامعة عن المرشحات لبرامجها من بقعة جغرافية واسعة تمتد من أرض المعمل في بنغلاديش إلى القبائل في التلال النائية في الهند وميانمار.

وتهدف الجامعة الآسيوية للمرأة إلى تنمية جيل جديد من القادة النساء القادرات على لعب دور أقوى في تشكيل مستقبل المنطقة، بغض النظر عن خلفياتهن.

بالنهاية تم قبول ياسمين في برنامج تحضيري خاص مدته سنة يدعى 'مسارات واعدة' (Pathways to Promise) يؤهل الطالبات لمتابعة الدراسات الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس.

التحقت بهذا البرنامج منذ إطلاقه في عام 2016 أكثر من 475 شابة حصلن على منح دراسية كاملة تشمل السكن والطعام، بالإضافة إلى راتب شهري يدفعه رب العمل إلى أسر الطالبات خلال فترة تحصيلهن العلمي. وقد نجحت أكثر من 90 بالمئة من المنتسبات إلى هذا البرنامج في إكماله والالتحاق ببرامج تؤدي إلى شهادة البكالوريوس.

ويقول مؤسس الجامعة الآسيوية للمرأة، كمال أحمد: "الدافع وراء عملنا هو سعينا لتحقيق العدالة والمساواة للمرأة، وأيضاً رغبتنا بالتأكيد للعالم على أنه على الرغم من انتشار المواهب بشكل متساوٍ في جميع بقاع الأرض، إلا أن الفرص غير متكافئة". ويضيف قائلاً: "عندما توفر الفرص، تجد الناس يهبّون لتلقيها، ويبهرون في الاستفادة منها ويكشفون عن إمكانياتٍ وطاقاتٍ هائلة".

image title

ما الهدف من تعليم الفتيات؟

لو قُدّر لكل فتاة في العالم أن تحصل على التعليم الجيد على مدى 12 عاماً، لازداد ما يمكن أن تكسبه النساء خلال فترة حياتهن بما يتراوح بين 15 و30 ترليون دولار. فالنساء الحاصلات على تعليم ابتدائي يحققن دخلاً أعلى بنسبة 19 بالمئة مقارنة بالنساء اللواتي لم يتعلمن أبداً، كما أن النساء الحاصلات على تعليم ثانوي يكسبن ما يقارب الضعف.

وتعد الفتيات اللواتي أكملن دراستهن الثانوية مهيئات بشكل أفضل ليصبحن نساءً ناجحاتٍ في المستقبل يتمتعن بصحة أفضل ويكونّ أسراً أصغر تضم أطفالاً أقل عرضة لخطر الأمراض والموت المبكر.


توفر الجامعة الآسيوية للمرأة مناهج أكاديمية قوية في الفنون الحرة (liberal arts) في اختصاصات تشمل علوم الاقتصاد والفلسفة وعلوم البيئة والصحة العامة. وقد تخرج من برامج البكالوريوس التي تقدمها الجامعة منذ افتتاحها قبل 12 عاماً ما يزيد عن 900 امرأة شابة من مختلف أنحاء المنطقة. ومعظم هؤلاء الخريجات قد عدن إلى بلادهن للبدء بحياتهن المهنية هناك.

وتعمل نحو 85 بالمئة من تلك الخريجات اليوم لدى جهات حكومية أو منظمات غير حكومية أو في شركات متعددة الجنسيات، تشمل البنك الدولي ومنظمة اليونيسيف وشركة أكسينشير. أما نسبة الـ 15 المتبقية فيتابعن دراساتهن العليا في جامعات راقية مثل جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة وجامعة كولومبيا في نيويورك وجامعة غوته في فرانكفورت.

واجهت الجامعة الآسيوية للمرأة في البداية مصاعب كبيرة في الحصول على الدعم والتمويل، حسبما يفيد أحمد الذي يوضح أنه لم يكن من السهل إقناع الممولين بفكرة أن الفتيات اللواتي نشأن في أماكن فقيرة قادرات على إتقان معارف أكاديمية عالية المستوى، أو أن العاملات في مصانع النسيج أو في قطف أوراق الشاي أو اللاجئات يمكنهن النجاح على المستوى الجامعي.

