إعلان أسماء الفائزين بجائزة إماراتية قدرها مليون دولار في مجال الصحة

أطباء من غانا واليمن وباكستان والفلبين يحصلون على تمويل لتطبيق نهج مجتمعية مبتكرة من أجل القضاء على الأمراض المعدية.

حصل خمسة أطباء يعملون في خطوط الأمامية للقضاء على الأمراض على نحو 200,000 دولار لكل منهم من المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد) في أبوظبي لدعم مشاريع جديدة تهدف إلى القضاء على آخر بقايا شلل الأطفال والملاريا والعمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في مجتمعاتهم.

وقد تم اختيار الحاصلين على النسخة الأولى من جوائز فالكون للقضاء على الأمراض - التي تم إطلاقها في أبريل الماضي وكُشف النقاب عنها في إكسبو 2020 دبي - من بين 220 طلباً من أكثر من 40 دولة.

وتضمنت المشروعات التي تقدم بها الفائزون ما يلي: إجراء اختبارات سريعة للكشف عن شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان؛ ورسم خرائط لمناطق انتقال مرض العمى النهري في غانا؛ وتحفيز قادة المجتمعات المحلية على تشجيع تلقي اللقاحات ضد شلل الأطفال؛ والمراقبة الموسّعة والمشتركة للملاريا وداء الفيلاريات اللمفي في الفلبين.

في هذا الإطار، قال سايمون بلاند، الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد): "علينا أن ندرك الأهمية الكبيرة للابتكار إذا أردنا القضاء على أمراض الفقر القديمة. إن جودة طلبات المشاركة في المسابقة، التي تلقيناها من الأفراد والمنظمات الموجودة في البلدان الموبوءة بالأمراض، شهادة على العزيمة على جعل هذه الأمراض درباً من دروب الماضي، وكل ما نحتاجه هو بذل الجهد من أجل تحقيق ذلك".

الفائزون بجوائز فالكون للقضاء على الأمراض لعام 2021

الدكتور جاي داس - رئيس قسم الصحة العامة وعلم الأوبئة في جامعة الآغا خان، باكستان.

الدكتور محمد سلمان - رئيس قسم مختبرات الصحة العامة في المعهد الوطني للصحة في باكستان.

الدكتور عبد الصمد القباطي - المدير الفني للبرنامج الوطني للقضاء على الجذام في اليمن.

والدكتورة في إسبيرانزا إسبينو - طبيبة اختصاصية في معهد بحوث الطب الاستوائي في وزارة الصحة في الفلبين.

البروفيسور دانيال أدجي بواكي - كبير المستشارين التقنيين لدى صندوق إنهاء الأمراض المهملة ومقره معهد نوجوتشي التذكاري للبحوث الطبية في غانا.

في باكستان، سيستخدم الدكتور جاي داس، من جامعة الآغا خان، الأموال التي حصل عليها من جائزته للتصدي لعزوف الناس عن تلقي اللقاحات - الذي يعتبر الحاجز الرئيسي أمام القضاء على حالات شلل الأطفال الأخيرة في الدولة - من خلال تحفيز قادة المجتمعات المحلية على تشجيع الناس على الحصول على اللقاحات. وإذا ما حقق القادة أهداف التلقيح الخاصة بهم، فسوف يكافؤون ببنية تحتية مجتمعية جديدة من اختيارهم.

ويهدف المشروع إلى التصدي للمفاهيم الخاطئة حول الآثار الجانبية للقاحات التي تعتقد بها بعض الجماعات الدينية والسياسية في باكستان، إذ تسهد بعض أنحاء البلاد مقاومة شديدة للتطعيم وقعت على إثرها هجمات مميتة ضد فرق التلقيح والحراس الأمنيين المرافقين لها.

في هذا الصدد، قال الدكتور داس: "يعد التغيير السلوكي أمراً صعباً، لكننا استخدمنا هذا النهج في السابق لتشجيع الناس على تحسين ظروف النظافة الصحية ومعالجة حالات الإسهال في مرحلة الطفولة، وقد أظهر نتائج جيدة للغاية. فالمجتمع المحلي يشعر بالتمكين عندما يكون لديه أهداف قصيرة الأجل قابلة للتحقيق والفرصة للحصول على مكافآت من اختياره".

