جائزة بقيمة مليون دولار لمعلمة تمهد سبل النجاح للطلاب المهاجرين في الولايات المتحدة

كيشيا ثورب تستفيد من تجربتها مع العنصرية لتحسين أنظمة الدعم لصالح الطلاب المهاجرين وأسرهم.

فازت معلمة لغة إنجليزية تعيش في الولايات المتحدة بجائزة عالمية في مجال التدريس بقيمة مليون دولار تقديراً لجهودها في مساعدة الطلاب المهاجرين ذوي الدخل المنخفض في الحصول على التعليم الجامعي.

فقد وقع الاختيار على كيشيا ثورب، المعلمة في مدرسة "لانجلي بارك الثانوية الدولية" في ماريلاند، من بين أكثر من 8,000 مرشح ينحدرون من 121 دولة للفوز بـ "جائزة المعلم العالمية" لعام 2021، التي تُعد أكبر جائزة من نوعها على مستوى العالم.

ولدى تلقيها خبر فوزها بالجائزة، قالت ثورب: "كفتاة صغيرة مرت بالظروف التي عشتها، لم يخطر ببالي أبداً أن شيئاً كهذا قد يحدث لي ... الكلام لا يسعفني، أشعر بسعادة غامرة. أشعر بالدهشة حقاً".

والجدير بالذكر أن ثورب، التي ولدت في جامايكا، تخلصت من ربقة الفقر بفضل منحة دراسية لتفوقها الرياضي أوصلتها إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من معاناتها من العنصرية والتمييز هناك كطالبة مهاجرة سوداء، إلا أنها تمكنت من التخرج بتفوق.

غير أن الذهول أصاب ثورب لقلة تمثيل الطلاب غير البيض في نظام المدارس الحكومية وافتقار مدارسهم للموارد الكافية، فقررت أن تصبح مدرسة وتعمل كمرشدة للطلاب ذوي الدخل المنخفض لمساعدتهم على الالتحاق بالكليات والجامعات.

أعادت ثورب تصميم منهاج الصف الثاني عشر في مدرستها في ماريلاند لتجعله يناسب ثقافة طلابها، وهم مزيج من الجيل الأول من المهاجرين واللاجئين الذين يدرسون الإنجليزية كلغة ثانية، ما أدّى إلى تحسن كبير في مهاراتهم في القراءة ودرجات اختباراتهم.

وعلاوة على التدريس والخدمة مع العديد من النقابات التعليمية وحركات الدعوة والمناصرة، تدير ثورب أيضاً منظمة غير ربحية تقدم للطلاب الرياضيين المعرّضين للخطر إمكانية الحصول على منح دراسية جامعية. فضلاً عن ذلك، أسست ثورب مؤسستان خيريتان هما ’هوب بيوند دستنس‘ Hope Beyond Distance Foundation و’فود فور تشينج‘ Food4Change اللتين تقدمان الدعم الاجتماعي للطلاب المهاجرين وأسرهم.

تجدر الإشارة هنا إلى أن جائزة المعلم العالمية قد أُطلقت في عام 2015 من قبل ’مؤسسة فاركي‘ Varkey Foundation، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، وهي منظمة تعليمية غير ربحية تديرها الأسرة التي تمتلك مجموعة مدارس جيمس. وتهدف الجائزة إلى مكافأة "معلم استثنائي قدم مساهمة بارزة لمهنته".

ومن بين الفائزين السابقين مدرس العلوم بيتر تابيتشي من كينيا، وأندريا زافيراكو، معلمة الفنون والمنسوجات من المملكة المتحدة، ومعلم القرية الهندي رانجيتسين ديسال.

"إذا دّعمنا مدرسينا وطلابنا، فعندئذ يمكنهم معاً إعادة تشكيل المستقبل بقدر أعظم من المساواة والسلام والعدالة".

ستيفانيا غيانيني، مساعدة المديرة العامة لشؤون التعليم في اليونسكو.

ونظراً للقيود المفروضة جرّاء جائحة كوفيد-19، لم يُنظم الحفل السنوي المعتاد هذا العام في دبي، حيث مقر عائلة فاركي، ولذلك تم تقديم الجائزة افتراضياً من باريس.

وفي رسالة مُسجلة عرضت في الحفل، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون: "إن قصة ثورب الملهمة تُذكّرنا بالأهمية الحاسمة للمعلمين والتعليم، لاسيّما في هذه الأوقات الصعبة ... دعونا نناضل من أجل التعليم ومن أجل مستقبل كل طفل".

وفي معرض اعترافها أيضاً بالإرباك غير المسبوق الذي شهده قطاع التعليم في العالم بسبب الجائحة، قالت ستيفانيا غيانيني، مساعدة المديرة العامة لشؤون التعليم في اليونسكو: "لقد منحنا كوفيد-19 فرصة للتوقف والتأمل. لقد تعلمنا أشياء كثيرة. لقد تعلمنا من هم الأشخاص وما هي الأمور الأكثر أهمية بالنسبة لنا. وربما يوجد الآن فرصة صغيرة للجيل المقبل لصنع عالم أفضل". 

وأضافت غيانيني قائلة: "إذا دّعمنا مدرسينا وطلابنا، فعندئذ يمكنهم معاً إعادة تشكيل المستقبل بقدر أعظم من المساواة والسلام والعدالة، وسنتمكن تدريجياً، وسط غيوم العاصفة، من أن نبصر الأمل من جديد".

وبالتوازي مع جائزة المعلم العالمية، شهد هذا العام إطلاق جائزة شيج العالمية للطلاب‘ Chegg.org Global Student Prize، التي مُنحت للطالب السيراليوني، جيرمايا ثورونكا، لاختراعه جهازاً يستخدم الطاقة الحركية الصادرة من حركة المرور والمشاة لتوليد الطاقة النظيفة. 

نشأ ثورونكا، الذي ولد في خضم الصراع المستعر في بلاده، في حي فقير في ضواحي فريتاون العاصمة حيث أجبرت الأسر على حرق الفحم والخشب لتوفير الحرارة والإنارة. ونظراً لقلقه إزاء الأثر البيئي المترتب على هذا العمل، ناهيك عن تأثير هذه الإضاءة الضعيفة على قدرة الشباب على الدراسة، شرع في إيجاد حل بديل.

في سن السابعة عشرة، وبينما كان يدرس في جامعة القيادة الأفريقية في رواندا، أطلق ثورونكا شركة ناشئة لالتقاط الاهتزازات الصادرة من المركبات وأقدام المشاة، وتحويلها إلى تيارات كهربائية. وعلى الرغم من أن الشركة تستخدم جهازين فقط، إلا أنها توفر حالياً الطاقة الكهربائية المجانية لقرابة 150 أسرة، بالإضافة إلى 15 مدرسة يرتادها نحو 9,000 طالب.

في هذا الصدد، يقول ثورونكا أنه يعتزم استخدام جائزته المالية التي تبلغ 100,000 دولار لتوسيع نطاق شركته، ’أوبتيم إنرجي‘ Optim Energy من أجل الوصول إلى 100,000 شخص بحلول عام 2030.

وختاماً، قال الممثل الهوليوودي هيو جاكمان، الذي قدم الجائزة إلى ثورونكا: "يكافح الطلاب في كل مكان من أجل مستقبلهم. إنهم جزء من جيل يقف على خط المواجهة مع أضخم التحديات التي تجابه عصرنا، من تغيّر المناخ إلى عدم المساواة على الصعيد العالمي. لذا، يجب أن نستمع إلى أصواتهم وأن نسلّط الضوء على قصصهم".-PA

 

 

اقرأ المزيد