ويضيف: "إحدى الانتقادات التي سمعتها مراراً كانت 'لماذا تسعى لإنفاق أموال كبيرة كهذه على تعليم النساء؟ لماذا لا تكتفي فقط بإعطائهن تدريباً مهنياً؟'"

ويشرح أحمد بقوله: "عندما يتعلق الأمر بتعليم الفئات الفقيرة هناك ازدراء تجاه الاستثمار بقوة. فالمفهوم السائد هو أن المبادرات الموجهة للفقراء لا تتطلب إلا القليل من التمويل. لكن نوعية التعليم الذي نوفره من خلال الجامعة الآسيوية للمرأة يتطلب تمويلاً كبيراً لأننا نوظف كادراً من الأساتذة المتعددي الجنسيات، ونعمل كل ما بوسعنا للحفاظ على مستوً أكاديمي عالٍ. وهذا توجه لا يلقى استحسان مجتمع التنمية الدولي".

image title

لكن في نهاية المطاف تمكنت الجامعة من بناء قاعدة تمويلية قوية شملت الهبات والأوقاف والمنح الدراسية والتبرعات العينية. وقد حصلت الجامعة حتى اليوم على ما يقارب 110 مليون دولار من جهات دولية تضمنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومؤسسة إيكيا الخيرية، ومؤسسة ماك آرثر. وتعد وزارة الخارجية الأميركية من بين أكبر مزودي الجامعة بالمنح الدراسية، لا سيما للطالبات الأفغانيات.

كما يشكّل المانحون الأفراد من رواد العطاء نحو نصف القاعدة التمويلية للجامعة. ويعد المستثمر الأميركي المعروف جاك ماير من أكبر المانحين للجامعة، وهو رئيس مؤسسة الداعمين لها. وكان ماير يشغل في السابق منصب رئيس شركة هارفارد لإدارة الأعمال، التي تعمل على إدارة الأصول الوقفية وصناديق التقاعد والصناديق الاستئمانية الخيرية وصناديق المداخيل المجمعة الخاصة بجامعة هارفارد.

"يتم لجم الطموحات والتطلعات في عمر مبكر. لكننا ندفع تلك الفتيات للتفكير بأنهن قادرات على تخطي عقباتهن، وأن حياتهن لا تخلو من الفرص".

كمال أحمد، مؤسس الجامعة الآسيوية للمرأة.

يقول أحمد بأنه اختار بلده الأم، بنغلاديش، لتكون مقراً لحرم الجامعة بسبب الاستقرار السياسي النسبي الذي تتمتع به البلاد، واستعداد الحكومة للمصادقة على الجامعة كمؤسسة مستقلة تتمتع بحرية أكاديمية كاملة.

إضافة إلى ذلك، قدمت الحكومة البنغالية للجامعة أرضاً تزيد مساحتها عن 100 فدان لكي تبني عليها حرماً جامعياً حديثاً، ومن المقرر أن تبدأ أعمال الإنشاءات في عام 2021. وسترفع هذه الخطوة القدرة الاستيعابية للجامعة إلى 3,000 طالبة، فضلاً عن توسعة المناهج الجامعية لتشمل اختصاصات الهندسة والتكنولوجيا.

وتنتمي طالبات الجامعة اليوم إلى 18 جنسية، تشمل فلسطين واليمن وسوريا أفغانستان ونيبال وبوتان وكمبوديا والهند وباكستان وبنغلاديش. وفي عام 2020 ازداد إجمالي عدد الطالبات المرشحات إلى أكثر من 2,000 طالبة.

ويعلّق أحمد أنه مع ارتفاع عدد الطلبات لكل مقعد في الجامعة إلى 30 طلباً، فإن ذلك يعني أن العديد من المرشحات تفوتهن الفرصة. لكنه يؤكد على أن جميع المرشحات يستفدن بالنهاية من التجربة.

