مزاد فني يقدم دعماً كبيراً لحملة 100 مليون وجبة

أكثر من 37 مليون دولار تم جمعها في أقل من أسبوعين بفضل سخاء المتبرعين لدعم مبادرة تهدف إلى تقديم مساعدات غذائية في 30 دولة خلال شهر رمضان المبارك.

جمع مزاد خيري عقد مؤخراً في دبي ما يقرب من 10 ملايين دولار في غضون ساعات قليلة من أجل دعم حملة 100 مليون وجبة الإماراتية، الحملة الأولى والأكبر من نوعها على مستوى العالم العربي لتوفير المساعدات الغذائية في 30 دولة خلال شهر رمضان المبارك.

وقد شهد المزاد التبرع بمئات الآلاف من الدولارات مقابل قطع فنية لفنانين عالميين مشهورين مثل هنري ماتيس وبابلو بيكاسو وسلفادور دالي. غير أن السعر الأعلى كان من نصيب لوحة الفنان ساشا جفري المقيم في دولة الإمارات التي بيعت بمبلغ 4.2 مليون دولار.

كما حققت الملابس التي ارتداها جفري خلال رسم لوحته العملاقة "رحلة الإنسانية" المسجلة في موسوعة غينيس للأرقام القياسية وبيعت مؤخراً بمبلغ 62 مليون دولار وعاد ريعها لصالح منظمة دبي العطاء غير الحكومية المختصة بالتعليم، 450,000 دولار إضافية.

وقام مزايد لم يتم الإعلان عن اسمه بشراء قطعة مطرزة بخيوط من الفضة والذهب من الكسوة، وهو القماش المستخدم في تغطية الكعبة المشرفة في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وهي من مقتنيات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمبلغ 2.7 مليون دولار.

وسيتم التبرع بحصيلة المزاد لحملة 100 مليون وجبة التي تم إطلاقها في بداية شهر رمضان من قبل مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والتي تهدف إلى جمع 27 مليون دولار (100 مليون درهم إماراتي) لدفع تكلفة ما يعادل 100 مليون وجبة في 20 دولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الشهر الفضيل.

وتعد هذه الحملة امتداداً لمبادرة 10 ملايين وجبة التي تم إطلاقها في رمضان الماضي لدعم الأشخاص الذين فقدوا دخلهم بسبب جائحة كوفيد-19 في دولة الإمارات العربية المتحدة ولم يتمكنوا من المشاركة في موائد الإفطار الجماعي المجانية بسبب القيود المفروضة على التجمعات في ظل الجائحة.

وتم جمع أكثر من 21.2 مليون دولار خلال الأسبوع الأول من نداء هذا العام، ما دفع المنظمين إلى الإعلان عن توسيع الحملة إلى 10 دول أخرى تشمل كازاخستان وأفغانستان ونيبال والبرازيل.

وقد وصلت الحملة هدفها البالغ 27 مليون دولار في غضون 10 أيام فقط وذلك بفضل التبرعات المقدمة من أكثر من 185,000 جهة من الأفراد والشركات. وبالإضافة إلى الأموال التي تم التبرع بها خلال المزاد الخيري، تجاوز المبلغ الإجمالي الذي تم جمعه حتى وقت كتابة هذا التقرير 37 مليون دولار.

كانت هدى قطان، وهي إحدى الشخصيات المؤثرة في مجال التجميل والمقيمة في دبي، من بين المتبرعين البارزين، حيث قدمت تبرعاً بقيمة 272,000 دولار.

وقالت المليونيرة لمتابعيها في مقطع فيديو نُشر على موقع التواصل الاجتماعي: "من الصعب أن نصدق أننا في عالم اليوم - في عام 2021 - ما زلنا نشهد مستويات متفاقمة من الجوع وسوء التغذية وأن هناك طفلاً يموت كل 10 ثوانٍ بسبب الجوع".

كما قام عدد من نجوم هوليوود ومشاهير الرياضية العالميين - بما في ذلك ويل سميث وكريستيانو رونالدو وإيفا لانغوريا وروجر فيدرير وبوريس بيكر وأمير خان – بدعم جهود الحملة إما بالتبرع بالأموال أو التوقيع على المعروضات التي قدمها المزاد.

وحظيت الحملة أيضاً بتبرعات سخية من الشركات الإماراتية. وتضمنت الجهات الرئيسية التي قدمت تبرعات هيئة كهرباء ومياه دبي (5.4 مليون دولار)؛ ومجموعة الرستماني (2.7 مليون دولار)؛ ومصرف الإمارات الإسلامي وهيئة الطرق والمواصلات بدبي ومجموعة سنكري للاستثمار (التي قدمت ما مجموعه 1.3 مليون دولار).

حملة 100 مليون وجبة: التبرعات الرئيسية

رواد العطاء والجمعيات الخيرية والشركات التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها الذين قدموا تبرعات سخية لهذه الحملة:

  • هيئة كهرباء ومياه دبي: 5.4 مليون دولار
  • مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية: 5.4 مليون دولار
  • جمعية دار البر: 5.4 مليون دولار
  • مجموعة الرستماني: 2.7 مليون دولار
  • هيئة الطرق والمواصلات بدبي: 1.3 مليون دولار
  • مصرف الإمارات الإسلامي: 1.3 مليون دولار
  • مجموعة سنكري للاستثمار: 1.3 مليون دولار
  • سوق دبي الحرة: 816.775 دولار
  • يوسف علي ام. ايه.، رئيس مجلس ادارة مجموعة اللولو: 272,000 دولار
  • مجموعة محمد وعبيد الملا: 272,000 دولار
  • مؤسسة حسين سجواني – داماك الخيرية: 272,000 دولار
  • الأنصاري للصرافة: 272,000 دولار
  • بنك أبو ظبي الإسلامي 272,000 دولار
  • مبادرة فزعة، صندوق الضمان الاجتماعي لموظفي وزارة الداخلية: 272,000دولار
  • هدى قطان: 272,000 دولار
  • عبد الرحيم محمد بالغزوز الزرعوني: 272,000 دولار
  • شمشير فاياليل، رئيس مجلس إدارة مجموعة “في بي إس” للرعاية الصحية: 272,000 دولار
  • وليد الزعبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة تايجر: 272,000 دولار

بفضل المساهمات الإضافية التي قدمها المزاد الذي سيستمر في قبول المزايدات عبر الإنترنت على بعض القطع الفنية حتى نهاية أبريل، قد يصل المبلغ الإجمالي الذي سيتم جمعه إلى ضعف مبلغ الـ27 مليون دولار (100 مليون درهم إماراتي) المستهدف.

من جهته، قال محمد سهيل المهيري، المدير التنفيذي لجمعية دار البر، وهي جمعية غير ربحية تدعمها الحكومة تبرعت أيضاً بمبلغ 5.4 مليون دولار للحملة، أن المبادرة "تجسد التزام دولة الإمارات بقيمها الأساسية في العطاء" موضحاً أن قيادة الدولة قد "مهدت الطريق للاضطلاع بالعمل الخيري الفعّال والمستدام".

وتشرف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية والإنسانية، التي قامت نفسها بالتبرع بمبلغ 5.4 مليون دولار، على توزيع المواد الغذائية، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وشبكة بنوك الطعام الاقليمية، ومنظمات أخرى في المنطقة.

وستحصل الأسر في بعض الدول على طرود غذائية تحتوي على مواد أساسية مثل الأرز والزيت والفاصوليا والدقيق، فضلاً عن الأدوات الصحية للوقاية من كوفيد-19، بما في ذلك الكمامات والصابون. أما في الدول الأخرى، سيحصل الأشخاص الذين تستهدفهم الحملة على المال أو القسائم لشراء أغذيتهم بأنفسهم.

وتم تخصيص مبلغ 5 ملايين دولار لبرنامج الأغذية العالمي، بصفته أحد الشركاء المنفذين للحملة، من أجل توفير الدعم لـ 200,000  شخص في كل من الأردن وبنغلاديش وفلسطين.

وفي هذا الإطار، أفاد عبدالمجيد يحيي، ممثل برنامج الأغذية العالمي لدى دول مجلس التعاون الخليجي لـ ’زمن العطاء‘: "تأتي هذه الحملة بالفعل في الوقت المناسب"، واصفاً التمويل الذي تم الحصول عليه بأنه بمثابة "شريان حياة"، حيث قال: "لقد كنا نواجه صعوبات، لاسيما في الأردن، وكنا سنتوقف عن تقديم الحصص الغذائية بسبب انقطاع خطوط الإمداد [بالغذاء]، وهو ما كان سيشكل كارثة حقيقية خلال شهر رمضان".

وأضاف أن مبلغ الخمسة ملايين دولار سيغطي تكلفة القسائم الغذائية التي سيتم توزيعها على اللاجئين السوريين داخل المخيمات في الأردن لتأمين احتياجاتهم لشهر واحد، فضلاً عن القسائم التي سيتم تقديمها للاجئين الروهينغا في بنغلاديش والفلسطينيين الفقراء في الضفة الغربية التي ستكفيهم لشهرين كاملين.

"لا يعتبر ذلك تمويلاً إضافياً فقط بل إنه تمويل بالغ الأهمية".

معز الشهدى، الرئيس التنفيذي لشبكة بنوك الطعام الإقليمية.

كما رحّب بمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة رائد العطاء المصري معز الشهدى، المؤسس المشارك لبنك الطعام المصري ومؤسس شبكة بنوك الطعام الإقليمية، التي ستحصل على 12 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية في 13 دولة.

وعن ذلك قال الشهدي: "لا يعتبر ذلك تمويلاً إضافياً فقط بل إنه تمويل بالغ الأهمية". وأضاف قائلاً: "على الرغم من أهمية الحصول على هذا الدعم خلال شهر رمضان، إلا أننا نرغب في أن يستمر بعد انتهاء الشهر الفضيل. كما يحدوني الأمل بأن نتمكن من التوسع لتقديم المساعدات في عدد أكبر من الدول كذلك".

وأضاف الشهدى أن شبكة بنوك الطعام الإقليمية التي يقع مقرها في دبي وامتدت منذ انطلاقها عام 2013 إلى 30 دولة، قد وقعت اتفاقية لمدة عام واحد مع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. وأضاف أن هذا الدعم سيتجاوز مجرد تقديم المساعدات الغذائية ليشمل بناء القدرات والتدريب والتثقيف، بالإضافة إلى العمل على محاور مكافحة الجوع الأخرى التي تركز عليها الشبكة كالعمل التطوعي، والشراكة مع المنظمات غير الحكومية، والاستثمار المستدام، والحد من هدر الطعام.

واختتم الشهدى حديثه بالقول: "علينا تقديم الطعام للناس في رمضان ... لكن بعد انقضاء الشهر الفضيل، لا بد أن نساعدهم في الحصول على فرص لتأمين دخلهم والتمكن من بناء حياة أفضل لهم ولأسرهم". - PA