إعادة صياغة الإهمال

سبعة مصورين أفارقة يلقون الضوء على الواقع القاسي والتأثير غير المتكافئ لأمراض المناطق المدارية المهملة.

أمراض المناطق المدارية المهملة بالأرقام

1.7 مليار شخص حول العالم متأثر بأمراض المناطق المدارية المهملة.

80% من العبء العالمي لهذه الأمراض يتحمله 16 دولة فقط – معظمها في أفريقيا.

47 دولة تمكنت من القضاء على مرض واحد على الأقل من أمراض المناطق المدارية المهملة.

الثلاثة بلدان الأكثر تضرراً من أمراض المناطق المدارية المهملة هي نيجيريا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

على خلفية باللون الأحمر القاني، يصور العمل الفني ’النظرة العمياء‘ The Blind Gaze (2021) للفنانة والمصورة عايدة مولونى نساءً أفريقيات يرتدين ملابس تقليدية باللونين الأبيض والأزرق ووجوههن مطلية باللون الأبيض. ويتعمق هذا المزيج المفعم بالحيوية بالعواقب المتعددة الأبعاد لما يسمى بأمراض المناطق المدارية المهملة في أفريقيا في فترة ما بعد الاستعمار، لا سيما التأثير العاطفي والنفسي والاقتصادي لهذه الأمراض على المجتمعات فيما يتعلق بالمساواة الجنسانية وحقوق الإنسان وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية.

وبالنسبة للبعض، يسلط ’النظرة العمياء‘ الضوء على التغطية الإعلامية المتباينة لقضايا الشمال العالمي والجنوب العالمي، مؤكداً على الإهمال المؤسف لدول جنوب الكرة الأرضية.

ويركّز هذا العمل الفني، الذي يعد جزءاً مهماً من معرض متنقل من تنسيق مولونى، على مدى انتشار أمراض المناطق المدارية المهملة. وتشمل هذه الأمراض نحو 20 حالة مرضية، مثل داء كلابية الذنب (العمى النهري) وداء الفيلاريات اللمفاوية وداء دودة غينيا، التي تصيب أكثر من 1.7 مليار شخص من أفقر سكان العالم وتتسبب بمعاناة كبيرة للمجتمعات من أفريقيا وحتى الأميركيتين.

وتؤدي أمراض المناطق المدارية المهملة إلى العمى والإعاقة والتشوه، مما يبقي الأطفال خارج مقاعد الدراسة والبالغين عاطلين عن العمل ويوقع الأسر في براثن الفقر. وعلى الرغم من التأثير المدمر لهذه الأمراض، إلا أنه يمكن الوقاية من معظمها أو علاجها.

وتتحدث الفنانة الإثيوبية عن اهتمام مجموعتها التي تحمل اسم ’الصدى القرمزي‘ The Crimson Echo بالجوانب الإنسانية للإصابة بهذه الأمراض فتقول: "لا يفكر الكثير من الناس في البُعد الإنساني للأمراض، لا سيما في سياق أفريقيا. لكنني حاولت في مجموعتي أن أتخيل كيف يشعر الناس حقاً لا سيما خوفهم من مرض معين، أو ردود أفعال المجتمع أو العناصر الثقافية".

ولذلك تؤكد مولونى على ضرورة القضاء على أمراض المناطق المدارية المهملة، وتتمنى أن يتمتع سكان أفريقيا بمستوى أعلى من الصحة في المستقبل: "يشكل هذا [المعرض] فرصة بالنسبة لي لتصوير التحديات بطريقة مختلفة. [فأمراض المناطق المدارية المهملة] هي فعلاً مشكلة لا بد من القضاء عليها. وعندما نتصور مستقبل أفريقيا، لا بد أن يتمتع سكانها بصحة جيدة لأن الأمراض سوف تؤثر بشكل كبير على مستقبل القارة".

"لا يفكر الكثير من الناس في البُعد الإنساني للأمراض، لا سيما في سياق أفريقيا."

الفنانة عايدة مولونى، ’إعادة صياغة الإهمال‘.

وقد قام صندوق إنهاء الأمراض المهملة The END Fund، وهو مبادرة خيرية ملتزمة بالقضاء على خمسة من أكثر أمراض المناطق المدارية انتشاراً، بتكليف سلسلة من الأعمال الفنية اطلق عليها اسم ’إعادة صياغة الإهمال‘ Reframing Neglect، وتم إطلاقها في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك خلال اليوم العالمي لأمراض المناطق المدارية المهملة في يناير 2023.

وخلال حفل الإطلاق، أكدت إلين أغلر، الرئيس التنفيذي للصندوق أنه "على الرغم من وجود العديد من التحديات في عالمنا التي لا نملك الأدوات اللازمة للتصدي لها، إلا أن أمراض المناطق المدارية المهملة هي مثال على تحديات نمتلك الأدوات والاستراتيجيات اللازمة للقضاء عليها. نحن ببساطة بحاجة إلى المثابرة في جهود التعبئة".

وقد تلقى المعرض، الذي يُقام حالياً في لندن ومن المقرر أن ينتقل إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في عام 2024، الدعم من صندوق بلوغ الميل الأخير Reaching the Last Mile، وهي مجموعة من المبادرات الصحية العالمية التي تركز على القضاء على الأمراض.

ويحظى صندوق بلوغ الميل الأخير بدعم شخصي من الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي خصص أكثر من 470 مليون دولار أمريكي خلال العقد الماضي لتحسين النتائج الصحية في جميع أنحاء العالم.

ومنذ تأسيسه في عام 2012، قام صندوق إنهاء الأمراض المهملة، بالتعاون مع شركائه، بتوزيع أكثر من مليار علاج في 31 دولة، وأجرى أكثر من 43,000 عملية جراحية للوقاية من العمى والإعاقة، وقام بتدريب ما يقرب من 3.5 مليون عامل صحي على درء أمراض المناطق المدارية المهملة وعلاجها.

ويعرض ’إعادة صياغة الإهمال‘ صوراً فوتوغرافية للعديد من الفنانين من بينهم مسيريت أرغاو (ولدت في إثيوبيا، 1989)، ومصطفى سعيد (ولد في الصومال، 1986)، وسارة واسيوا (ولدت في أوغندا، 1980)، جون كالابو (ولد في مالي، 1983)، أومورجاي أوساكبولور (ولد في نيجيريا، 1990)، وعلاء خير (ولد في السودان، 1985).-PA

استوديو الأثر: بودكاست

استمع إلى إيلين أغلر، الرئيس التنفيذي لصندوق إنهاء الأمراض المهملة، وهي تتحدث عن التقدم في مكافحة الأمراض المدارية المهملة وإنهاء الاستعمار في مجال الصحة العالمية في حلقة خاصة من ’استوديو الأثر‘، وهو بودكاست من إنتاج ’زمن العطاء‘ وتقديم ميساء جلبوط.