ويضيف قائلاً: "يتم لجم الطموحات والتطلعات في عمر مبكر. فمن النادر أن تسمع فتاة مراهقة تنتمي إلى طبقة اقتصادية معينة كلمات تشجيع بأنها قادرة على تحقيق شيء ما في حياتها. لكنا نشعر أن برنامج الترشيح وحده بمثابة أداة للتمكين، لأننا ندفع تلك الفتيات للتفكير بأنهن قادرات على تخطي عقباتهن، وأن حياتهن لا تخلو من الفرص".

تطلبت عملية إعداد المرشحات لبرنامج 'مسارات واعدة' أن يفكر فريق عمل الجامعة بطريقة خلاقة، خارج نطاق المألوف. فاستهدف الفريق في البداية اللاجئات الروهينغا وعاملات مصانع الألبسة، ثم انتقل إلى مناطق النزاعات، ولجأ إلى استخدام أساليب مبتكرة لإيصال رسالة الجامعة إلى المرشحات المحتملات.

في أفغانستان، على سبيل المثال، حيث ما تزال حركة طالبان تضطهد الفتيات اللواتي يحاولن الذهاب إلى المدرسة، تشاركت الجامعة مع مشغل محلي لخدمات الهواتف النقالة لكي يوفر قائمة بأسماء المشتركات النساء.

ويشرح أحمد هذه المقاربة، فيقول: "كنا نبعث رسائل قصيرة بكثافة إلى المستخدمين من النساء مفادها، 'هل تعرفين أية فتيات ذكيات يرغبن بمتابعة دراستهن في الجامعة؟'. في الحقيقة، كانت هذه الطريقة الوحيدة التي كنا قادرين من خلالها أن نوصل رسالتنا إلى المجتمعات الأكثر تأثراً بالنزاعات".

في سوريا، كانت نور زريقة تصلي في الجامع قرب مقر سكنها عندما سمعت ببرنامج 'مسارات واعدة' من خلال إعلان عن المبادرة نشرته مؤسسة 'سبارك أوف هوب' (شعلة أمل)، وهي منظمة كندية غير حكومية تسعى لتوفير التعليم للفتيات في منطقة الشرق الأوسط، ومنظمة شريكة للجامعة الآسيوية للمرأة.

كانت زريقة قد أكملت تعليمها الثانوي في قريتها الصغيرة قرب مدينة حمص، وكانت تحلم بدراسة الصيدلة في إحدى الجامعات المحلية، لكن الضغوط الاجتماعية فرضت عليها متابعة دورة في الهندسة الغذائية عوضاً عن برنامج الصيدلة.

ومع تصاعد حدة الصراع المسلح في منطقتها الذي جعل حضورها وزملائها للمحاضرات أمراً شبه مستحيل، سارعت زريقة إلى تقديم طلبها للجامعة الآسيوية للمرأة فور سماعها بها. وفي عام 2017 تم قبولها في برنامج 'مسارات واعدة'.

في البداية، عانت زريقة من ضعف إلمامها باللغة الإنجليزية، فضلاً عن صعوبة التكيف بعد انتقالها من كنف عائلتها في سوريا إلى العيش وحدها في بنغلاديش.

وتتذكر زريقة تلك المرحلة، قائلة: "واجهت العديد من التحديات خلال الستة أشهر الأولى بعد انتقالي إلى بنغلاديش. فبعد أن اختبرت العيش في ظل أزمة حرب في سوريا على مدى ستة أو سبعة أعوام، كان من الصعب عليّ أن أنتقل إلى بلد جديد وأن أشعر حقاً أنني في أمان".

وتضيف قائلة: "كنت أجفل إذا سمعت صوت باب يغلق بقوة فأختبئ تحت السرير. وإذا سمعت صوت طائرة أو مروحية أركض إلى غرفتي لأحتمي فيها. وعندما كنت أذهب خارجاً مع زميلاتي، كنت أخشى أن يخطفني سائقو عربات الريكشا – لأنهم بلحاهم الكثيفة كانوا يذكرونني بمقاتلي تنظيم داعش في سوريا".

