العمل الخيري يحتل مركز الصدارة في مؤتمر الأطراف COP28 في الإمارات

قادة الأعمال والمانحون من القطاع الخاص وخبراء التنمية يجتمعون في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لاستكشاف سبل تعزيز التمويل لمبادرات المناخ والطبيعة.

يلتقي قادة من قطاعات العمل الخيري والتنمية والأعمال في "منتدى الأعمال والعمل الخيري من أجل المناخ" الذي سيعقد خلال مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة قريباً. ويهدف المندى الذي يعد الأول من نوعه إلى استكشاف السبل التي تمكن القطاع الخاص من المساهمة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية، ودعم التكيف مع المناخ، وعكس مسار فقدان الطبيعة، واستعادة التنوع البيولوجي.

ويأمل الحدث الذي سيستمر على مدى يومين في جمع ما يصل إلى 500 موفد رفيع المستوى من جميع أنحاء العالم لمناقشة الاستراتيجيات الكفيلة بسد فجوة التمويل السنوية التي تزيد عن 3 تريليون دولار واللازمة للتصدي لآثار تغير المناخ.

ويتم تنظيم المنتدى الذي تستضيفه رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 كجزء من الجهود المبذولة لتسريع العمل المناخي من خلال الشراكات الهادفة والتعاون عبر مختلف القطاعات. كما سيترأسه رائد العطاء الإماراتي بدر جعفر، الممثل الخاص للأعمال والعمل الخيري في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 وأحد أعضاء اللجنة الاستشارية للمؤتمر.

وفي هذا السياق قال جعفر: "يمتلك القطاع الخاص إمكانيات واعدة تجعله الأكثر قدرة على تسريع تحقيق أهدافنا العالمية المتعلقة بالعمل المناخي والحفاظ على الطبيعة، ولذا يحرص COP28 على ضمان وجود ممثلي الأعمال التجارية والعمل الخيري بصفتهم شركاء أساسيين في المؤتمر".

وقد أقام المنتدى شراكات مع العديد من الوكالات الدولية وبنوك التنمية والشبكات من بينها: مؤسسة التمويل الدولي (IFC)، وشبكة المؤسسات العاملة للتنمية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي(OECD-NetFWD)، ومبادرة المنتدى الاقتصادي العالمي ’العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض‘، وبنك التنمية الآسيوي، ومؤسسة التمويل الأفريقية، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، ومؤسسة ’إكس برايز‘ XPRIZE.

 "يمتلك القطاع الخاص إمكانيات واعدة تجعله الأكثر قدرة على تسريع تحقيق أهدافنا العالمية المتعلقة بالعمل المناخي والحفاظ على الطبيعة."

بدر جعفر، رائد عطاء إماراتي ومؤسس مبادرة بيرل.

image title

وتعليقاً على المنتدى، قال متحدث باسم مؤسسة بيل وميليندا غيتس أن "مجتمع الأعمال والمؤسسات الخيرية لديه قدرة فريدة على تسريع الابتكار وإيجاد الحلول لأزمة تغير المناخ والحد من آثارها والتكيف معها".

وأضاف قائلاً: "نحن نؤمن أن منتدى الأعمال والعمل الخيري من أجل المناخ سيكون منارة إلهام وتشجيع للخطوات الجذرية التي ستمكن المجتمعات الأكثر تضرراً على التغلب على التحديات المناخية، خصوصاً المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة".

من جهتها، قالت أنوشيه أنصاري، الرئيسة التنفيذية لـ ’إكس برايز‘، المؤسسة العالمية الرائدة في تعزيز الحلول العلمية القائمة على الابتكار والمدعومة من المؤسسات الخيرية وقطاع الأعمال: "نحن نتشوق لمشاركتنا في هذا المنتدى لتأسيس مشاريع جديدة طموحة تساعدنا في التعامل مع هذا المنعطف الصعب والبالغ التأثير على كوكبنا".

وكانت المؤسسات الخيرية قد قدمت تعهدات تزيد قيمتها عن ثلاثة مليارات دولار خلال مؤتمر الأطراف COP27 الذي عقد في مصر في عام 2022.

كما تعهدت منظمات بارزة مثل صندوق بيزوس للأرض ومؤسسة بيل وميليندا غيتس ومؤسسة روكفلر ومؤسسة ايكيا الخيرية مؤخراً بتمويل جديد لبرامج العمل المناخي. ويشمل ذلك مبادرات لتحسين التقنيات الزراعية، وتعزيز الأمن الغذائي وحماية الغابات، وتعزيز النقل المستدام، وتقليل الاعتماد على مولدات الوقود الأحفوري.

وتأتي هذه الزيادة في التعهدات الخيرية في وقت تزداد فيه الانتقادات للجهات المانحة من القطاع الخاص بسبب تخصيصها اثنين بالمئة فقط من تبرعاتها السنوية من أجل التصدي لأزمة المناخ، على الرغم من الحاجة الملحّة والتأثير العميق لتغير المناخ على مختلف القطاعات التي تمولها.

لكن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تفتقر إلى ممولين بارزين لدعم قضية المناخ، على الرغم من أن العديد من بلدانها تقع على خطوط المواجهة مع تغير المناخ. فارتفاع درجات الحرارة والجفاف يؤثران بالفعل على إمدادات المياه وإنتاج الغذاء، الأمر الذي يفاقم مواطن الضعف في منطقة تعاني أصلاً من الصراعات، وتضخم أعداد الشباب، وضعف الإدارة.

من المقرر عقد منتدى الأعمال والعمل الخيري للمناخ في الأول والثاني من ديسمبر. وسيمتد الحدث إلى المنطقتين الزرقاء والخضراء في COP28 الذي يقام على أرض مدينة إكسبو في دبي.-PA