مفوضية الأمم المتحدة للاجئين تخطط للتوسع عالمياً في صندوق الزكاة

الوكالة الأممية تسعى لتوسيع رقعة برامجها من خلال برنامج للعطاء الخيري من الإرث وتستكشف إنشاء وقف إسلامي.

كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن خطط لتوسيع نطاق صندوق الزكاة للاجئين التابع لها على المستوى العالمي وذلك خلال سعيها لتحقيق أفضل استفادة من العمل الخيري الإسلامي في دعم جهود الإغاثة التي تقوم بها وسد الفجوات التمويلية.

كما تسعى المفوضية لتوسيع نطاق برامجها لجمع التبرعات الإسلامية من خلال برنامج لتخصيص العطاء الخيري من الإرث وستنظر في إنشاء وقف خيري إسلامي لتوفير المزيد من الدعم للاجئين.

وفي هذا الإطار، قال خالد خليفة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دول مجلس التعاون الخليجي، وكبير مستشاري العمل الخيري الإسلامي: "عندما نتحدث عن العطاء الإسلامي، فنحن لم نستكشف إلا القليل. فأنا أؤمن بشدة أن العمل الخيري الإسلامي قادر على الاستجابة لمعظم الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. نحن نعلم تماماً أن هناك عشرات المليارات من الدولارات التي يتم دفعها في الزكاة فقط – ناهيك عن الوقف والصكوك [السندات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية]".

وكانت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قد أطلقت صندوق الزكاة للاجئين في عام 2019 كمنصة إلكترونية مصممة لتمكين المسلمين من التبرع بزكاتهم وصدقاتهم لأعمال الإغاثة. وتفرض الزكاة، هي ركن من أركان الإسلام، على المسلمين في جميع أنحاء العالم التبرع بـ 2.5 في المئة من أموالهم سنوياً لصالح الفقراء.

وقد تمكّن الصندوق، الذي يحظى بدعم كبار علماء الدين المسلمين في مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية وأماكن أخرى، من جمع 61.5 مليون دولار في عام 2020 لدعم جهود المفوضية في إغاثة اللاجئين والنازحين حول العالم.

وجاءت غالبية التبرعات من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان معظمها مقدماً من المحسنين والمؤسسات الشريكة.

وجاء أقل من خُمس تبرعات الزكاة والصدقة عبر المنصات الرقمية، التي تم استكمالها بإطلاق تطبيق للهواتف الذكية في ديسمبر الماضي. ويذكر أن التبرع الأكبر جاء من الشيخ القطري ثاني بن عبد الله بن ثاني آل ثاني، الذي قدم نحو 43 مليون دولار لتمويل جهود المفوضية في كل من اليمن ولبنان وبنغلاديش وتشاد.

من جهة أخرى، ستكثّف المفوضية تعاونها هذا العام مع أصحاب المصلحة في مجال العمل الخيري الإسلامي في آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأستراليا في محاولة لتوسيع قاعدة المانحين وتجنب أي انخفاض محتمل في التبرعات بسبب جائحة كوفيد-19.

وأوضح خليفة بالقول: "هناك خطر من أن تركّز الدول والمانحون على العطاء في الداخل [فقط]، وهذا ما نخشاه. ولذلك تتجه المنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم نحو تبني المزيد من الابتكار والاعتماد بشكل أكبر على التمويل من المصادر الخاصة".

وقال خليفة أن المفوضية تأمل في الحصول على مليار دولار من التبرعات من خلال صندوق الزكاة في السنوات المقبلة، وأضاف: "نحاول أيضاً استكشاف مبادرات أخرى تمكّن الدول من مساعدة نفسها بنفسها. فعلى سبيل المثال، نعمل حالياً مع واحدة من أكبر مؤسسات الزكاة في نيجيريا لتحسين عملية تحصيل التبرعات إلى الحد الأمثل ومساعدة المانحين النيجيريين".

وأفادت المفوضية أنها ستطلق برنامجاً لتخصيص العطاء الخيري من الإرث خلال عام 2021 وذلك لاستهداف المانحين الراغبين بالتبرع بجزء من ثروتهم وأصولهم في وصيتهم لصالح اللاجئين والنازحين. من ناحية أخرى، تجري الوكالة الأممية محادثات مع مؤسسة إنمائية لم تعلن عن اسمها لاستكشاف إمكانية إنشاء وقف نقدي أو وقف خيري إسلامي. وتنطوي هذه الفكرة على استثمار رأس المال الأولي الذي سيتم جمعه لتوليد أرباح يتم استثمارها فيما بعد في تمويل برامج المفوضية.

وفي عام 2020، استفاد 2.1 مليون لاجئ ونازح داخلياً في 13 دولة من الأموال التي تم جمعها من خلال صندوق الزكاة للاجئين والتي تم توزيعها على شكل مساعدات نقدية وعينية. وقد وصل عدد المستفيدين في اليمن، حيث بلغ الجوع مستويات قياسية بعد ست سنوات من الحرب الأهلية، إلى أكثر من 641,400 مستفيد.

وتم أيضاً تقديم مساعدات منقذة للحياة لأكثر من 580,000 شخص من لاجئي الروهينغا في بنغلاديش والهند، وهي أقلية فرّت من العنف في ميانمار، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين الذين يعيشون في كل من الأردن ولبنان ومصر.

وقدّرت المفوضية أنها ستكون بحاجة إلى 9.1 مليار دولار هذا العام لتلبية الاحتياجات المتزايدة لـ 79.5 مليون شخص حول العالم ممن أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب العنف والجوع والأزمات الاقتصادية، منها نحو 2.7 مليار دولار في الدول التي يمكن للوكالة توزيع الزكاة فيها، بما في ذلك الأردن وباكستان واليمن والهند والعراق.

واختتم خليفة حديثه قائلاً في إشارة إلى صندوق الزكاة للاجئين: "نأمل أن نتحدث في المستقبل عن مئات الملايين من الدولارات وعن مئات الشركاء، فهناك عشرات الملايين من اللاجئين الذين يحتاجون إلى المساعدة. ولذلك إذا لم نبحث عن شراكات وابتكارات جديدة، فلا أظن أننا سنتمكن من الاستجابة لاحتياجاتهم". — PA