"كانت صديقاتي من الجامعة يمسكن بيدي ويطمئننّي قائلات، 'لا تخافي. أنت لست في سوريا'. وبعد انقضاء البضعة أشهر الأولى على وجودي في بنغلاديش، تحسنت لغتي الإنجليزية كثيراً، ولم أعد أخشى من أخطائي اللغوية، كما أصبح لدي العديد من الصديقات الجديدات".

وبعد مرور ثلاث سنوات على التحاقها بالجامعة ضمن منحة دراسية من مؤسسة 'سبارك أوف هوب'، أكملت زريقة بنجاح برنامج 'مسارات واعدة' ودورة التقوية من خلال أكاديمية Access Academy، وهي الآن تتابع دراستها في السنة الأولى من برنامج بكالوريوس في الصحة العامة. وتأمل زريقة باكتساب خبرة عمل لبضعة سنوات بعد تخرجها ثم الالتحاق ببرنامج ماجستير في الصيدلة.

وعن تجربتها تقول: "لم يكن باستطاعتي أن أحقق أي شيء مما أنجزته هنا لو بقيت في بلدي".

image title

يؤكد أندرو جونز، مدير برنامج 'مسارات واعدة'، على أن الحياة ضمن بيئة مجتمع الجامعة والأنشطة المتوفرة مهمة جداً للبرنامج – الذي يتعدى كونه دورة دراسية أكاديمية.

ويقول: "تجد الطالبات أنفسهن في بيئة غنية متعددة الثقافات تنبض بالحياة، لكن غالباً ما تشعر الطالبات الجديدات بنوع من الخوف أو الارتباك في البداية". ويضيف قائلاً: "نساعدهن على بناء الثقة من خلال أسلوب التعليم الذي ننتهجه، ونركز على تنمية مهاراتهن الشخصية، متبعين بذلك ما نسميه بالنهج المتكامل في بناء الفرد وتعزيز مهاراته وشخصيته".

ويوضح جونز أنه بالإضافة إلى المواد التعليمية مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات، يشجع برنامج 'مسارات واعدة' الطالبات على المشاركة في دورات خارج المنهاج الدراسي مثل الكاراتيه، والرقص الكلاسيكي والغناء، فضلاً عن حضور عروض وأنشطة خارج الحرم الجامعي لكي يتفاعلن مع الطالبات الأقدم في الجامعة.

وبعد انتقال الطالبات من برنامج 'مسارات واعدة' بنجاح من خلال الأكاديمية إلى الدراسة في اختصاصاتهن وتقدمهن فيها، يقوم الكادر التعليمي على مساعدتهن في العثور على تدريب داخل الشركات أو وظيفة بدوام جزئي لكي يكسبن خبرات إضافية ويصبحن جاهزاتٍ لعيش حياة مستقلة.

على سبيل المثال، هناك طلب على الطالبات الروهينغا من قبل منظمة 'مترجمون بلا حدود' غير الربحية للعمل مع اللاجئين الروهينغا الهاربين من ماينمار إلى المخيمات الواقعة في منطقة بازار كوكس في بنغلاديش. أما الطالبات الأفغانيات، فالعديد منهن يعملن في الخدمة المدنية في أفغانستان أو لدى منظمات غير حكومية مثل 'براك' في بنغلاديش أو في الأمم المتحدة.

وفي بنغلاديش، توفر بعض مصانع الألبسة فرص التدريب على مستوى الإدارة المتوسطة وغيرها لطالبات الجامعة. وبحسب جونز، تفضل العديد من الخريجات العودة لمجتمعاتهن المحلية ليساعدن في تحسين ظروف الحياة والعمل هناك. وياسمين إحداهن؛ فابنة الثالثة والعشرين عاماً التي تتابع حالياً دراسة البكالوريوس في السياسة والفلسفة والاقتصاد، قد أطلقت مؤسستها الخيرية، أوفويا – أو 'الجريئة' بلغتها البنغالية. وتشمل مبادرات المؤسسة توفير فوط صحية للمجتمعات المحلية الفقيرة، وتنظيم ورش عمل حول صحة المرأة والنظافة الصحية الخاصة بالطمث.