وأضاف الدكتور داس أن الناس "يشعرون بأنهم يتخذون قراراتهم بأنفسهم، بدلاً من أن يأتي أشخاص من الخارج لإملاء ما يجب عليهم القيام به".

وسيقوم الدكتور داس بتجربة المشروع الرائد في بلديتين تشهدان مستويات مرتفعة من مقاومة لقاح شلل الأطفال ومن ثم سيقارن معدل الحصول اللقاح مع البلديات الأخرى التي لا توجد فيها مثل هذه الحوافز. وفي حال نجحت هذه التجربة فسيتم تعميمها على أجزاء أخرى من بلوشستان وكراتشي، اللتين تشهدان معدلات منخفضة من التحصين ضد شلل الأطفال.

وأوضح داس بالقول: "إذا تمكنا من إظهار نتائج ايجابية، فأعتقد أنه سيكون لهذه المبادرة تأثير هائل".

image title
تشهد بعض أجزاء باكستان مقاومة شديدة لتلقي المطاعيم وقد وقعت على إثرها هجمات مميتة على فرق التلقيح والحراس الأمنيين المرافقين لها. الصورة: غيتي إميجيز.

"نحن بحاجة إلى المزيد من هذا النوع من التعاون بين الجنوب والجنوب، إضافة إلى بناء القدرات".

الدكتورة في إسبيرانزا إسبينو، طبيبة اختصاصية في معهد بحوث الطب الاستوائي في الفلبين.

في غضون ذلك، ستقوم الدكتورة في إسبيرانزا إسبينو، وهي طبيبة اختصاصية في معهد بحوث الطب الاستوائي في وزارة الصحة في مانيلا، بتجربة مراقبة مزدوجة للملاريا وداء الفيلاريات اللمفي في مقاطعة بالاوان.

وسيتم تزويد العاملين الصحيين في المجتمعات المحلية هناك بأجهزة لوحية لتسجيل التاريخ الطبي الموجز والموقع الجغرافي لجميع المرضى الذين يزورون المرافق الصحية الريفية، فضلاً عن التحقق من وجود أجسام مضادة لديهم باستخدام اختبارات التشخيص السريع.

وعلى الرغم من أن الدكتورة إسبينو قد استخدمت هذه الطريقة من قبل لتتبع حالات الملاريا، إلا أنها المرة الأولى التي سيتم استخدامها فيها لتتبع الملاريا وداء الفيلاريات اللمفي في ذات الوقت في منطقة جنوب شرق آسيا.

في هذا الصدد، قالت الدكتورة إسبينو لـ ’زمن العطاء‘: "كلما كانت لدينا معلومات أفضل عن هذه الأمراض وأماكن وجودها، استطعنا اتخاذ قرارات أفضل بشأن الاستجابات الفعّالة والمستهدفة".

وأضافت أن "هذه مبادرة تعد مبادرة مهمة من معهد غلايد لأنها تتيح للفرق القُطرية وضع جدول أعمالها وتحديد برامجها ... نحن بحاجة إلى المزيد من هذا النوع من التعاون بين الجنوب والجنوب، إضافة إلى بناء القدرات. أما في مجال القضاء على الأمراض، فإن خلاصة القول هي أن على الدول والمجتمعات المحلية أن تقوم بذلك بنفسها".

وبالإضافة إلى التمويل، سيحصل الفائزون الخمسة على دعم فني إضافة إلى دعم في مجال الدعوة من غلايد.

وقد تم إطلاق غلايد، وهو معهد مختص بالشؤون الصحية يقع مقره في دولة الإمارات العربية المتحدة، في 2019 بتمويل قدره 20 مليون دولار من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

ويهدف المعهد إلى الدفع بعجلة الأبحاث والفكر على مستوى العالم لتحقيق تقدم في مجال القضاء على الأمراض مع التركيز على الملاريا وشلل الأطفال وداء الفيلاريات اللمفي والعمى النهري.

وتجدر الإشارة إلى أن ولي عهد أبوظبي هو أيضاً المؤسس المشارك لصندوق بلوغ الميل الأخير Last Mile Fund، وهو مبادرة متعددة المانحين بقيمة 100 مليون دولار تمتد على مدى 10 سنوات تم إطلاقها بالتعاون مع مؤسسة غيتس بهدف القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في سبعة دول. -PA