سجل إنساني حافل لرئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة

قاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان العديد من برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية داخل دولة الإمارات وخارجها، ما جعل بلاده تحتل مكانة بارزة كجهة مانحة رائدة على الصعيد العالمي.

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الحداد الرسمي وتنكيس الأعلام لمدة 40 يوماً لوفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في 13 مايو عن عمر يناهز الـ 73 عاماً. وعلى الرغم من رحيل الشيخ خليفة إلا أن إرثه الإنساني سيستمر لأجيال عدة في جميع أنحاء العالم.

ولد الشيخ خليفة عام 1948 في مدينة العين وتلقى تدريبه في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وفي عام 2004 أصبح ثاني رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة خلفاً لوالده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الأول للبلاد.

وخلال فترة حكمه، قاد الشيخ خليفة الإمارات لتضطلع بدور عالمي رائد في مجالات التجارة والسياحة والتمويل والطاقة، كما استقطبت البلاد في عهده مؤسسات أكاديمية وثقافية بارزة مثل جامعة نيويورك ومتحف اللوفر لإنشاء فروع لها في أبوظبي.

علاوة على ذلك، وضع الشيخ خليفة الركائز الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة كي تصبح جهة فاعلة رائدة على الصعيد الإنساني والتنموي، حيث قدمت مساعدات دولية بقيمة 206 مليار درهم (56 مليار دولار) لأكثر من 130 دولة بين عامي 2010 و2021، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي.

وخلال هذه الفترة، صنفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية دولة الإمارات كأكبر جهة مانحة للمساعدة الإنمائية الخارجية في العالم في خمس مناسبات مختلفة.

وقال حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة أن الشيخ خليفة "كان أباً وقائداً ومحباً، يده ممدودة دائماً للعطاء والخير والإحسان" مضيفاً أنه اهتم بتمكين المستضعفين والفقراء دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون.

بدوره، وصف الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الزعيم الراحل بأنه "نموذج يحتذى به في الأخلاق والكرم والعطاء".

image title
ازدهرت دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة الشيخ خليفة لتصبح إحدى الجهات المانحة الرائدة في مجال العمل الإنساني في العالم. الصورة: كريم صاحب.

وبالإضافة إلى إرسال المساعدات الغذائية الطارئة وغيرها من أشكال المعونة إلى الدول التي ترزح تحت وطأة الحروب، وتلك التي تعاني من تبعات الكوارث الطبيعية ومؤخراً الآثار المترتبة على جائحة كوفيد-19، كانت الإمارات أيضاً في طليعة الدول التي قدمت التمويل لحملة الميل الأخير لمكافحة شلل الأطفال.

كما ساهمت الدولة بشكل كبير في الجهود المبذولة لتقديم اللقاحات في باكستان من خلال حملة الإمارات ضد شلل الأطفال التي أطلقها الشيخ خليفة في عام 2014 وأشرف عليها المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان.

فضلاً عن ذلك، أنشأ الرئيس الراحل هيئتين خيريتين تابعتين له، استكمالاً لمسيرة والده في العطاء الذي أنشأ خلال فترة حكمه مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وخصص لها وقفاً بلغ مليار دولار ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها، وأقام شراكات مع منظمات عالمية لا تزال قائمة إلى يومنا هذ مثل الشراكة مع مركز كارتر.

ويدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع رواد الأعمال المحليين والشركات الصغيرة والمتوسطة وركّز لدى تأسيسه على الإماراتيين من الفئات المهمشة، لاسيما النساء ونزلاء المراكز الإصلاحية ومدمني المخدرات. كما سعى للحفاظ على التراث الثقافي للبلاد من خلال تشجيع الحرف اليدوية التي تقوم بها النساء وقدّم دعم للمواطنين من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة من أجل العثور على وظائف وتأمين الدخل.

في أثناء ذلك، قدمت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية الدعم لمشاريع ومجتمعات في 90 دولة حول العالم من خلال مبادرات مختلفة من بينها تقديم المساعدات الغذائية للقرن الأفريقي وتنظيم حملات رمضانية في غزة وحفلات زفاف جماعية في البحرين وبناء مستشفى للأطفال في تركمانستان وتقديم الإغاثة من الفيضانات في كل من الهند وباكستان.

كما أعلن الشيخ خليفة عام 2017 عاماً للخير، وشجع المواطنين والوافدين والشركات على التبرع للأعمال الخيرية والتطوع بوقتهم ومهاراتهم لعمل الخير تكريماً لإرث والده الخيري وترجمة فعلية لثقافة العطاء في البلاد.

وقال الشيخ خليفة في هذه المناسبة: "عندما يفاخر الناس بإنجازات نحن نفاخر بأننا أبناء زايد الخير وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نحن نتحدث عن تاريخ من الخير بدأ مع قيام دولتنا".

وقد تم انتخاب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي سابقاً، رئيساً لدولة الإمارات خلفاً لأخيه الراحل.-PA