وقامت ياسمين مؤخراً بالشراكة مع منظمات محلية أخرى بتوزيع الغذاء والماء والفوط الصحية على أكثر من 500 عائلة في محيط تشيتاغونغ خلال جائحة كوفيد-19.

وتقول ياسمين: "حلمي أن أحصل على درجة الماجستير في التنمية الاجتماعية بعد تخرجي من الجامعة الآسيوية للمرأة. بعد ذلك أريد أن أسجل مؤسستي رسمياً، وأن أطلق علامتي التجارية الخاصة بالفوط الصحية. كما أود أن أعود إلى مصانع الألبسة وأحدث التغيير الإيجابي على مستوى السياسات كي أجعل حياة الناس أفضل".

"لقد حققت المؤسسة الآن ما يشبه الثورة".

كمال أحمد، مؤسس الجامعة الآسيوية للمرأة.

سوف تكمل الدفعة الأولى من طالبات برنامج 'مسارات واعدة' دراستهن للخمس سنوات خلال العام 2020، وسيتم رصد أثر رحلتهن الأكاديمية على حياتهن المستقبلية عن كثب.

ومثلما هو الحال مع المؤسسات الأكاديمية الأخرى، كان لجائحة كوفيد-19 أثر سلبي على الجامعة الآسيوية للمرأة. فقد اضطرت غالبية الطالبات إلى العودة إلى بيوتهن ومتابعة دراستهن من خلال الإنترنت – رغم محدودية النفاذ إلى الشبكة.

وتم هذا العام قبول 35 طالبة فقط في برنامج 'مسارات واعدة' مقارنة بـ 110 طالبة العام الماضي، لكن من المتوقع انضمام 75 طالبة أخرى في يناير من العام 2021. وبما أن الطالبات لن يتمكنّ من البقاء في حرم الجامعة، فسوف يفتقدن للتواصل والتفاعل المباشر كمجتمع أكاديمي – وهو من الركائز التي تم بناء البرنامج عليها.

لكن أحمد يقول أن الجامعة تتخذ الإجراءات اللازمة لمتابعة التعلُم الافتراضي من خلال عقد الحلقات الدراسية الشبكية، وقد بدأت بإرسال المواد اللازمة للطالبات. كما تعمل على تنظيم تدريب داخلي عن بُعد مع شركات تكنولوجيا في أوروبا، فضلاً عن ربط الطالبات مع مرشدات من الخريجات.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تبقى الجامعة الآسيوية للمرأة بنظر العديد من طالباتها، فرصة نادرة لحياة أفضل. فبالنسبة للمنتسبات من أمثال زريقة وياسمين لن تكون الجائحة عقبة أمام عزيمتهن على تغيير حياتهن للأفضل وفي ذات الوقت إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهن.

أما بالنسبة لمؤسس الجامعة الآسيوية للمرأة، كمال أحمد، فالجامعة هي "مثال نبيل على العولمة" في الوقت الذي أصبح فيه هذا المفهوم معرضاً للتراجع أو الزوال.

ويقول أحمد: "نحن مؤسسة التمّ حولها أفراد من مختلف أنحاء العالم بهدف بناء شيء للصالح العام. وقد حققت الآن ما يشبه الثورة".

ويضيف قائلاً: "سواء المجتمعات المحلية أم العاملات في المصانع أم أصحاب المصانع، هم جميعاً يرون هؤلاء الشابات يتحدثن اللغة الإنجليزية بطلاقة، ويشعرون بحماسهن وتطلعاتهن وأن لديهن خطط وآمال للمستقبل– هم يدركون أنه عالم مختلف". – PA

اقرأ المزيد